الكهرباء تعاود الانقطاع المتكرر في محافظات مصر

08 يونيو 2016
انقطاع الكهرباء في مصر (GETTY)
+ الخط -
شهدت المحافظات المصرية لليوم الثالث على التوالي، انقطاعا في التيار الكهربائي، يستمر لأكثر من 20 ساعة يومياً، رغم وعود محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة، والحكومة المصرية أن الشبكة الكهربائية ستشهد استقرارًا كبيراً هذا الصيف، وعدم انقطاع التيار مرة أخرى كما حدث في الأعوام السابقة.

وطلبت الحكومة المصرية تركيز انقطاع الكهرباء على محافظات الصعيد والوجه البحري، مع تخفيف الأحمال فقط على عدد من أحياء القاهرة الكبرى، وعدم استمرار انقطاع الكهرباء، لكونها المحافظة الوحيدة التي من الممكن أن تتناولها وسائل الإعلام في الداخل والخارج حال استمرار انقطاع التيار عن أحيائها لساعات طويلة.

وبدأت الحكومة المصرية حملة إعلانية بجميع وسائل الإعلام "المرئية والمسموعة والمقروءة" لمخاطبة المواطنين وتوعيتهم حول طرق ترشيد استهلاك الكهرباء، وإعلانات تلفزيونية تجسد الطرق السليمة للترشيد، بتكلفة تصل إلى حوالى 50 مليون جنيه.

كما قامت وزارة الكهرباء بعمل حملة لترشيد الاستهلاك من خلال إعلانات بعدد من الشوارع الرئيسية والطرق والكباري تحت شعار "حافظ على الكهرباء"، كما دعت الحملة لاستخدام لمبات "الليد" وترشيد استهلاك الأجهزة الكهربية.

وتسبب انقطاع الكهرباء، في تعطل كثير من مضخات المياه في المنازل، التي تقوم بسحب المياه إلى الأدوار العليا بسبب ضعف ضخ المياه، إذ قضى كثير من المواطنين معظم احتياجاتهم من المياه عبر "جراكن" من الشوارع، تحت حرارة الصيف ومعاناة الصيام، بينما معظم المساجد لا يوجد بها مياه لاستخدامها في الوضوء، ما يضطر بعض الأهالي إلى ملء خزانات المساجد بواسطة الجراكن حتى يتمكنوا من أداء الصلوات.

كما تسبب انقطاع الكهرباء في تعطل تشغيل ماكينات الغسيل الكلوي بالمستشفيات، ووحدات الأطفال المبتسرين والرعاية المركزة، والتي تهدد بوفاة المرضى داخل المستشفيات.
ويستقبل الكثير من الأهالي ليالي رمضان يومياً بـ"الشموع" عند تناول إفطار المغرب، والتواجد في شرفات المنازل وأعلى الأسطح هربا من حرارة الجو داخل منازلهم، والجلوس على ضوء القمر للسحور.

فيما أكد مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة، أن نقص المواد البترولية اللازم لتشغيل المحطات وراء أزمة انقطاع الكهرباء، مؤكداً أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعًا في نقص الوقود أدى إلى ارتفاع العجز في توليد الكهرباء.
وأضاف أن الحكومة لا توفر سيولة مالية لوزارة البترول لاستيراد الوقود لحل أزمة الكهرباء، وطالبت وزارة الكهرباء وزارة البترول بتوفير كميات من الغاز تتراوح ما بين 4 إلى 4.2 مليارات قدم مكعبة من الغاز يومياً، وهي الأزمة المتكررة كل عام، ولا توجد أي نية لدى الدولة لحلها، وذلك بسبب العجز المالي الكبير الذي تواجهه الدولة في أزمة الطاقة، وعدم قدرتها على الاستيراد من الخارج، فضلاً عن أن معظم وحدات التشغيل متهالكة بالمحافظات، ومع ذلك يصر عدد من المسؤولين على تشغيلها رغم كثرة أعطالها.

وقال المصدر إن الحكومة طلبت من السيسي التدخل لدى عدد من الدول، خاصة السعودية والجزائر، لاستيراد كميات من الطاقة لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي، الذي من المتوقع أن يصل ذروته خلال الأيام المقبلة، متوقعاً توقف عجلة الإنتاج في عدد من المصانع الكبرى مثل الأسمدة والحديد والإسمنت، وبالتالي توقف عجلة الإنتاج بسبب انقطاع الكهرباء، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع فاتورة الاستيراد، لتتبعها زيادة في أسعار السلع بشكل كبير.