هذا التكتم دفع الشارع وصفحات التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية إلى تداول معلومات على شكل شائعات، لم يجر تأكيدها أو نفيها من طرف السلطات، باستثناء واحدة عن إقالة محافظ العاصمة الجزائرية من منصبه.
ولم تصدق الشائعة عن استدعاء قاضي التحقيق الذي يتعهّد القضية وتفرعاتها، محافظ العاصمة عبد القادر زوخ، على خلفية مزاعم بتسهيله حصول بارون المخدرات على أراضٍ ورخص لبناء منشآت عقارية بهدف تبييض أموال المخدرات. وكذلك ما أشيع بعدها من أنباء عن استدعاء زوخ من قبل الرئاسة أيضاً، وإبلاغه بعدم توقيع أية وثائق بانتظار تنحيته.
واعتبرت هيئة الإعلام التابعة لولاية الجزائر أن الشائعة تهدف إلى "زرع البلبلة بغرض التشهير وتشويه السمعة"، وبأن "الوالي بعيد كل البعد عن القضية المذكورة، ولم يتم سماعه لدى قاضي التحقيق، لا من قريب ولا من بعيد".
وسبق تلك الشائعة انتشار شائعة أخرى سرت نهاية الأسبوع على نطاق واسع، وتحدثت عن توقيف سلطات مطار وهران غربي الجزائر ثلاثة قضاة كانوا بصدد الهروب من البلاد، بزعم صلتهم بالقضية وببارون المخدرات، وأنهم حاولوا السفر من دون أن يكون لديهم الترخيص الحكومي الذي يمنح للقضاة والمسؤولين الحكوميين عند سفرهم إلى الخارج في مهمات أو عُطل.
وترددت في السياق نفسه شائعة عن توقيف قائد جهاز الدرك الوطني في العاصمة الجزائرية بزعم صلته ببارون المخدرات.
وتغذت الشائعات على قضية الكوكايين، وسببت في ما يبدو صراعاً بين رموز أمنية. ونشر منشور يحمل قائمة بأملاك المدير العام للأمن العام اللواء عبد الغني هامل، الذي أقاله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب تصريحات له عن وجود تجاوزات في التحقيقات المتعلقة بالقضية. وزعم المنشور أن هامل يملك عقارات وأراضي، وأن نجله كان يستخدم طائرات الشرطة للتنقل.
وتحدثت الشائعات عن توقيف مسؤولين في ميناء وهران غربي الجزائر، الذي كان من المقرر أن يكون الممر الرئيس لشحنة الكوكايين التي حُجزت. ومن ضمن الشائعات التي شهدتها الجزائر خلال الأيام الأخيرة، مزاعم بوصول وفد من جهاز "أف بي آي" الأميركي للمساعدة في التحقيق، لكن السلطات لم تتفاعل معها لا نفياً ولا تأكيداً.
وأتاح مناخ الشائعات المتداولة إطلاق شائعة إقالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة المدير العام للأمن العام اللواء عبد الغني هامل، بسبب تهديدات أطلقها قائد أركان الجيش، اللواء أحمد قائد صالح، قابلتها شائعة مضادة عن أن بوتفليقة بصدد إقالة قائد أركان الجيش في ذكرى الاستقلال في الخامس من يوليو/ تموز المقبل.
ويعلّق الناشط الإعلامي عبد الرحمن شبراكة بأن تزايد الشائعات في الجزائر محبط، ويخلق حالة من التأزم الاجتماعي. ويقول: "في الجزائر الشائعات مُغرِضة إلى درجة أن ترويجها تجعلك تكره الوطن". ويعتبر الإعلامي عبد السلام بارودي أن "الشائعة في الجزائر أصبحت خبراً حقيقياً لا يمكن مناقشة أصحابه فيه"، خصوصاً أن الظرف يساعد على إعطائها قدرًا من المصداقية، كتلك المتصلة بقضية الكوكايين.