بظلّ وباء كورونا.. مبادرات مدنية لمساعدة الأسر الأكثر فقراً بالسويداء السورية

10 ابريل 2020
مجموعات شبابية تقوم بحملات توعوية ضدّ كورونا (فايسبوك)
+ الخط -
تزايدت الضغوط المعيشية على كثير من العائلات السورية، جراء استمرار الإجراءات الوقائية للحدّ من انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي دفع العديد من المجموعات المدنيّة للقيام بحملات تطوعيّة لتقديم مساعدات إنسانية للعائلات الفقيرة.

أنشأت مجموعة من الشباب في السويداء، على موقع "فايسبوك"، مجموعة تحت اسم "سواعد البازلت"، لبحث السبل الممكنة لتخفيف معاناة العائلات التي انقطع مصدر رزقها، مع اضطرارها للبقاء في المنزل. وسرعان ما وُضعت استمارة، تهدف إلى تحديد العائلات التي تحتاج للمساعدة.

ويُنشر في المجموعة، التي بدأت تكبر لتشمل نحو 470 شخصاً، تقرير دوري عن جميع عمليات التوزيع التي يتمّ تنفيذها. ويختلف عدد الأسر والمواد المقدّمة إليهم، ما بين مواد غذائية أو مواد تنظيف، وذلك بحسب ما يتمّ تأمينه من المتبرّعين، وهم غالباً أفراد من المجتمع أو فرق عمل مدني.

وحول مبادرة "سواعد البازلت"، قالت لبانا غزلان، إحدى الناشطات في المبادرة، في تصريح صحافي لوسيلة إعلام محلية، "هناك فئات أصبحت بحاجة لمساعدات طارئة اليوم، بسبب خسارتهم لعملهم جرّاء الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، وليست هناك إحصائية دقيقة عن هؤلاء. وفي ظلّ العزل الصحي، صمّمنا استمارة إلكترونية، تقوم الأسرة أو أحد المهتمين، الذي لديه اطلاع على واقع معيشتها، بتعبئتها وإرسالها لنا. تُظهر لنا هذه الاستمارة، الأسر التي ليس لديها أي مصدر دخل، وتوزّع المعلومات على الجمعيات والفرق والمتبرّعين، ليتمّ التنسيق فيما بينهم وإدارة العمل، بهدف الوصول إلى تغطية أكبر عدد من الأسر المحتاجة للدعم".

وأضافت "نحن نرشد، حتى الراغبين بالتبرّع، إلى العائلات أو الفرق القادرة على توزيع تلك المساعدات، ليتكامل العمل. وحتى اليوم لدينا استمارات لعائلات من الريف، نحاول التواصل مع الجمعيات الخيرية الموجودة في محيطها، لتقدم لها المساعدة الممكنة".

من جهتها نشرت "حملة إرجاع النضارة الشبابية السورية"، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أنه استكمالاً لدورنا في المساهمة بالحفاظ على صحة المواطنين ضدّ فيروس كورونا الجديد، "انطلق فريق إرجاع النضارة في محافظة السويداء، بتوجيهات أهلية، إلى منازل المواطنين الأكثر حاجة في مدينة السويداء، وقاموا بتوزيع المواد المعقِّمة للمنازل، مثل الكلور المنزلي، مع إرشادات الاستعمال وقفّازات للحماية حسب قدرة الفريق".

وسبق أن أطلق فريق إرجاع النضارة في محافظة حلب، نهاية الشهر الماضي، حملة توزيع كمّامات على المواطنين في ساحة سعد الله الجابري ومنطقة سيف الدولة، في مدينة حلب، كما قام بتوزيع كمّامات على المشاة، وتعقيم أيادي الأطفال، لضمان سلامة الجميع. في حين شدّد الفريق على المواطنين بالالتزام بالحجر المنزلي، للوقاية من انتشار الفيروس. كما قاموا بنشر التعليمات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية حول الوقاية من الفيروس، لنشر التوعية بين الناس.


كما دفعت المخاوف من انتشار فيروس كورونا إلى انطلاق مبادرة من مجموعة شباب، تحت اسم "فريق شباب وصبايا السويداء"، عمل على مبادرات عدّة للمساهمة بالحدّ من انتشار فيروس كورونا، وزيادة التوعية حول مخاطر عدم الالتزام بشروط الحجر الصحي. وكانت أولى مبادرات المجموعة، الشهر الماضي، بوضع آلية استخدام المصاعد، من دون لمس الأزرار لتجنّب الإصابة بالفيروس، وذلك في كلّ من المستشفى الوطني، ومستشفى العناية، ومستشفى السلام، إضافة إلى مبادرة أخرى لتأمين مراكز التسوق، عن طريق تعقيم أيدي الأشخاص المتوجّهين إلى المراكز وتوزيع قفازات عليهم.


وفي مدينة شهبا بريف السويداء، أطلقت مجموعة "بيتي أنا بيتك" حملة تحت اسم "خسى الجوع"، منذ بداية الشهر الجاري، وهي تهدف إلى تقديم مساعدات غذائية للأشخاص الأكثر حاجةً، بتمويل من بعض المتبرّعين المحليين.


كذلك كان لمجموعة من الشباب، تحت اسم "نحن قدها" في السويداء، نشاط لتخفيف الأعباء المعيشية. حيث عملوا على تقديم مساعدات عينيّة تتضمّن مواد غذائية وصحية عبر حملة طاولت عشرات العائلات، إضافة إلى استشارات طبيّة، والقيام بتدريبات طبية عامة ومتخصّصة.

يُشار إلى أنّ الحكومة التابعة للنظام، سبق أن اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، منها إغلاق الأسواق وإيقاف عمل وسائل النقل داخل المدن والأرياف والمحافظات، ما تسبّب في توقف أعداد كبيرة من السوريين عن العمل وبالتالي فقدان مصدر رزقهم، في وقت يعاني غالبية السوريين من تدهور القيمة الشرائية لمدخولهم، الأمر الذي يحرمهم من تأمين احتياجاتهم المعيشية الأساسية.

المساهمون