مدارس الشتات

22 ديسمبر 2015
مشكلة التعليم في مدارس الأونروا معقدة (الأناضول)
+ الخط -
لا تقتصر معاناة الفلسطيني على تهديد هويته من خلال المناهج التعليمية في الدول التي يلجأ إليها، وهي عربية وغير عربية، إذ إن مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تساهم في تدهور الوضع التعليمي للاجئين الفلسطينيين.

بداية، لا بد من الإشارة إلى أن الوكالة تنفق على موازنة التعليم النسبة الأعلى من الأموال التي تصلها من الدول المانحة. ويأتي التعليم قبل الصحة والغذاء والخدمات الاجتماعية والطارئة. لكن موازنة الأونروا ومنذ سنوات، تشهد انخفاضاً متتابعاً من جرّاء تراجع التبرعات، وهو ما يضغط على كل نفقات الوكالة، ومن ضمنها المدارس بالطبع. حالياً، تعمل في خمس مناطق هي الضفة الغربية وقطاع غزة وسورية ولبنان والأردن، ولديها نحو نصف مليون تلميذ.

وتظهر المشكلة من خلال ما تتعرض له مناطق العمل المذكورة. في القطاع، تعرضت عشرات، بل مئات المدارس للتدمير والأضرار من جرّاء الاعتداءات الصهيونية. وفي الضفة، يعاني جهازها التعليمي من قيود الاحتلال. أما في سورية، فإلى تدمير مدارسها ومنشآتها، تبدد الفلسطينيون تبعاً لخارطة المعارك المندلعة منذ خمسة أعوام. وهناك صعوبات في الوصول إليهم وتعليمهم، في حال كان المدرسون ما زالوا على الأراضي السورية. وقد ألقى الوضع السوري بثقله على الأردن ولبنان. وعمدت مدارس الوكالة إلى استقبال الأطفال الفلسطينيين الذين قصدوها في مدارسها، ما أدى إلى ضغط إضافي على غرف الصفوف، وباتت غرفة الصف الواحدة تضم نحو خمسين تلميذاً، نظراً إلى تعذّر استئجار أو بناء مدارس جديدة.

بالكاد أنقذ العام الدراسي هذا العام. كانت الوكالة تنوي تأخير افتتاحه حتى مطلع العام الجديد نظراً للعجز الذي كان يهدد متابعتها لأعمالها. في الشهر الماضي، حصلت على مساعدات دولية وعربية بقيمة 80 مليون دولار أميركي. لكن مشكلة التعليم في مدارس الأونروا أكثر تعقيداً من مجرد تأمين مبالغ لتشغيلها، ويلاحظ أن مستوى التلاميذ إلى تراجع، في حين تعمل معظم المدارس بمبدأ الدوامين، ما يحرم التلاميذ من ثلث الوقت المفترض أن يحصلوا عليه من مدرّسيهم. ويسوء الوضع في ظل تردي الواقع الاجتماعي والمعيشي وعجز الأهل عن مساعدة أبنائهم في دروسهم. ويزداد الوضع تردياً مع انسداد آفاق سوق العمل أمام الخريجين، ما يفقد التلاميذ في مدارسهم الحافز إلى النجاح والتقدم. والمشكلة الكبرى تتأتى ممّا يحيط بالقضية الفلسطينية من انسداد أبواب الحل. كلها عوامل تحد من الدافع وتؤدي إلى اليأس والإحباط وتشكل عوامل ضاغطة على التلاميذ.
(أستاذ في كلية التربية، الجامعة اللبنانية)

اقرأ أيضاً: إسرائيل والتعليم الفلسطيني
المساهمون