مليشيات عراقية تحرّم "الأعمال المسرحية" في البصرة

25 يونيو 2015
لغة السلاح تسيطر على كل نواحي الحياة (GETTY)
+ الخط -


أصدرت مليشيات عراقية أوامر تحرم عرض الأعمال المسرحية، التي وصفتها بـأنها "غير أخلاقية "، في محافظة البصرة ( 590 كم جنوب العراق )، بينما أكدت الحكومة المحلية أنها تدعم الحركة الفنية في المحافظة، ولم تمنع أي عمل مسرحي.

وقال الفنان، عبد الرحمن البصري، لـ "العربي الجديد"، أن عدداً من زملائه تلقوا تهديدات مباشرة، تدعوهم للامتناع عن عرض الأعمال المسرحية، التي لا تتصف بطابع إسلامي، وتدعو للتحرر والمجون، مؤكداً أن نخبة من الفنانين العراقيين بدأوا يفكرون بالسفر إلى مناطق أكثر أمناً لأداء وعرض أعمالهم، خلال أيام عيد الفطر، التي تعتبر موسماً سنوياً للفنانين.


وأشار إلى تنسيق عدد منهم مع المؤسسات الثقافية في إقليم كردستان، لمواكبة الحركة الفنية في البلاد.

وحذر فنان آخر، رفض الكشف عن هويته، من تنامي نفوذ المليشيات، التي أصبحت تتدخل في كل شيء حتى الفن، لافتاً، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إلى تلقيه تهديدات من مليشيات متنفذة، وصفته بـ "الفاسق".

كما أوضح أن الرسائل التي وصلته، وعدد من زملائه، تحرم الأعمال المسرحية، التي تتناول مواضيع خارج إطار الدين الإسلامي، وتتوعد معديها وممثليها ومخرجيها بعقوبات صارمة، داعياً وزارة الثقافة العراقية، ولجنة الثقافة في البرلمان العراقي، إلى الاضطلاع بدورهما، وإنقاذ الفن العراقي من الضياع.

بدورها، نفت الحكومة المحلية في البصرة، فرض أية إجراءات رقابية تحد من حرية العمل المسرحي في المحافظة. وقال المتحدث باسم المحافظة صادق الصيمري، خلال مؤتمر صحافي، إن السلطات المحلية تدعم الحركة الفنية، مبدياً استغرابه من الحملة الإعلامية، التي شنتها بعض وسائل الإعلام، بسبب وجود موظفين لفحص النصوص المسرحية للتأكد من خلوها من أية نصوص تحرض على الكراهية والعنف. ولفت إلى توجيه محافظ البصرة، ماجد النصراوي، بتشكيل لجنة لمراجعة النصوص التي ترد من خارج البصرة.


وفي سياق متصل، دعا مدير السينما والمسرح في البصرة، كاظم كرار، إلى تشديد الرقابة، وفحص النصوص المسرحية قبل عرضها، مشيراً، خلال حديثه في المؤتمر الصحافي ذاته، إلى احتمال وجود أهداف سياسية وراء الحملة الإعلامية، التي أثيرت بخصوص عرض الأعمال المسرحية.

اقرأ أيضاً: خطر اندثار أهوار العراق ينذر بكارثة بيئية