زواج طفلين يثير جدلا في السعودية

07 ابريل 2016
الطفل العريس (تويتر)
+ الخط -


بعد أقل من أسبوع على الضجة التي أثارها زواج عجوز في السادسة والثمانين من العمر بقاصر لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، عاد الجدل مجددا حول زواج القُصر، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة.

فقد احتفلت أسرة في مدينة تبوك (شمال) بزواج مراهق في السادسة عشرة من عمره من ابنة عمه التي تصغره بثلاثة أعوام، في إحدى صالات الأفراح، بعد أن أصر والد المراهق الذي يدرس في المرحلة المتوسطة على أن يسير ابنه على خطاه بالزواج المبكر جدا.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن العريس محمد القيسي، أنه مقتنع بهذه الخطوة، التي يأمل أن تزيد في داخله الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على النفس.

وشدد الوالد المتزوج من أربع نساء، على أنه يثق بقدرة ولده على تحمل المسؤولية، مشيرا إلى أنه تزوج في السابعة عشرة من عمره، وأكمل دراسته وتوظف وهو متزوج.

إلا أن هذا الزواج أثار الكثير من الجدل في السعودية، تخوفا من فشل الطرفين في تحمل مسؤولية لا يعلمان عنها شيئا، فالزوج لا زال في منتصف حياته الدراسية، ولم يعتمد على ذاته بعد، والطريق أمامه طويل، وهو يسكن حاليا مع عائلته.

الزوج الأصغر في السعودية بدا فرحا بعروسه، ووزع الدعوات على زملائه في المدرسة المتوسطة، وكافأه مدير مدرسته بإجازة لمدة أسبوع، وهو أمر أثار المزيد من ردود الأفعال، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليومين الماضيين بردود فعل متباينة، ما بين مؤيد يراها خطوة شجاعة، ومعارض يعتبرها عبثا ومخاطرة بمستقبل المراهقين.

يؤكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، فهد العتيق، أن الزواج المبكر جيد للشباب، ولكن ليس في هذا العمر، ويقول لـ"العربي الجديد": "ما زال الزوجان غير ناضجين، ولا مستقلين ماديا، لا أعلم ما السر وراء الاستعجال، فالزوج لا يحمل حتى الشهادة المتوسطة، ولا يستطيع العمل حتى لو رغب في ذلك، ومن غير الطبيعي أن يظل يعتمد على والده في الإنفاق عليه، خاصة وأن الأب متزوج بأربع نساء".


ويشدد العتيق على أن مثل هذا النوع من الزيجات كان مقبولا قبل خمسين سنة، ولكن حاليا يعتبر ضربا من التهور، ويضيف: "اختلفت أمور كثيرة عن الحياة قبل خمسين عاما، فحاليا تضج الحياة بالعاطلين من العمل وسط صعوبات اقتصادية كبيرة، ولم يعد المهم توفير الطعام فقط، فالأمور أكثر تعقيدا بكثير، حتى أن الزوج لا يستطيع أن يتولى المسؤولية القانونية لزوجته، لأنه في عرف القانون قاصر، فهو لا يستطيع استخراج جواز سفر لزوجته لأنه هو ذاته لا يستطيع ذلك، فهو مازال تحت وصاية والده".


من جهته، يؤكد المأذون المعتمد في وزارة العدل، الشيخ حسين الجاسم، أن هذا الزواج لا يوجد ما يعيبه شرعا، ولكنه لا يفضله، ويقول لـ"العربي الجديد": "لا ينبغي الإقدام على هذا الزواج، فالزوج والزوجة ما زالا طفلين"، ويضيف: "للأسف يتساهل كثيرون بمسألة الزواج، ولهذا من الطبيعي أن تكون نسبة الطلاق للزيجات الحديثة نحو 70 في المائة في السعودية، لأن لا أحد يهتم بجاهزية العروسين النفسية والعقلية والاجتماعية، يعتقدون أن الرغبة الجنسية هي فقط ما يهم، مع أنها تخفت بعد شهر من الزواج، وتبدأ بعدها مصاعب الحياة".