نازحون سوريون في مخيم دير بلوط: نطالب بظروف حياة أفضل

09 يوليو 2018
أوضاع النازحين سيئة في مخيم "دير بلوط" السوري (فيسبوك)
+ الخط -

تظاهر نازحون في مخيم "دير بلوط" القريب من منطقة عفرين في الريف الغربي الشمالي لمحافظة حلب السورية، أمس الأحد للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية لأكثر من ثلاثة آلاف مهجر من أحياء دمشق الجنوبية والقلمون الشرقي، يعانون من غياب الخدمات الأساسية.

ورفع النازحون  المتظاهرون الذين اعتصموا لبعض الوقت لافتات كتب عليها "من حقنا العيش في بيئة نظيفة"، و"نريد التعليم لأطفالنا"، و"نريد حليب الأطفال".
ويضم المخيم عددا محدودا من نقاط الإسعاف غير المجهزة بالمعدات أو الكادر الطبي المحترف، كما يعاني النازحون من نقص المياه الصالحة للشرب، وغياب نظام صرف صحي يبعد عنهم شبح الأمراض التي أصابت العشرات.

وشكا محمد القاضي (45 سنة) المهجر من مدينة الضمير في ريف دمشق، لـ"العربي الجديد"، سوء الظروف المعيشية في المخيم، وغياب أي فعاليات تنظيمية داخله، وأضاف "هجرنا من ديارنا التي كنا نسكنها بكرامة في القلمون، لم يكن ذلك بإرادتنا، لكنها جرائم النظام المستمرة بحقنا كسوريين، ووصلنا إلى هنا فلم نجد مأوى سوى هذه الخيام البدائية التي لا تقينا حر النهار ولا برودة الليل".
وأكمل القاضي "أنا أب لأربعة أطفال، أصغرهم عمره 6 أشهر، وأرهقتنا المصاريف في ظل عدم توافر فرص العمل وغلاء الأسعار، وخاصة احتياجات الأطفال من حليب وملابس".

ومع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في المنطقة، وغياب الطاقة الكهربائية، يعاني سكان المخيم من انعدام وسائل التبريد، سواء الخاصة بهم كأشخاص، أو الخاصة بتبريد الماء الذي يعتبر الحصول عليه من المصاعب اليومية للعائلات في المخيم.
تقول هند درويش (35 سنة) المهجرة من مخيم اليرموك، وهي أم لطفلين، لـ"العربي الجديد": "عشنا الحصار في مخيم اليرموك، وكنا نظن أن الحال هنا سيكون أفضل، فكل شيء متوفر في المحيط، ولا ندري السبب الذي يمنع أن تتحسن الظروف في المخيم، أصبح الماء النقي من أزمات حياتنا اليومية، ونعتمد على شراء صهاريج المياه، لكن تكلفة هذه الصهاريج مبالغ فيها، والرجال نادرا ما يجدون عملا لتوفير المال".

وقال الناشط سامي الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن "الناس في درجات الحرارة المرتفعة يضطرون إلى الذهاب لبحيرة قريبة من المنطقة، رغم أنه لا يوجد فيها أي من إجراءات الحماية والسلامة، بالإضافة إلى حوافها الطينية المنزلقة. ثلاثة من مهجري جنوب دمشق لقوا حتفهم غرقا في البحيرة".

ويضيف علي الأمين، المكنى بأبي اليزن، وهو ستيني من القلمون الشرقي، يسكن إحدى الخيام برفقة زوجته، أن المعاناة الكبيرة تتمثل في متابعة وضعه الصحي، فهو مصاب بداء السكري، ويشكو من ألم مستمر في عينه. "لا توجد مشافٍ ولا أطباء ولا صيدليات، أحتاج إلى الأنسولين، فأستعين بأحد أبناء الجيران ليذهب لمدينة عفرين لتأمينه لي، عفرين ليست قريبة، ولا أدري إلى متى سأطلب من جاري مساعدتي".
وأكمل أبو اليزن: "كثيرا ما أعاني من حالات هبوط السكر، وأحيانا يغمى علي، ولا يوجد هنا من يجري حتى الإسعافات الأولية".

ويعتبر مخيم "دير بلوط" من أكبر مخيمات المهجرين من ريف دمشق وأحياء جنوب العاصمة الذين تم تهجيرهم مطلع إبريل/نيسان الماضي، وتتبع بلدة دير بلوط التي أقيم فيها المخيم لناحية جنديرس من ريف عفرين، والتي تخضع لسلطة قوات "غصن الزيتون" والجيش التركي.


المساهمون