رسالتان إلى أسماء البلتاجي.. عروس رابعة

14 اغسطس 2015
عامان مضيا على جريمة قتل أسماء "فيسبوك"
+ الخط -

 

رحلت "أسماء" مع المئات، في مثل هذا اليوم قبل عامين، برصاصات غادرة جهزت للقتل، وبأيدي آثمة اعتادت الاعتداء على الأرواح ببرود، في محاولة صريحة لإسكات أي أصوات مطالبة بالحق ومنددة بانقلاب عسكري على ثورة شعبية.

وكتبت السيدة سناء عبدالجواد، زوجة القيادي في جامعة الإخوان المسلمين، المعتقل، محمد البلتاجي، ووالدة شهيدة مذبحة رابعة العدوية، أسماء البلتاجي، رسالة لابنتها الراحلة، نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قالت فيها: "عامان مضيا على فراقك يا أسماء والقلب ينزف عليك شوقاً. عامان مضيا على جريمة بحق الإنسانية. مجزرة رابعة".

وأضافت أم الشهيدة وزوجة المعتقل: "ابنتي الحبيبة والوحيدة، وقرة عيني وزهرتي الجميلة، عشت حياة حافلة بالرغم من قصرها. أعمالها كثيرة. اغتالتك يد آثمة غادرة ظالمة. لكنها لم تكن النهاية يا أسماء، بل بداية لحياة جديدة في الفردوس الأعلى، خلدت ذكراك في كل العالم".
وتابعت موجهة حديثها إلى من قتلوا أسماء: "ماذا ستفعلون مع جيل مثل أسماء البلتاجي وقف أمامكم في تحد وقوة لاسترداد حريته وكرامته؟ رحلت يا أسماء من أرض الظلم والطغيان إلى جوار رب رحمن. هنيئاً لك".

"قد علم الله يا أسماء مدى صدقك وحبك للشهادة فأعطاها الله لك في هذا السن. اذكرينا يا أسماء عند ربك، ثم أخبرينا يا أسماء هل رضي الله عنا، هل رضي الله عن أسرتنا؟ وكم بقي يا أسماء من الأثمان يجب أن ندفعها، لكي يتحقق لنا ما نريد؟". كتبت أم الشهيدة وزوجة المعتقل.

وأضافت: "إن الرصاصة التي اخترقت صدرك وقتلتِ بها، هي في صدري أنا، تؤلمني حتى يتم لنا قصاص عادل، يشفي صدورنا من القوم الظالمين. سنظل على عهدك يا أسماء حتى إعلاء ديننا، وتحرير أوطاننا، وحق شهدائنا وخروج معتقلينا، وقصاص عادل من كل قتلة شهدائنا".

وختمت رسالة الرثاء قائلة: "اللهم أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الظالمين. قريباً يا أسماء سنلتقي".




وتداول ناشطون على مواقع التواصل رسالة، سبق أن كتبها قبل عامين والد أسماء، القيادي في جماعة الإخوان، محمد البلتاجي، في رثاء ابنته، وكتب فيها: "ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة الشهيدة أسماء البلتاجى. لا أقول وداعاً بل أقول غداً نلتقي. عشت مرفوعة الرأس متمردة على الطغيان ورافضة لكل القيود وعاشقة للحرية بلا حدود، وباحثة في صمت عن آفاق جديدة لإعادة بناء وبعث هذه الأمة من جديد لتتبوأ مكانتها الحضارية. لم تنشغلي بشيء مما ينشغل به من هم في مثل سنك، ورغم أنك كنت دائماً الأولى في دراستك، فما كانت الدراسة التقليدية تشبع تطلعاتك واهتماماتك".

وتابع الأب المكلوم: "لم أرتو من صحبتك في تلك الحياة القصيرة، خاصة أن وقتي لم يتسع لأسعد وأستمتع بتلك الصحبة، وفي آخر جلسة جلسناها سوياً في ميدان رابعة عاتبتِني قائلة (حتى وأنت معنا مشغول عنّا) فقلت لك (يبدو أن الحياة لن تتسع لنشبع من بعضنا. أدعو الله أن يسعدنا بالصحبة في الجنة لنرتوي من بعضنا البعض). رأيتك قبل استشهادك بيومين في المنام في ثياب زفاف وفي صورة من الجمال والبهاء لا مثيل لها في الدنيا. حين رقدت إلى جواري سألتك في صمت: هل هذه الليلة موعد زفافك؟ فأجبتِني (في الظهر وليس في المساء سيكون الموعد)، حينما أخطرت باستشهادك، ظهر الأربعاء، فهمت ما عنيتِ واستبشرت بقبول الله شهادتك، وزدتِني يقينا أننا على الحق وأن عدونا هو الباطل ذاته".

وأضاف: "آلمني شديد الألم ألا أكون في وداعك الأخير، وألا أكحل عيني بنظرة وداع أخيرة، وألا أضع قبلة أخيرة على جبينك، وألا أشرف بإمامة الصلاة عليك، والله يا حبيبتي ما منعني من ذلك خوف على أجل ولا خوف من سجن ظالم، وإنما حرصاً على استكمال الرسالة التي قدمت أنت روحك لأجلها، وهي استكمال مسيرة الثورة حتى تنتصر وتحقق أهدافها".

وكتب البلتاجي: "ارتقت روحك وأنت مرفوعة الرأس، مقبلة غير مدبرة، صامدة مقاومة للطغاة المجرمين. أصابتك رصاصات الغدر والنذالة في صدرك، ما أروعها من همة وما أزكاها من نفس، أثق أنك صدقتِ الله فصدقك واختارك دوننا لشرف الشهادة".

وختم: "أخيراً ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة. لا أقول وداعاً بل أقول إلى اللقاء. لقاء قريب على الحوض مع النبي الحبيب وأصحابه. لقاء قريب في مقعد صدق عند مليك مقتدر. لقاء تتحقق فيه أمنيتنا في أن نرتوي من بعضنا ومن أحبابنا رياً لا ظمأ بعده".


اقرأ أيضاً:"أسماء البلتاجي".. كل سنة وأنتِ طيبة

دلالات