المولد النبوي في الجزائر

03 يناير 2015
دعت الحماية المدنية المواطنين إلى الحذر (Getty)
+ الخط -

عادة ما يهتمّ الجزائريّون بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف. تحرص العائلات على الاجتماع على العشاء، علماً أن المأكولات التي يتم تحضيرها تختلف بين منطقة وأخرى. لكن لا يمكن الاستغناء عن إعداد "الرشتة بالدجاج" و"الشخشوخة" و"الكسكسي باللحم والخضار". يفرح الأطفال لدى سماع الأناشيد الدينية. تبهرهم الفوانيس التي تنتشر في الشوارع، بالإضافة إلى الألعاب النارية التي تنير سماء البلاد ليلاً، علماً أن قانون عام 1963 يحظر استعمالها وحتى استيرادها.

في هذه المناسبة، لا يكترث الجزائريون للقانون. بدورهم، لا يفوّت التجار هذه الفرصة. يملؤون محالهم بالمفرقعات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناسبة. أيضاً، يشكّل هذا الموسم فرصة لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل. يأخذ مئات الشباب من الأرصفة أمكنة لهم. يبيع معظمهم الألعاب النارية التي يضعونها على طاولات بلاستيكية أو على ملاءات على الأرصفة.
في السياق، تشير الأرقام الرسمية إلى أنه يتم وضع أكثر من 20 ألف طاولة على الأرصفة، لافتة إلى أن ثلثي المفرقعات تباع خلال الاحتفال بالمولد النبوي، والثلث الآخر في الأعراس ومباريات كرة القدم. ويحتاج المستوردون والموزعون إلى 20 ألف شاب لتسويق هذه المواد، ليتجاوز ربحهم الخمسة ملايين دينار سنوياً.

في شارع راندو، الواقع في محيط جامع فارس في القصبة السفلى (الجزائر العاصمة)، يوجد أكبر سوق جملة لبيع الألعاب النارية في البلاد. عادة ما يشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أن المرسوم رقم 63-291 الصادر عام 1963، يحظر صناعة وبيع الألعاب النارية. كذلك، يمنع إطلاقها في الطرقات العامة. من جهة أخرى، بدا لافتاً ارتفاع أسعار الألعاب النارية هذا العام، بالمقارنة مع الأعوام السابقة.
في أحيان كثيرة، يصر الأهل على مرافقة أبنائهم لشراء الألعاب النارية بهدف مراقبة مشترياتهم. بعضها يحمل أسماء فتيات مثل ميليسا، تزيّنها صورة طفلة صغيرة. أيضاً، يقبل الناس على هذا السوق لشراء الشموع التي باتت تتخذ أشكالاً وألواناً مختلفة. وعادة ما تستورد الألعاب النارية من الصين.

خلال هذه الفترة، تكثّف إدارة الجمارك عمليات المراقبة. وقد أعلنت في وقت سابق أن حصيلة المراقبة منذ بداية العام الجاري وحتى سبتمبر/أيلول الماضي، وتحديداً في الميناء، أدت إلى حجز خمس صناديق تم استيرادها من الصين، تضم أنواعاً مختلفة من المفرقعات، تجاوزت قيمتها 130 مليون دينار. تجدر الإشارة إلى أنه خلال الاحتفال بالمولد النبوي العام الماضي، سجلت مصالح الحماية المدنية 2200 تدخل في ولايات عدة بسبب استخدام المفرقعات التي تسببت بوفاة طفل (12 عاماً)، بالإضافة إلى نشوب حرائق عدة في الأغواط وقسنطينة وتيبازة وتلمسان والبليدة.

أما في العاصمة، فقد أصيب أربعة أشخاص بجروح، من بينهم مراهق يبلغ من العمر 16 عاماً. كذلك، تم إخماد النار في ثلاثة منازل في منطقتي الرغاية والقصبة والمقرية بسبب الاستعمال المفرط للمفرقعات والشموع. وبهدف الحد من الأخطار الناجمة عن استعمال الألعاب النارية، دعت الحماية المدنية المواطنين، بخاصة الشباب، إلى "توخي الحذر لدى استعمالها"، لافتة إلى أن "الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى وقوع إصابات بين الناس، ونشوب حرائق في المباني والمؤسسات العامة".

كذلك، دعت الحماية المدنية المواطنين إلى "عدم استعمال هذه المواد داخل المجمعات السكنية أو على مقربة من المستشفيات والسيارات ومحطات البنزين والمدارس، وعدم تركها في متناول الأطفال". وحذرت أيضاً من استعمال الشموع وتثبيتها بعيداً عن الستائر والأثاث بغية تفادي نشوب حرائق".