كوريات يقاضين حكومتهن لإجبارهن على مواعدة جنود أميركيين

14 يوليو 2014
كورية جنوبية في مقبرة لجنود الحرب العالمية الثانية (GETTY)
+ الخط -

غادرت شو ميونج جا منزلها، في كوريا الجنوبية، عندما كانت مراهقة، هرباً من تعنيف والدها وضربه لها في أوائل الستينيات، لكنها سرعان ما وجدت طريقها إلى حي الدعارة، في بلدة كانت تستضيف حامية عسكرية أميركية كبيرة.

فبعد هربها من منزل ذويها باعها قوادها إلى واحد من المواخير، التي تصرح لها الحكومة بتقديم الخدمات الجنسية للجنود الأميركيين.

وقالت شو (76 عاما): "كانت حياة صعبة وكنا نصاب بالأمراض"، في مقابلة في غرفتها، التي تسودها الفوضى، في كوخ خارج معسكر همفريز العسكري الأميركي، في بلدة بيونج تاك جنوبي العاصمة سول.

ولكن في 25 يونيو/ حزيران الماضي، وبعد 64 عاما من اندلاع الحرب الكورية، انضمت شو إلى مجموعة من 122 امرأة، من اللواتي ما زلن على قيد الحياة، ورفعت معهن قضية على حكومتهن لاستعادة كرامتهن الإنسانية والتعويض المناسب.

وتعد هذه القضية مسألة محرجة للحكومة الكورية الجنوبية، التي دفعت اليابان إلى التعويض بشكل مناسب عمّـا وصفته بأنه فظاعات الحرب العالمية الثانية، ومن ضمنها إجبار النساء - الكثيرات منهن كوريات - على العمل في تجارة الجنس لجنودها.

وتزعم النساء أن الحكومة الكورية الجنوبية دربتهن، وعملت مع القوادين على إدارة تجارة الجنس خلال الستينيات والسبعينيات للجنود الأميركيين، كما شجعت النساء على الدعارة وانتهكت حقوقهن.

وأودعت القضية في محكمة سول المركزية، وجاء في الوثيقة، التي ترد فيها الاتهامات ضد الحكومة، المطالبة بتعويضات قدرها 10 ملايين وون (9800 دولار أميركي) لكل مدعية.

وقال متحدث باسم القوات الأميركية، في كوريا الجنوبية، تعليقا على القضية: "إن قواتنا لا تتسامح على الإطلاق في قضايا الدعارة والاتجار بالبشر. هذان الأمران قاسيان ومُهينان، ولا يتفقان مع قيمنا العسكرية الأساسية".

وسعت الحكومة الكورية الجنوبية، بشتى الطرق، في الستينيات إلى إبقاء الجنود الأميركيين، بعد حرب مدمرة، ولكن غير محسومة، مع جارتها الشمالية، وأرادت من النساء أن يقمن بدورهن "كمواطنات" و"دبلوماسيات مدنيات". غير أن الألقاب، التي تبدو فاضلة في ظاهرها، لم تكن تؤثر كثيرا على حياتهن الفعلية.

وقالت النساء إن القوات الكورية الجنوبية أجبرتهن على الخضوع لفحوص دورية مذلة، للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيـّاً، وكانت تحتجزهن بشكل انفرادي، إذا ما ثبت إصابتهن بها، حتى تصبحن جاهزات للعمل من جديد.

وبعد تلك الفترة، تركت النساء ليتدبرن أمرهن، ويعشن في فقر مدقع، موصومات بأنهن كن يعملن مومسات، في حين تستمر المئات منهن في العيش حول القواعد العسكرية في كوريا الجنوبية، وتعانين من العوز والمرض.

المساهمون