سعت الجمعيات في مدينة صيدا (جنوب لبنان)،إلى إيجاد بدائل لموائد الرحمن، لمساعدة العائلات المحتاجة خلال شهر رمضان
مع حلول شهر رمضان في كل عام، تنشط الجمعيّات والمؤسّسات الأهليّة لتقديم المساعدات وتنظيم الإفطار الجماعي للصائمين، خصوصاً في الأماكن الشعبيّة والأحياء الفقيرة، ودعوة العائلات الأكثر حاجة، إلا أن جائحة كورونا وفرض الحجر المنزلي وعدم التجمع والاختلاط أدت إلى إلغاء موائد الإفطار الرمضانيّة الجماعيّة، واستبدلت بوسائل أخرى لمساعدة العائلات المحتاجة في هذا الشهر الفضيل.
في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، تعدّدت المبادرات في ظل الضائقة الاقتصاديّة التي يعيشها لبنان. مؤسسات "الرعاية" أطلقت مبادرات عدّة لمساعدة العائلات المحتاجة في المدينة بوسائل مختلفة. ويقول مدير العلاقات العامة والإعلام في "الرعاية" غسان حنقير لـ "العربي الجديد": "مشروع شهر رمضان هذا العام كان استثنائياً، واخترنا له عنوان كلنا للخير في رمضان، لدعم العائلات المتضرّرة من الأزمة الاقتصادية ومن مفاعيل تفشي فيروس كورونا. ونحن في كل عام كنا نقيم إفطارات رمضانيّة جماعيّة. لكن هذا العام استبدلناها بتوصيل وجبات إفطار ساخنة إلى بيوت العائلات المحتاجة مباشرة قبل أذان المغرب، إضافة إلى تأمين قسائم شرائية توزع على المحتاجين، يمكنهم صرفها من محال المواد الغذائية التي يتم التنسيق معها مسبقاً".
اقــرأ أيضاً
يضيف حنقير: "هذه السنة، ابتكرنا بعض المشاريع الجديدة بهدف مساعدة عائلات أكثر من المعتاد، ومن بين هذه المشاريع حملة رغيف الخير، التي تهدف إلى تأمين ربطة خبز لنحو 30 ألف عائلة خلال شهر رمضان. أما الحملة الثانية، فهي "منعبّي للخير"، والهدف منها تعبئة أسطوانات غاز لألف عائلة في المدينة، إذ يكون استهلاك الغاز في شهر رمضان أكبر من باقي أشهر السنة".
ويلفت إلى أن الحملة النوعيّة هي حملة "سَكِّر دفتر" أي دفتر الديون الموجود في المتاجر، والفكرة هي تسكير ديون العائلات المحتاجة للمحال التجاريّة الواقعة في الأحياء الفقيرة، خصوصاً أنه لم يعد لديهم القدرة على تسديد ديونهم لهذه المحال. ويؤكد أن هذه الحملات هي بتمويل من تبرعات أهل الخير في مدينة صيدا والمدن اللبنانيّة الأخرى، إذ إن الرعاية فتحت باب التبرعات لتغطيتها.
أما جمعية المواساة، فكان لها مبادرة مختلفة خلال شهر رمضان. وتقول مديرة الجمعية مي حاسبيني: "خلال شهر رمضان من كل عام ترتفع أسعار الخضار بشكل جنوني، خصوصاً الليمون الحامض الذي يتم استخدامه في العديد من الأطباق اليومية من السلطة والفتّوش وغيرها. لذلك، قامت الجمعية بحملة أطلقت عليها اسم خير البساتين، وهي دعوة للتبرع بصناديق الليمون الحامض من بساتين مدينة صيدا ليتم عصرها في الجمعية وتوزيعها على العائلات المحتاجة لاستخدامها في إعداد موائد الإفطار".
ونتيجة للوضع الحالي المفروض بفعل أزمة كورونا والتزام الحجر المنزلي، توقفت الجمعية عن إقامة الإفطارات الرمضانيّة الجماعيّة، وكانت قد دأبت منذ سنوات عدّة على توزيع الطعام والخضار على عدد من العائلات المحتاجة داخل مدينة صيدا ضمن مشروع "موائد الرحمن" طيلة شهر رمضان. إلا أنها هذا العام، أطلقت حملة تبرعات لتأمين "المونة الرمضانيّة" التي تحتوي على دجاج ولحوم طازجة، حبوب، خضار، فاكهة، تمر ومشروب رمضاني توزع أسبوعيّاً على العائلات المحتاجة وهم في بيوتهم.
ولم تقتصر المساعدات وتقديم الوجبات الرمضانية على الجمعيات والمؤسسات الأهلية فقط، بل بادرت أكاديمية لبنان للتدريب والتطوير بإطلاق حملة "خليك بالبيت نحن منوصل لعندك" لتوزيع وجبات ساخنة خلال شهر رمضان. ويقول رئيس مجلس الإدارة للأكاديمية محمد حجّاج: "تخصصنا هو التعليم والتدريب المهني. ولأننا جزء من هذا المجتمع، ونتيجة للأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، تأثر عدد كبير من العائلات وارتأينا مساعدة العائلات المحتاجة من خلال تأمين وجبات ساخنة خلال شهر رمضان وإيصالها إلى بيوتهم، من خلال تحويل ميزانيتا التي كنا نستخدمها في التعليم والتدريب لتنفيذ مشروعنا في تقديم الوجبات الساخنة للعائلات المحتاجة في مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، مع الحفاظ على المعايير الصحيّة والتعقيم. وحتى لا يكون هناك أي تجمع أمام مركزنا، تولينا توصيل الوجبات إلى البيوت".
يضيف: "ستتم تغطية 12 ألف عائلة خلال شهر، وأحياناً يزيد العدد بحسب الاتصالات التي تردنا من خلال الخط الساخن الذي وضعناه في خدمة المشروع. كذلك، نقوم بتجهيز نحو 3000 حصة تموينية للذين يعانون من أمراض مزمنة أو الأشخاص ذوي الإعاقة والعائلات الأكثر حاجة". يضيف أن هذا المشروع يأتي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف و"أنيرا".
أما سعد الغزاوي، وهو أحد أعضاء مجموعة "نهضة وطن"، التي تضم مهندسين أطلقوا مبادرة "من الناس للناس" منذ بدء الحجر المنزلي لتأمين الحصص الغذائية للمحتاجين في بيوتهم، فيقول إنه "مع بداية شهر رمضان، أطلقنا مشروع موائد الرحمن لتأمين وجبات ساخنة للعائلات المتعففة في صيدا والجوار". يضيف: "نستقبل اتصالات العائلات المحتاجة من خلال صفحة فيسبوك الخاصة بالمجموعة، ونوزّع يومياً 150 وجبة رئيسية وتمراً وعصيراً، وهذا المشروع ينفّذ من خلال تبرعات عينية ومادية من أصحاب الأيادي البيضاء في المدينة".
مجموعة "شباب صيدا" التي كان لها مبادرات لمساعدة العائلات خلال انتفاضة الشعب اللبناني، عاودت نشاطها خلال شهر رمضان من خلال تأمين الحصص الغذائية والأدوية للمحتاجين من خلال تبرعات أهل الخير في المدينة. كما تقوم جمعية "حدودنا السما للعمل الإنساني والثقافي" بتجهيز وجبات إفطار وحصص غذائية لتوزيعها على العائلات المحتاجة في منطقة صور (جنوب لبنان) وضواحيها، إضافة إلى المخيمات الفلسطينية والتجمعات، بتمويل من فاعلي خير.
في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، تعدّدت المبادرات في ظل الضائقة الاقتصاديّة التي يعيشها لبنان. مؤسسات "الرعاية" أطلقت مبادرات عدّة لمساعدة العائلات المحتاجة في المدينة بوسائل مختلفة. ويقول مدير العلاقات العامة والإعلام في "الرعاية" غسان حنقير لـ "العربي الجديد": "مشروع شهر رمضان هذا العام كان استثنائياً، واخترنا له عنوان كلنا للخير في رمضان، لدعم العائلات المتضرّرة من الأزمة الاقتصادية ومن مفاعيل تفشي فيروس كورونا. ونحن في كل عام كنا نقيم إفطارات رمضانيّة جماعيّة. لكن هذا العام استبدلناها بتوصيل وجبات إفطار ساخنة إلى بيوت العائلات المحتاجة مباشرة قبل أذان المغرب، إضافة إلى تأمين قسائم شرائية توزع على المحتاجين، يمكنهم صرفها من محال المواد الغذائية التي يتم التنسيق معها مسبقاً".
يضيف حنقير: "هذه السنة، ابتكرنا بعض المشاريع الجديدة بهدف مساعدة عائلات أكثر من المعتاد، ومن بين هذه المشاريع حملة رغيف الخير، التي تهدف إلى تأمين ربطة خبز لنحو 30 ألف عائلة خلال شهر رمضان. أما الحملة الثانية، فهي "منعبّي للخير"، والهدف منها تعبئة أسطوانات غاز لألف عائلة في المدينة، إذ يكون استهلاك الغاز في شهر رمضان أكبر من باقي أشهر السنة".
ويلفت إلى أن الحملة النوعيّة هي حملة "سَكِّر دفتر" أي دفتر الديون الموجود في المتاجر، والفكرة هي تسكير ديون العائلات المحتاجة للمحال التجاريّة الواقعة في الأحياء الفقيرة، خصوصاً أنه لم يعد لديهم القدرة على تسديد ديونهم لهذه المحال. ويؤكد أن هذه الحملات هي بتمويل من تبرعات أهل الخير في مدينة صيدا والمدن اللبنانيّة الأخرى، إذ إن الرعاية فتحت باب التبرعات لتغطيتها.
أما جمعية المواساة، فكان لها مبادرة مختلفة خلال شهر رمضان. وتقول مديرة الجمعية مي حاسبيني: "خلال شهر رمضان من كل عام ترتفع أسعار الخضار بشكل جنوني، خصوصاً الليمون الحامض الذي يتم استخدامه في العديد من الأطباق اليومية من السلطة والفتّوش وغيرها. لذلك، قامت الجمعية بحملة أطلقت عليها اسم خير البساتين، وهي دعوة للتبرع بصناديق الليمون الحامض من بساتين مدينة صيدا ليتم عصرها في الجمعية وتوزيعها على العائلات المحتاجة لاستخدامها في إعداد موائد الإفطار".
ونتيجة للوضع الحالي المفروض بفعل أزمة كورونا والتزام الحجر المنزلي، توقفت الجمعية عن إقامة الإفطارات الرمضانيّة الجماعيّة، وكانت قد دأبت منذ سنوات عدّة على توزيع الطعام والخضار على عدد من العائلات المحتاجة داخل مدينة صيدا ضمن مشروع "موائد الرحمن" طيلة شهر رمضان. إلا أنها هذا العام، أطلقت حملة تبرعات لتأمين "المونة الرمضانيّة" التي تحتوي على دجاج ولحوم طازجة، حبوب، خضار، فاكهة، تمر ومشروب رمضاني توزع أسبوعيّاً على العائلات المحتاجة وهم في بيوتهم.
ولم تقتصر المساعدات وتقديم الوجبات الرمضانية على الجمعيات والمؤسسات الأهلية فقط، بل بادرت أكاديمية لبنان للتدريب والتطوير بإطلاق حملة "خليك بالبيت نحن منوصل لعندك" لتوزيع وجبات ساخنة خلال شهر رمضان. ويقول رئيس مجلس الإدارة للأكاديمية محمد حجّاج: "تخصصنا هو التعليم والتدريب المهني. ولأننا جزء من هذا المجتمع، ونتيجة للأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، تأثر عدد كبير من العائلات وارتأينا مساعدة العائلات المحتاجة من خلال تأمين وجبات ساخنة خلال شهر رمضان وإيصالها إلى بيوتهم، من خلال تحويل ميزانيتا التي كنا نستخدمها في التعليم والتدريب لتنفيذ مشروعنا في تقديم الوجبات الساخنة للعائلات المحتاجة في مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، مع الحفاظ على المعايير الصحيّة والتعقيم. وحتى لا يكون هناك أي تجمع أمام مركزنا، تولينا توصيل الوجبات إلى البيوت".
يضيف: "ستتم تغطية 12 ألف عائلة خلال شهر، وأحياناً يزيد العدد بحسب الاتصالات التي تردنا من خلال الخط الساخن الذي وضعناه في خدمة المشروع. كذلك، نقوم بتجهيز نحو 3000 حصة تموينية للذين يعانون من أمراض مزمنة أو الأشخاص ذوي الإعاقة والعائلات الأكثر حاجة". يضيف أن هذا المشروع يأتي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف و"أنيرا".
أما سعد الغزاوي، وهو أحد أعضاء مجموعة "نهضة وطن"، التي تضم مهندسين أطلقوا مبادرة "من الناس للناس" منذ بدء الحجر المنزلي لتأمين الحصص الغذائية للمحتاجين في بيوتهم، فيقول إنه "مع بداية شهر رمضان، أطلقنا مشروع موائد الرحمن لتأمين وجبات ساخنة للعائلات المتعففة في صيدا والجوار". يضيف: "نستقبل اتصالات العائلات المحتاجة من خلال صفحة فيسبوك الخاصة بالمجموعة، ونوزّع يومياً 150 وجبة رئيسية وتمراً وعصيراً، وهذا المشروع ينفّذ من خلال تبرعات عينية ومادية من أصحاب الأيادي البيضاء في المدينة".
مجموعة "شباب صيدا" التي كان لها مبادرات لمساعدة العائلات خلال انتفاضة الشعب اللبناني، عاودت نشاطها خلال شهر رمضان من خلال تأمين الحصص الغذائية والأدوية للمحتاجين من خلال تبرعات أهل الخير في المدينة. كما تقوم جمعية "حدودنا السما للعمل الإنساني والثقافي" بتجهيز وجبات إفطار وحصص غذائية لتوزيعها على العائلات المحتاجة في منطقة صور (جنوب لبنان) وضواحيها، إضافة إلى المخيمات الفلسطينية والتجمعات، بتمويل من فاعلي خير.