مصر: أحمد عبد الرحمن.. السجن جزاء الشهامة

23 فبراير 2015
عبد الرحمن أثناء دفاعه عن الفتيات
+ الخط -


في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، كان الشاب النوبي أحمد عبد الرحمن، في طريقه إلى ميدان عبد المنعم رياض، ليستقل وسيلة نقل إلى مدينة السادس من أكتوبر، حيث مقر عمله كعامل أمن على بوابات قرية الرحاب.

كان يحمل على ظهره حقيبته الصغيرة التي تحتوي "ليفة، وصابونة، وشبشب، ونصف سكين مكسور صغير"، وأثناء مروره بشارع قصر العيني بالقرب من ميدان التحرير، صادف واقعة فض قوات الأمن المصرية لوقفة احتجاجية نظمها عدد من الفتيات.

لم يقف عبد الرحمن مكتوف الأيدي عندما شاهد أفراد الأمن يعتدون على الفتيات المشاركات في الوقفة الاحتجاجية. لم يجرِ ولم يتجاهل الموقف، بل دفعته شهامته إلى الوقوف والدفاع عن الفتيات، ومحاولة إنقاذهن من الاعتداءات التي يمكن وصف بعضها بـ"الجنسية"، فكان مصيره الاعتقال، ثم الحكم بالسجن خمس سنوات والمراقبة خمس سنوات أخرى وغرامة مائة ألف جنيه.

أحمد عبد الرحمن، هو أحد متهمي قضية "مجلس الشورى"، التي قضت فيها محكمة جنايات القاهرة اليوم، بالحكم عليه وعلى الناشط علاء عبد الفتاح، بالسجن خمس سنوات، وعلى باقي المتهمين بالسجن ثلاث سنوات.

عبد الرحمن، البالغ من العمر 29 عاما، قال في التحقيقات يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، إن السكين المكسورة التي في حقيبته، يستخدمها في تقطيع الخضروات والفاكهة أثناء فترات عمله الرتيبة.

وأنهت النيابة تحقيقاتها مع كافة المتهمين، وأخلت سبيلهم يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2013، عدا عبد الرحمن.

وتقول حملة "الحرية للجدعان"، التي تطالب بالحرية لجميع المعتقلين السياسيين، إن "كل غلطة أحمد عبد الرحمن، أنه رفض الكذب، وتصور أن الحقيقة وحدها كافية لإثبات براءته"، فقال أثناء التحقيق معه إن السكينة الموجودة في حقيبته تخصه بالفعل، وإنه يستخدمها أثناء ورديته التي قد تستمر لأكثر من 48 ساعة متواصلة، وبالتالي فهو بحاجة لبعض المستلزمات المعيشية. فتحرزت النيابة على السكين، ووجهت له اتهام "حيازة سلاح أبيض".​