في مقابل الدعوات إلى الحمية والرشاقة والتحذير من أضرار البدانة، هناك حركة مخالفة ملحوظة تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي... حركة تدعو إلى تقبّل الجسم كما هو على بدانته، بل تمدح جماليات تلك البدانة، خصوصاً بالنسبة للنساء الممتلئات وما فيهن من أنوثة بارزة. لكنّ موقع مجلة "ريدرز دايجست" الأميركية يتساءل إن كان لهذه الحركة تأثيرها السلبي في زيادة نسبة البدانة في الولايات المتحدة وغيرها من بلدان العالم.
عادة ما تعرض تلك الحملات نماذج لنساء بدينات ناجحات جداً، سواء على الصعيد الفني أو الإعلامي أو غير ذلك. من هؤلاء المطربة المعروفة آديل، والمقدمة الشهيرة أوبرا وينفري، والممثلة ميليسا ماكارثي، وغيرهن.
فهل من ثمن لهذه الحملات على حساب صحة الناس؟ ليس هناك من شك في أنّ قياس خصر الأميركيين يتسع عاماً بعد آخر. كشفت دراسة العام الماضي، أنّ قياسات ملابس النساء ازدادت بشكل مأساوي في البلاد. كذلك، كشف مشروع "ولاية البدانة" أنّ 38 في المائة من الأميركيين الراشدين بدينون، و8 في المائة في غاية البدانة.
لكن، هل هذه الحملات متهمة فعلاً بمسؤولية ما عن هذه البدانة؟ ليس ذلك مؤكداً، فالسؤال الجدّي هو: هل يختار أحدنا البدانة بنفسه أم لا؟ تبدو الإجابة الأقرب إلى الواقع أنّ أحداً لا يختار البدانة، وبذلك فإنّ روحية الحملات تلك تحرّكها محاولة كسر الصورة النمطية المنتشرة في المجتمعات حول النموذج الموحد للجمال الذي تمثله المرأة الرشيقة بحسب الثقافة التلفزيونية والسينمائية السائدة.
بذلك، فإنّ تلك الثقافة التي لطالما وجهت اللوم إلى "ضحايا" البدانة لا بدّ من مواجهتها بدعم هؤلاء البدينين بالذات، خصوصاً مع الفشل المستمر في تغيير نمط الحياة القائم على تناول مأكولات غير صحية، أو فشل الدفع باتجاه ممارسة الأنشطة البدنية في مجتمعات اعتادت على الأعمال المكتبية.
هذه الوصمة التي لطالما ألصقتها صناعة الإعلانات بالبدينين شهدت مواجهة رسمية قبل سنوات، إذ أعلنت "الجمعية الطبية الأميركية"، وهي أكبر اتحاد للأطباء وطلاب الطب في الولايات المتحدة، عن تصنيف البدانة كمرض، أي بكلمات أخرى، فإنّ البدانة ليست خياراً حياتياً أو انحرافاً أخلاقياً.
تجاه هذا الواقع، فإنّ مسببات البدانة هي ما يجب أن يلام وليس البدينين، ما يفسر أنّ تلك الحملات مفيدة في جعل البدينين أكثر سعادة وإنتاجية حتى، من خلال تقبّلهم لأجسامهم كما هي، ومبادرتهم إلى أعمالهم ومهامهم من دون الشعور بوصمة العار تلك، ولو أنّ تشجيعهم على خسارة الوزن يبقى قائماً بدرجة مساوية.
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
عادة ما تعرض تلك الحملات نماذج لنساء بدينات ناجحات جداً، سواء على الصعيد الفني أو الإعلامي أو غير ذلك. من هؤلاء المطربة المعروفة آديل، والمقدمة الشهيرة أوبرا وينفري، والممثلة ميليسا ماكارثي، وغيرهن.
فهل من ثمن لهذه الحملات على حساب صحة الناس؟ ليس هناك من شك في أنّ قياس خصر الأميركيين يتسع عاماً بعد آخر. كشفت دراسة العام الماضي، أنّ قياسات ملابس النساء ازدادت بشكل مأساوي في البلاد. كذلك، كشف مشروع "ولاية البدانة" أنّ 38 في المائة من الأميركيين الراشدين بدينون، و8 في المائة في غاية البدانة.
لكن، هل هذه الحملات متهمة فعلاً بمسؤولية ما عن هذه البدانة؟ ليس ذلك مؤكداً، فالسؤال الجدّي هو: هل يختار أحدنا البدانة بنفسه أم لا؟ تبدو الإجابة الأقرب إلى الواقع أنّ أحداً لا يختار البدانة، وبذلك فإنّ روحية الحملات تلك تحرّكها محاولة كسر الصورة النمطية المنتشرة في المجتمعات حول النموذج الموحد للجمال الذي تمثله المرأة الرشيقة بحسب الثقافة التلفزيونية والسينمائية السائدة.
بذلك، فإنّ تلك الثقافة التي لطالما وجهت اللوم إلى "ضحايا" البدانة لا بدّ من مواجهتها بدعم هؤلاء البدينين بالذات، خصوصاً مع الفشل المستمر في تغيير نمط الحياة القائم على تناول مأكولات غير صحية، أو فشل الدفع باتجاه ممارسة الأنشطة البدنية في مجتمعات اعتادت على الأعمال المكتبية.
هذه الوصمة التي لطالما ألصقتها صناعة الإعلانات بالبدينين شهدت مواجهة رسمية قبل سنوات، إذ أعلنت "الجمعية الطبية الأميركية"، وهي أكبر اتحاد للأطباء وطلاب الطب في الولايات المتحدة، عن تصنيف البدانة كمرض، أي بكلمات أخرى، فإنّ البدانة ليست خياراً حياتياً أو انحرافاً أخلاقياً.
تجاه هذا الواقع، فإنّ مسببات البدانة هي ما يجب أن يلام وليس البدينين، ما يفسر أنّ تلك الحملات مفيدة في جعل البدينين أكثر سعادة وإنتاجية حتى، من خلال تقبّلهم لأجسامهم كما هي، ومبادرتهم إلى أعمالهم ومهامهم من دون الشعور بوصمة العار تلك، ولو أنّ تشجيعهم على خسارة الوزن يبقى قائماً بدرجة مساوية.
(العربي الجديد)