أزمة كهرباء غزة تقتل الطفلين خالد وعمرو

الأناضول

avata
الأناضول
04 يناير 2015
C1286EB3-C650-462F-AC1F-1697DA5BED89
+ الخط -

لن تستيقظ أسماء الهبيل، في الصباح الباكر، على أصوات ضحكات صغيريّها "خالد" و"عمرو" بعد اليوم، ولن تطبع على جبينيهما ووجنتيهما "القبلات"، وهي تطلب منهما الانتظار قليلا حتى تصنع لهما كأسين من الحليب.

فقد تسبب حريق، في إسكات أنفاس الصغيرين خالد "4 سنوات" وعمرو "3 سنوات" للأبد، داخل منزلهما الكائن في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، مساء أمس السبت.
وتقول عائلة "الهبيل" التي ينتمي لها الطفلان، إن أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة، هي السبب في موتهما.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس السبت، أن الطفلين "الهبيل" لقيا مصرعهما جراء حريق كبير شب في منزلهما، فيما أصيب والدهما بجراح وصفت بالمتوسطة.

وقالت فاطمة الهبيل، عمة الطفلين، إن التيار الكهربائي الذي ينقطع 20 ساعة متواصلة في اليوم، وصل إلى المنزل وانقطع أكثر من أربع مرات متتالية خلال دقائق معدودة، مما تسبب باشتعال مقبس كهربائي، في غرفة الصغيرين، محدثا حريقا كبيرا تسبب في موتهما.

وبتصرف طفولي، لجأ الصغيران عمرو وخالد، وهما يصرخان ويناديان والدهما، إلى داخل خزانة الملابس، ظنّا منهما، أن النار لن تصل إليهما هناك، إلا أن النيران، كانت قد أتت على كل شيء، وصبغت المكان باللون الأسود، وفق العمّة.

وفي بيت العزاء الذي افتتحته العائلة صباح اليوم الأحد، لا تتوقف والدة الطفلين "21 عامًا"، عن البكاء والنحيب، وهي تقول لكل من حولهما، "أريد ولديّ.. عمرو وخالد لم يموتا، إنهما على قيد الحياة، أرجوكم، أريد الذهاب إليهما".

ولم تبقِ ألسنة اللهب، على أي شيء من مقتنيات الصغيرين، خالد، الذي وصفه أقاربه بـ "الطفل الفطن والذكي"، وعمرو، الذي تميز بضحكه ومرحه، فالنار أتت على ثيابهما وألعابهما، وحولت كل ما حوته جدران الغرفة المحترقة إلى رماد.



وكان والدهما محمد الهبيل (25 عاما)، والذي يعمل صيّادًا، حريصًا جدًا على عدم استخدام الشموع، كبديل للكهرباء للإنارة، في متناول أيديهما، خوفا من أن يفجع بمقتلهما، كما حدث مع العديد من العائلات في قطاع غزة، لكن حدث ما كان يخشاه، بطريقة أخرى، وفق الهبيل.

وأوضحت أن والد الطفلين المحروقين، حاول مررًا إنقاذهما، قبل أن يصل الدفاع المدني إلى المكان، إلا أن شدة الدخان تسببت في فقدانه وعيه.

وأشارت إلى أن الأم "أسماء" كانت قد تركت طفليها قبل لحظات، في منزلهم الذي يقع في الطابق الثالث، ونزلت إلى الطابق الأول، حيث تقطن جدتهم، لإحضار بعض أرغفة الخبز.

وناشدت عمة الشقيقين "دول العالم والمسؤولين وأصحاب الضمائر الإنسانية والحية"، بحل أزمة الكهرباء التي يعاني منها سكان قطاع غزة، منذ سنوات.

وأثارت تلك المأساة، سخط وغضب بعض سكان الحي الذي تقطن فيه العائلة، تجاه استمرار أزمة الكهرباء في غزة.

وتعيد مأساة هذه العائلة المكلومة على فقد طفليها، إلى أذهان الفلسطينيين، مأساة العديد من الأسر الفلسطينية، التي قضى عدد من أفرادها، بسبب اللجوء إلى الشموع والوسائل البديلة في الإنارة.

ولا يغيب عن ذاكرة عم الطفلين (شقيق والدهما)، يحيى الهبيل" 12 عامًا"، مشهد أبناء أخيه أثناء إخراجهما من الغرفة المحترقة، وهما جثتان متفحمتان.
ولا يصدق "الهبيل"، حتى اللحظة، أن "عمرو وخالد"، قد قضيا نحبهما، كما يقول في تصريح لوكالة الأناضول.

ويتابع: "كنت أحبهما كثيرًا، وأقضي العديد من الساعات ونحن نلعب معا، لقد كنا في صباح الأمس نلعب الكرة، لا أصدق أنهما لن يعودا للعب معي".
ولم يتوقف عن الدعاء بقوله "حسبنا الله ونعم الوكيل، بالمسؤولين عن أزمة الكهرباء، ما ذنب ابنيّ أخي كي يموتا".

ويعاني قطاع غزة منذ سبع سنوات من أزمة كهرباء كبيرة، بدأت عقب قصف إسرائيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.

ومنذ نحو أسبوع، وبفعل توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، جراء نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها، أعلنت شركة توزيع الكهرباء عن زيادة عدد ساعات قطع التيار، ليصل إلى 20 ساعة يوميا، في حين لا تتجاوز ساعات الوصل أربع ساعات في اليوم.

ذات صلة

الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
مخيم جباليا يعاني من دمار واسع، 1 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت لجنة طوارئ البلديات، في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أن منطقة جباليا وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، أصبحتا "مناطق منكوبة"، نتيجة الحرب.
الصورة
أطفال ينتظرون في الطابور للحصول على طعام في دير البلح، 28 مايو 2024(الأناضول)

مجتمع

أطلقت أكثر من مئة منظمة مجتمع مدني ونقابة فلسطينية، اليوم الأربعاء، نداء عاجلاً للمطالبة بإعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.
الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.