اكتشافات ثورية في علاج السرطان... خلف الفوز بنوبل للطب

01 أكتوبر 2018
الفائزان بجائزة نوبل للطب 2018 (جونثان ناكستراند /فرانس برس)
+ الخط -


اعتبرت مؤسسة جائزة نوبل أن الاكتشافات الحاسمة للفائزين بجائزة نوبل للطب لعام 2018، العالمين الأميركي جيمس بي أليسون والياباني تاسكو هونجو، علامة بارزة في كفاح البشرية ضد السرطان.

وأوضحت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين، بالتزامن مع بثها مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه منحها جائزة الطب لهذا العام للعالمين المذكورين، أن اكتشافات أليسون وهونجو في العلاج المناعي يمكن استخدامها في علاج السرطان، خصوصاً أنهما أسسا مبدأ جديداً تماماً في علاج المرض الذي يقتل الملايين سنوياً، ويعتبر أحد أبرز التحديات الصحية في عالم الطب.

ماذا اكتشف العالمان في العلاج المناعي؟

خلال التسعينيات اكتشف العالم جيمس بي أليسون، في مختبره في جامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا، مبدأ جديداً في العلاج المناعي. إذ درس بروتين الخلايا التائية CTLA-4 (هو بروتين مرتبط بالخلايا اللمفاوية التائية السامة 4 والتي تقوم بدور الحاجز المناعي الذي يخفف قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأمراض، ومنها الأورام تحديداً). ولاحظ أن هذا البروتين الموجود في الخلايا المتوارثة لدى البشر، يعمل مثل الفرامل ويكبح مناعة الجسم.

وتميز إليسون عن غيره بأنه طور بالفعل جسمًا مضادًا يمكنه الارتباط بـ CTLA-4 وحجب وظيفته. وشرع في التحقيق فيما إذا كانت محاصرة CTLA-4 يمكن فصلها عن فرملة الخلايا التائية، ما يطلق العنان لنظام المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية.

في نهاية عام 1994، أجرى أليسون وزملاؤه تجارب متكررة، وكانت النتائج مذهلة. واستخدمت تقنيات البحث على الفئران وتبيّن أنها منعت نمو السرطان وأوقفت كبح المناعة لدى الخلايا التائية، وأطلقت نشاطها المناعي المضاد للورم.

وواصل أليسون جهوده المكثفة لتطوير الاستراتيجية في علاج البشر. وبدأت تطبيقاته عن نوع من سرطان الجلد لدى العديد من المرضى، وفي تجربة سريرية حديثة في مجال سرطان الجلد المتقدم، اختفت علامات السرطان المتبقي لدى المرضى الخاضعين للتجربة. مثل هذه النتائج الرائعة لم تسبق رؤيتها من قبل في هذه المجموعة من المرضى.

في عام 1992، قبل بضع سنوات من اكتشاف أليسون، اكتشف تاسكو هونجو PD-1، وهو بروتين آخر موجود على سطح الخلايا التائية، يحبط أو يعطل النقاط المناعية فيها. إنها ميزة تم استكشافها بدقة فائقة في أبحاثة في جامعة كيوتو.

وأظهرت النتائج أن PD-1، يشبه CTLA-4، يعمل كفرامل للخلية التائية T، وإن كان بآلية مختلفة. وفي تجاربه على الحيوانات حاصر هونجو PD-1 ليكون استراتيجية واعدة في مكافحة السرطان.

واكتشاف العالم الياباني مهّد الطريق لاستخدام PD-1 كهدف في علاج المرضى. وفي عام 2012 أظهرت دراسة رئيسة فعالية واضحة في علاج المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من السرطان. كانت النتائج مثيرة في العلاج على المدى الطويل للمرضى الذين يعانون من سرطان النقيلي، وهو السرطان الذي انتشر من موقع المنشأ الأساسي (حيث بدأ) إلى مناطق مختلفة من الجسم.
دلالات
المساهمون