كارثة تحلّ بربع مليون يمني

12 ديسمبر 2018
حان الوقت كي يستريح (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -


في سوق صنعاء القديمة، يعبّر اليمنيّ العجوز عن امتعاضه إزاء التقاط صورته. أمّا المراسل فيصرّ على توثيق لحظات من يوميّات ذلك الرجل البائس. حان الوقت حتى يستريح بعد سنين طويلة من الشقاء، غير أنّ الحرب الدائرة في البلاد والظروف المعيشيّة الصعبة التي ترافقها، أجبرتاه على التجوّل في سوق العاصمة لعلّه يجد من يشتري فؤوسه.

وقد كشفت الأمم المتحدة أنّ نحو 250 ألف يمني في مستويات كارثية خاصة بالأمن الغذائي، إذ إنّهم صاروا في المرحلة الخامسة والأخيرة لتصنيف الأمن الغذائي المتكامل الذي تضعه الأمم المتحدة. وأعلن منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك في مؤتمر صحافي أنّه "لم نوثّق قطّ من قبل تصنيف الناس في المرحلة الخامسة في أزمة الغذاء في اليمن. ثمّة بلد واحد آخر في العالم سُجّل فيه التصنيف الخامس هو جنوب السودان، حيث يُدرَج 25 ألف شخص في هذا التصنيف. وهو ما يعني أنّ عدد المشمولين بهذه الدرجة في اليمن يزيد عشر مرّات عن أيّ مكان آخر في العالم".

وعن خطّة الأمم المتحدة بشأن اليمن، قال لوكوك إنّ "تحقيق تقدّم على مسار نقطة ما لا يعني أنّ المشكلة سوف تُحَلّ"، موضحاً أنّ الخطة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير التمويل المنتظم للعمليات الإنسانية ووضع تدابير عاجلة ومستمرة لاستقرار الاقتصاد والتعافي وإعادة البناء. وأكّد أنّ "القتال يعوّق جهود الإغاثة التي تعرقلها كذلك القيود المفروضة على وصول العناصر البشرية، كذلك فإنّ انهيار الاقتصاد يعني احتياج مزيد من الناس إلى المساعدة".




ولفت لوكوك إلى أنّ الوفاء باحتياجات الناس خلال العام المقبل، سوف يتطلب توفير أربعة مليارات دولار أميركي، في حين كانت القيمة المطلوبة مليارَين في عام 2017 وثلاثة مليارات في عام 2018. تجدر الإشارة إلى أنّه من المقرر أن يعقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مؤتمراً في 26 فبراير/ شباط المقبل في جنيف، لإعلان تعهّدات المانحين الدوليّين لليمن.