تُعَدّ إيطاليا اليوم البلد الأوروبي الأوّل المتضرّر من فيروس كورونا الجديد، فيما يُسجَّل قلق في بقيّة البلدان الأوروبية، المجاورة والبعيدة. فتحاول السلطات تطويق الفيروس في محاولة للحدّ من تفشّيه.
ما زالت السلطات الإيطالية تحاول اكتشاف مصدر فيروس كورونا الجديد الذي انتشر في البلاد، وسط حالة من الفزع بين سكان الشمال الإيطالي ودول الجوار الأوروبي، وذلك بعدما راحت تُسجَّل وفيات على خلفية هذا الفيروس. وقد وصل عدد الوفيات حتى بعد ظهر اليوم الاثنين إلى سبعة، فيما بلغت الإصابات 229 حالة، وسط إجراءات تشبه ما قد يُتَّخذ في حالة طوارئ، لا سيّما أنّ بعض الدول عمدت إلى تعليق رحلاتها من وإلى إيطاليا.
ويخشى سكان ميلانو، عاصمة إقليم لومبارديا الذي يشهد الانتشار الأكبر للفيروس، أن تصل العدوى إلى مدينتهم، الأمر الذي من شأنه التأثير على حياة نحو مليون و400 ألف إيطالي فيها، اجتماعياً واقتصادياً. ومع تزايد الخوف من تحوّل الأمر إلى وباء يجتاح قارة أوروبا، عمدت السلطات المعنية إلى إغلاق 11 بلدة في لومبارديا حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر، لتصير أشبه بمدن أشباح. وتوقّفت الحركة في تلك المدن، ومُنعت المحال التجارية من فتح أبوابها باستثناء الصيدليات ومتاجر الأغذية، ليشبّه السكان وضعهم بحالة طوارئ فُرضت عليهم بين ليلة وضحاها. كذلك فرضت السلطات في مدن وبلدات الإقليم، اعتماد الأقنعة الطبية الواقية وإغلاق المدارس وإلغاء فعاليات اجتماعية وثقافية، في محاولة منها للسيطرة على تفشي الفيروس. يُذكر أنّ القائمين على مهرجان البندقية (8 - 25 شباط/ فبراير الجاري) في إقليم فينيتو شمالي البلاد، أنهوا فعالياته أمس الأحد، قبل يومَين من موعد ختامه، على خلفيّة انتشار الفيروس في الشمال، فيما ألغي في الإطار نفسه أسبوع الموضة في ميلانو الذي كان مقرّراً بين 18 فبراير/ شباط الجاري و24 منه.
وتحاول وسائل الإعلام نقل المشهد في البلدات المغلقة، وتصف كيف توقّفت الحافلات وألغيت رحلات القطارات وأُغلقت محطات النقل فيما يسود شعور بعدم الراحة بين السكان الذين حبسوا أنفاسهم داخل بيوتهم. من جهتها، أفادت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية الصادرة في تورينو عاصمة إقليم بييمونتي الشمالي، صباح اليوم الاثنين، بأنّ المدارس والجامعات أغلقت أبوابها فيما عُلّقت نشاطات مختلفة في إقليمَي لامبورديا وبييمونتي على الحدود الفرنسية. يُذكر أنّ خوفاً يُسجَّل في الجانب الآخر من الحدود، لا سيّما فرنسا وسويسرا. أمّا الإيطاليون الشماليون أنفسهم، فيخشون من بلوغ الفيروس مدنهم الكبرى مثل ميلانو وتورينو، الأمر الذي من شأنه أن يعقّد المسألة أكثر، وهو ما دفع السلطات إلى الإجراءات الطارئة التي اتّخذتها من قبيل تعليق حركة النقل وإغلاق الجامعات لمدّة أسبوع وإلغاء مباريات في كرة القدم وفعاليات رياضية أخرى. وقد ذهبت السلطات كذلك إلى الطلب من المواطنين في عدد من المدن والبلدات عدم ارتياد صالات السينما والمسارح، معلنة أنّها جميعها مغلقة في سعي إلى منع تجمهر الناس. ومن بين الإجراءات كذلك إغلاق كاتدرائية ميلانو ودار أوبرا "لا سكالا" في المدينة، بالإضافة إلى الحانات والمراقص في مدن وبلدات مختلفة، فيما استُثنيت المطاعم بسبب بدء ظهور عواقب اقتصادية عليها، علماً أنّ المناطق أساساً تعيش على السياحة الداخلية والخارجية على حدّ سواء.
في سياق متّصل، أطلقت الصحافة "ووهان الإيطالية" أو "ووهان الصغيرة" على مدينة كودونيو في لومبارديا، في إشارة إلى مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها فيروس كورونا الجديد، وقد وُصفت بأنّها مدينة أشباح. ففي هذه المدينة الإيطالية الشمالية، سُجّلت بحسب البيانات الرسمية الإصابة الأولى المؤكدة بالفيروس، والمعنيّ بها رجل يُدعى ماتيا يبلغ من العمر 38 عاماً. وقد نقل الرجل العدوى إلى زوجته الحامل في شهرها الثامن وإلى عدد من الأشخاص الآخرين، لا سيّما أنّ إصابته لم تُشخّص إلا بعد وقت. أمّا أولى الوفيات بالفيروس في البلاد، فتعود لرجل يُدعى أدريانو تريفيزان يبلغ من العمر 78 عاماً في مدينة بادوا بإقليم فينيتو الشمالي. يُذكر أنّ تريفيزان هو أوّل الأوروبيين الذين يقضون بالفيروس الجديد، بحسب ما تشير المعطيات حتى الساعة.
في ظلّ انتشار الفيروس الذي عَدّه المراقبون سريعاً في إيطاليا، بدأت السلطات المعنية يوم الجمعة الماضي تطبيق "إجراءات استثنائية" بحسب ما وصفها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي. ولعلّ الحجر الصحي الطوعي هو من تلك الإجراءات في بلدات لومبارديا. وقد شمل ذلك 50 ألفاً من السكان الذين احتجزوا أنفسهم داخل بلداتهم مع تعهّدهم بإعلام السلطات بأيّ حالة شكّ تنتابهم في ما يخصّ إصابات محتملة، من دون أن تقيم الشرطة أيّ حواجز لمنع انتقالهم إلى خارجها. لكنّ شخصاً في كودونيو حيث سُجّلت الإصابة الأولى، توجّه إلى إقليم كامبانيا (جنوب)، الأمر الذي اضطرّ الجهات المعنية إلى إصدار أوامر تقضي بمنع التنقّل تحت طائلة فرض عقوبات على المخالف، وبدأت بالتالي نشر دوريات شرطة وجيش على حدود البلدات المغلقة، حرصاً على عدم نقل مواطنيها العدوى إلى مدن وبلدات أخرى في أنحاء أخرى من البلاد.
اقــرأ أيضاً
وما يزيد من خوف إيطاليا، سلطات ومواطنون، وكذلك دول الجوار الأوروبية هو أنّ انتشار الفيروس السريع في البلاد وحلولها في المرتبة الرابعة على قائمة الإصابات بعد الصين وكوريا الجنوبية وكذلك سفينة "دايموند برينسيس". وهذا الخوف دفع سكان مناطق غير مصابة بالفيروس إلى مناقشة موضوع فرض حجر صحي طوعي أسوة بالبلدات الشمالية الأخرى. وفي سياق متصل، نقلت الصحافة اليوم الاثنين أنّ مساء الأحد (أمس) عمدت ممرّضات في مستشفى سانتا آنا في مقاطعة كومو في لومبارديا الاتصال بمكان عملهن والإبلاغ عن تغيّبهنّ بحجّة أنهنّ مريضات. وهو ما يشير إلى حالة الفزع التي تنتشر حتى بين العاملين في القطاع الصحي في الشمال الإيطالي. كذلك، في ظلّ عدم القدرة على تحديد مصدر العدوى حتى الآن، تلقّى أهالي إحدى بلدات مقاطعة كومو مساء أمس الأحد رسالة عبر تطبيق "واتساب" وجّهها عدد من الأطباء، بمبادرة من طبيب أطفال، تطلب منهم إبقاء أولادهم في البيوت بدءاً من اليوم الاثنين، تجنّباً لإصابة محتملة. وبعد وقت قصير، أعلنت روضات الأطفال في كومو إغلاق أبوابها.
وبينما يتمّ التركيز على إيطاليا، نقلت الصحافة الإيطالية والأوروبية اليوم الاثنين عن رئيس عيادة الأمراض المعدية في مستشفى سان مارتينو في جنوا بإقليم ليغوريا (شمال غرب)، ماتيو باسيتي، قوله إنّه "صحيح أنّ العدد الأكبر (من إصابات كورونا في أوروبا) لدينا اليوم، لكنّ ذلك يعود إلى أنّنا نعمد إلى فحص أشخاص أكثر. هل يمكننا التأكد من أنّ فرنسا وألمانيا تقومان بالأمر ذاته للكشف عن (حجم) انتشار الفيروس لديهما؟". وكانت تصريحات باسيتي قد نقلتها صحيفة "كوريير دي لا سيرا" قبل أن تتناقلها صحف أوروبية أخرى في إطار تناولها الخوف من تحوّل الفيروس إلى وباء في أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، كان قد دعا إلى عدم الهلع بسبب زيادة الإصابات والالتزام بتعليمات السلطات المختصة، بعد سلسلة اجتماعات متواصلة للحكومة وهيئة الطوارئ الوطنية. وقد لفت من جهة أخرى إلى أنّ الحكومة فرضت إلزامية الأقنعة الطبية الواقية على كلّ الموجودين في مستشفيات المناطق المعنية. يُذكر أنّ نقصاً في الأقنعة الواقية سُجّل في ميلانو، الأمر الذي دعا الناس إلى ابتكار كمّامات في أثناء تنقّلهم في الشوارع، فيما تهافتوا على متاجر عدّة وأفرغوها من المواد الغذائية خشية من اضطرارهم إلى ملازمة بيوتهم في الأيام المقبلة في حال بلغ الفيروس الجديد مدينتهم.
اقــرأ أيضاً
من جهتها، عمدت الجارة النمسا، على الجانب الآخر من الحدود الشمالية، إلى إجراءات وقائية اليوم الاثنين، من خلال تعليق حركة القطارات من وإلى إيطاليا. وقد أوقفت هيئة سكك الحديد النمساوية قطاراً في ممر برينر بين البلدَين (عبر جبال الألب) للاشتباه في إصابتَين بين ركّابه. وأتى قرار السلطات النمساوية وسط تزايد الخوف من فيروس كورونا الجديد في كلّ أنحاء أوروبا، علماً أنّ هذه القضية تصدّرت بشكل لافت عناوين صحف ووسائل إعلام أوروبية عدّة صباح أمس.
ويخشى سكان ميلانو، عاصمة إقليم لومبارديا الذي يشهد الانتشار الأكبر للفيروس، أن تصل العدوى إلى مدينتهم، الأمر الذي من شأنه التأثير على حياة نحو مليون و400 ألف إيطالي فيها، اجتماعياً واقتصادياً. ومع تزايد الخوف من تحوّل الأمر إلى وباء يجتاح قارة أوروبا، عمدت السلطات المعنية إلى إغلاق 11 بلدة في لومبارديا حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر، لتصير أشبه بمدن أشباح. وتوقّفت الحركة في تلك المدن، ومُنعت المحال التجارية من فتح أبوابها باستثناء الصيدليات ومتاجر الأغذية، ليشبّه السكان وضعهم بحالة طوارئ فُرضت عليهم بين ليلة وضحاها. كذلك فرضت السلطات في مدن وبلدات الإقليم، اعتماد الأقنعة الطبية الواقية وإغلاق المدارس وإلغاء فعاليات اجتماعية وثقافية، في محاولة منها للسيطرة على تفشي الفيروس. يُذكر أنّ القائمين على مهرجان البندقية (8 - 25 شباط/ فبراير الجاري) في إقليم فينيتو شمالي البلاد، أنهوا فعالياته أمس الأحد، قبل يومَين من موعد ختامه، على خلفيّة انتشار الفيروس في الشمال، فيما ألغي في الإطار نفسه أسبوع الموضة في ميلانو الذي كان مقرّراً بين 18 فبراير/ شباط الجاري و24 منه.
وتحاول وسائل الإعلام نقل المشهد في البلدات المغلقة، وتصف كيف توقّفت الحافلات وألغيت رحلات القطارات وأُغلقت محطات النقل فيما يسود شعور بعدم الراحة بين السكان الذين حبسوا أنفاسهم داخل بيوتهم. من جهتها، أفادت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية الصادرة في تورينو عاصمة إقليم بييمونتي الشمالي، صباح اليوم الاثنين، بأنّ المدارس والجامعات أغلقت أبوابها فيما عُلّقت نشاطات مختلفة في إقليمَي لامبورديا وبييمونتي على الحدود الفرنسية. يُذكر أنّ خوفاً يُسجَّل في الجانب الآخر من الحدود، لا سيّما فرنسا وسويسرا. أمّا الإيطاليون الشماليون أنفسهم، فيخشون من بلوغ الفيروس مدنهم الكبرى مثل ميلانو وتورينو، الأمر الذي من شأنه أن يعقّد المسألة أكثر، وهو ما دفع السلطات إلى الإجراءات الطارئة التي اتّخذتها من قبيل تعليق حركة النقل وإغلاق الجامعات لمدّة أسبوع وإلغاء مباريات في كرة القدم وفعاليات رياضية أخرى. وقد ذهبت السلطات كذلك إلى الطلب من المواطنين في عدد من المدن والبلدات عدم ارتياد صالات السينما والمسارح، معلنة أنّها جميعها مغلقة في سعي إلى منع تجمهر الناس. ومن بين الإجراءات كذلك إغلاق كاتدرائية ميلانو ودار أوبرا "لا سكالا" في المدينة، بالإضافة إلى الحانات والمراقص في مدن وبلدات مختلفة، فيما استُثنيت المطاعم بسبب بدء ظهور عواقب اقتصادية عليها، علماً أنّ المناطق أساساً تعيش على السياحة الداخلية والخارجية على حدّ سواء.
في سياق متّصل، أطلقت الصحافة "ووهان الإيطالية" أو "ووهان الصغيرة" على مدينة كودونيو في لومبارديا، في إشارة إلى مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها فيروس كورونا الجديد، وقد وُصفت بأنّها مدينة أشباح. ففي هذه المدينة الإيطالية الشمالية، سُجّلت بحسب البيانات الرسمية الإصابة الأولى المؤكدة بالفيروس، والمعنيّ بها رجل يُدعى ماتيا يبلغ من العمر 38 عاماً. وقد نقل الرجل العدوى إلى زوجته الحامل في شهرها الثامن وإلى عدد من الأشخاص الآخرين، لا سيّما أنّ إصابته لم تُشخّص إلا بعد وقت. أمّا أولى الوفيات بالفيروس في البلاد، فتعود لرجل يُدعى أدريانو تريفيزان يبلغ من العمر 78 عاماً في مدينة بادوا بإقليم فينيتو الشمالي. يُذكر أنّ تريفيزان هو أوّل الأوروبيين الذين يقضون بالفيروس الجديد، بحسب ما تشير المعطيات حتى الساعة.
في ظلّ انتشار الفيروس الذي عَدّه المراقبون سريعاً في إيطاليا، بدأت السلطات المعنية يوم الجمعة الماضي تطبيق "إجراءات استثنائية" بحسب ما وصفها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي. ولعلّ الحجر الصحي الطوعي هو من تلك الإجراءات في بلدات لومبارديا. وقد شمل ذلك 50 ألفاً من السكان الذين احتجزوا أنفسهم داخل بلداتهم مع تعهّدهم بإعلام السلطات بأيّ حالة شكّ تنتابهم في ما يخصّ إصابات محتملة، من دون أن تقيم الشرطة أيّ حواجز لمنع انتقالهم إلى خارجها. لكنّ شخصاً في كودونيو حيث سُجّلت الإصابة الأولى، توجّه إلى إقليم كامبانيا (جنوب)، الأمر الذي اضطرّ الجهات المعنية إلى إصدار أوامر تقضي بمنع التنقّل تحت طائلة فرض عقوبات على المخالف، وبدأت بالتالي نشر دوريات شرطة وجيش على حدود البلدات المغلقة، حرصاً على عدم نقل مواطنيها العدوى إلى مدن وبلدات أخرى في أنحاء أخرى من البلاد.
وما يزيد من خوف إيطاليا، سلطات ومواطنون، وكذلك دول الجوار الأوروبية هو أنّ انتشار الفيروس السريع في البلاد وحلولها في المرتبة الرابعة على قائمة الإصابات بعد الصين وكوريا الجنوبية وكذلك سفينة "دايموند برينسيس". وهذا الخوف دفع سكان مناطق غير مصابة بالفيروس إلى مناقشة موضوع فرض حجر صحي طوعي أسوة بالبلدات الشمالية الأخرى. وفي سياق متصل، نقلت الصحافة اليوم الاثنين أنّ مساء الأحد (أمس) عمدت ممرّضات في مستشفى سانتا آنا في مقاطعة كومو في لومبارديا الاتصال بمكان عملهن والإبلاغ عن تغيّبهنّ بحجّة أنهنّ مريضات. وهو ما يشير إلى حالة الفزع التي تنتشر حتى بين العاملين في القطاع الصحي في الشمال الإيطالي. كذلك، في ظلّ عدم القدرة على تحديد مصدر العدوى حتى الآن، تلقّى أهالي إحدى بلدات مقاطعة كومو مساء أمس الأحد رسالة عبر تطبيق "واتساب" وجّهها عدد من الأطباء، بمبادرة من طبيب أطفال، تطلب منهم إبقاء أولادهم في البيوت بدءاً من اليوم الاثنين، تجنّباً لإصابة محتملة. وبعد وقت قصير، أعلنت روضات الأطفال في كومو إغلاق أبوابها.
وبينما يتمّ التركيز على إيطاليا، نقلت الصحافة الإيطالية والأوروبية اليوم الاثنين عن رئيس عيادة الأمراض المعدية في مستشفى سان مارتينو في جنوا بإقليم ليغوريا (شمال غرب)، ماتيو باسيتي، قوله إنّه "صحيح أنّ العدد الأكبر (من إصابات كورونا في أوروبا) لدينا اليوم، لكنّ ذلك يعود إلى أنّنا نعمد إلى فحص أشخاص أكثر. هل يمكننا التأكد من أنّ فرنسا وألمانيا تقومان بالأمر ذاته للكشف عن (حجم) انتشار الفيروس لديهما؟". وكانت تصريحات باسيتي قد نقلتها صحيفة "كوريير دي لا سيرا" قبل أن تتناقلها صحف أوروبية أخرى في إطار تناولها الخوف من تحوّل الفيروس إلى وباء في أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، كان قد دعا إلى عدم الهلع بسبب زيادة الإصابات والالتزام بتعليمات السلطات المختصة، بعد سلسلة اجتماعات متواصلة للحكومة وهيئة الطوارئ الوطنية. وقد لفت من جهة أخرى إلى أنّ الحكومة فرضت إلزامية الأقنعة الطبية الواقية على كلّ الموجودين في مستشفيات المناطق المعنية. يُذكر أنّ نقصاً في الأقنعة الواقية سُجّل في ميلانو، الأمر الذي دعا الناس إلى ابتكار كمّامات في أثناء تنقّلهم في الشوارع، فيما تهافتوا على متاجر عدّة وأفرغوها من المواد الغذائية خشية من اضطرارهم إلى ملازمة بيوتهم في الأيام المقبلة في حال بلغ الفيروس الجديد مدينتهم.
من جهتها، عمدت الجارة النمسا، على الجانب الآخر من الحدود الشمالية، إلى إجراءات وقائية اليوم الاثنين، من خلال تعليق حركة القطارات من وإلى إيطاليا. وقد أوقفت هيئة سكك الحديد النمساوية قطاراً في ممر برينر بين البلدَين (عبر جبال الألب) للاشتباه في إصابتَين بين ركّابه. وأتى قرار السلطات النمساوية وسط تزايد الخوف من فيروس كورونا الجديد في كلّ أنحاء أوروبا، علماً أنّ هذه القضية تصدّرت بشكل لافت عناوين صحف ووسائل إعلام أوروبية عدّة صباح أمس.