بعدما قمعت قوات الاحتلال احتفالاً باليوم الوطني لروسيا دعت إليه جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية، وحضره السفير الروسي، بات المقدسيون أمام واقع صادم جديد لم يعد يقيم فيه الاحتلال وزناً لحقوقهم الثقافية
احتفال لأطفال، في القدس المحتلة، عاصمة فلسطين، بات يتطلب الحصول على تصريح من وزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان المعروف بتطرفه. هذا ما يعيشه المقدسيون حالياً من قمع لنشاطاتهم الثقافية والاجتماعية باختلاف أشكالها. أردان أصدر منذ توليه منصبه في حكومة بنيامين نتنياهو عشرات أوامر المنع لإقامة احتفالات بتكريم معلمين، أو دعوات لإفطارات رمضانية، أو فعاليات فنية وثقافية متذرعاً بأنّ هذه الاحتفالات تنظم إما برعاية السلطة الفلسطينية أو من قبل "منظمات إرهابية"، كما يصفها، في إشارة إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي وقّعت مع دولة الاحتلال اتفاق أوسلو.
في سياق واقعة منع الاحتفال باليوم الوطني لروسيا في فندق "أمباسادور" بالقدس المحتلة قبل يومين، روى أشخاص كانوا حاضرين، من بينهم زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أنّ "عملية الاقتحام المفاجئة تمت بينما كان نبيل شعث، رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية، يلقي كلمته الترحيبية بالحضور، ومن بينهم سفير روسيا في فلسطين، حيدر أغانين، الذي كان قد أتم كلمة أكد فيها على عمق العلاقة الفلسطينية الروسية، واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، بادرت القوة المقتحمة إلى منع شعث من إتمام إلقاء كلمته، واحتجزت بطاقاتنا الشخصية، قبل أن تعتقل عدداً من القيادات المقدسية المدعوة للاحتفال، ثم اعتقلت لاحقاً صاحب الفندق ونجله".
اقــرأ أيضاً
وكان من بين المعتقلين، والذي حقق معه مرتين، قبل أن يصدر أمر من قبل الاحتلال بمنعه من الحديث مع وسائل الإعلام لمدة خمسة أيام، المحلل الإعلامي والسياسي راسم عبيدات، الذي يعلق على ما جرى بالقول: "واضح أنّ منع الاحتفال يأتي في سياق مخطط إسرائيلي شامل لفرض السيادة المطلقة على مدينة القدس، ومنع المقدسيين من أيّ نشاط أو فعالية، حتى لو كانت على شكل عشاء للصحافيين أو وجبة إفطار رمضانية من الغرفة التجارية المقدسية للصحافيين في القدس، ومنع حفل وبطولة رياضية كونها تحمل اسم الشهيد أبو جهاد وغيرها، ولربما في المستقبل تحتاج حفلة خطوبة أو عرس إلى إذن وترخيص من الإسرائيليين". يتابع: "هذا التغول والتوحش على المقدسيين بشكل غير مسبوق، هو نتاج الضوء الأخضر الأميركي باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ضمن ما يعرف بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية".
يتابع عبيدات: "الهدف من هذه السياسة الإسرائيلية ليس فقط تأكيد سيادتها وسيطرتها على المدينة المحتلة فقط، بل كسر إرادة المقدسيين وتحطيم معنوياتهم، وإجبارهم على الحصول على ترخيص لأيّ نشاط أو فعالية يقيمونها في القدس، في اعتراف منهم بسيادة الاحتلال على قدسهم المحتلة، وكذلك بث الرعب والخوف عند أصحاب المطاعم والقاعات والفنادق من عدم تأجير القاعات لأيّ نشاط ذي طابع شعبي وجماهيري أو سياسي، عبر التهديد بإغلاق المؤسسة أو الفندق أو فرض إجراءات وقيود مشددة على المالكين، ناهيك عن العقوبات التي قد يتعرضون لها". يقول عبيدات: "هو تعبير عن إفلاس أخلاقي وسياسي لدولة يمينية متطرفة، وتعدٍ صارخ وخروج على القانون الدولي، لكن، في المقابل، نجد غياباً للبرنامج الفلسطيني والمقدسي للتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي وكيفية مجابهته".
وعن الموقف الروسي مما جرى، يقول عبيدات: "أنا هنا لست في إطار الدفاع عن الروس، خصوصاً أنّ جمعية الصداقة الفلسطينية - الروسية هي التي نظمت الاحتفال وليست السفارة، والجمعية لا تتمتع بالحصانة والحماية كمنظمة غير حكومية، لكنّ هذا لا يعني أنّه ليس مطلوباً من روسيا التي أكد سفيرها لدى السلطة حيدر أغانين أنّها تعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أن تصدر بياناً حاداً يدين بشكل واضح تعدي استخبارات الاحتلال وشرطته على هذا الحفل والذي بالرغم من أنّه ليس حفل السفارة، لكنّه يشكل تعدياً على هيبة روسيا الاتحادية، فالمطلوب من روسيا موقف قوي يدين ويحذر إسرائيل من الاستخفاف بالقانون الدولي والخروج عليه، فالقدس عاصمة محتلة وفق القانون الدولي".
كانت سلطات الاحتلال قد قمعت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان حفل إفطار دعت إليه الغرفة التجارية العربية في القدس المحتلة لمجموعة من الصحافيين المقدسيين، واعتقلت رئيس الغرفة رجل الأعمال كمال عبيدات، وصاحب الفندق، وأخطرتهما بمنع تنظيم الإفطار بدعوى أنه يقام من قبل "جهة محظورة".
وسبق ذلك أيضاً، احتجاز صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، ونقله إلى حاجز قلنديا العسكري بعدما كان قد وصل للمشاركة في احتفال تكريمي دعت إليه إدارة مستشفى "أوغستا فيكتوريا - المطلع"، بينما كان صيدم قد أبعد أكثر من مرة خلال العام عن احتفالات لتكريم معلمين في مدارس القدس.
يقول الفلسطينيون إنّ ما يجري من استهداف للأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والاجتماعية في المدينة المقدسة، يمثل الوجه الأكثر بشاعة للاحتلال، الذي يقول مسؤولوه إنّ الأمر بات يتعلق بما يسمونه "السيادة المطلقة" على القدس، وإنّ ما يحاول الفلسطينيون القيام به ينتهك هذه السيادة، متذرعين بما يسمى "اتفاق إعلان الوسط" بشأن الضفة الغربية الذي يحظر على السلطة الفلسطينية القيام بأيّ نشاط في القدس أو داخل حدود دولة الاحتلال من دون إذن أو ترخيص من سلطاته.
احتفال لأطفال، في القدس المحتلة، عاصمة فلسطين، بات يتطلب الحصول على تصريح من وزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان المعروف بتطرفه. هذا ما يعيشه المقدسيون حالياً من قمع لنشاطاتهم الثقافية والاجتماعية باختلاف أشكالها. أردان أصدر منذ توليه منصبه في حكومة بنيامين نتنياهو عشرات أوامر المنع لإقامة احتفالات بتكريم معلمين، أو دعوات لإفطارات رمضانية، أو فعاليات فنية وثقافية متذرعاً بأنّ هذه الاحتفالات تنظم إما برعاية السلطة الفلسطينية أو من قبل "منظمات إرهابية"، كما يصفها، في إشارة إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي وقّعت مع دولة الاحتلال اتفاق أوسلو.
في سياق واقعة منع الاحتفال باليوم الوطني لروسيا في فندق "أمباسادور" بالقدس المحتلة قبل يومين، روى أشخاص كانوا حاضرين، من بينهم زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أنّ "عملية الاقتحام المفاجئة تمت بينما كان نبيل شعث، رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية، يلقي كلمته الترحيبية بالحضور، ومن بينهم سفير روسيا في فلسطين، حيدر أغانين، الذي كان قد أتم كلمة أكد فيها على عمق العلاقة الفلسطينية الروسية، واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، بادرت القوة المقتحمة إلى منع شعث من إتمام إلقاء كلمته، واحتجزت بطاقاتنا الشخصية، قبل أن تعتقل عدداً من القيادات المقدسية المدعوة للاحتفال، ثم اعتقلت لاحقاً صاحب الفندق ونجله".
وكان من بين المعتقلين، والذي حقق معه مرتين، قبل أن يصدر أمر من قبل الاحتلال بمنعه من الحديث مع وسائل الإعلام لمدة خمسة أيام، المحلل الإعلامي والسياسي راسم عبيدات، الذي يعلق على ما جرى بالقول: "واضح أنّ منع الاحتفال يأتي في سياق مخطط إسرائيلي شامل لفرض السيادة المطلقة على مدينة القدس، ومنع المقدسيين من أيّ نشاط أو فعالية، حتى لو كانت على شكل عشاء للصحافيين أو وجبة إفطار رمضانية من الغرفة التجارية المقدسية للصحافيين في القدس، ومنع حفل وبطولة رياضية كونها تحمل اسم الشهيد أبو جهاد وغيرها، ولربما في المستقبل تحتاج حفلة خطوبة أو عرس إلى إذن وترخيص من الإسرائيليين". يتابع: "هذا التغول والتوحش على المقدسيين بشكل غير مسبوق، هو نتاج الضوء الأخضر الأميركي باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ضمن ما يعرف بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية".
يتابع عبيدات: "الهدف من هذه السياسة الإسرائيلية ليس فقط تأكيد سيادتها وسيطرتها على المدينة المحتلة فقط، بل كسر إرادة المقدسيين وتحطيم معنوياتهم، وإجبارهم على الحصول على ترخيص لأيّ نشاط أو فعالية يقيمونها في القدس، في اعتراف منهم بسيادة الاحتلال على قدسهم المحتلة، وكذلك بث الرعب والخوف عند أصحاب المطاعم والقاعات والفنادق من عدم تأجير القاعات لأيّ نشاط ذي طابع شعبي وجماهيري أو سياسي، عبر التهديد بإغلاق المؤسسة أو الفندق أو فرض إجراءات وقيود مشددة على المالكين، ناهيك عن العقوبات التي قد يتعرضون لها". يقول عبيدات: "هو تعبير عن إفلاس أخلاقي وسياسي لدولة يمينية متطرفة، وتعدٍ صارخ وخروج على القانون الدولي، لكن، في المقابل، نجد غياباً للبرنامج الفلسطيني والمقدسي للتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي وكيفية مجابهته".
وعن الموقف الروسي مما جرى، يقول عبيدات: "أنا هنا لست في إطار الدفاع عن الروس، خصوصاً أنّ جمعية الصداقة الفلسطينية - الروسية هي التي نظمت الاحتفال وليست السفارة، والجمعية لا تتمتع بالحصانة والحماية كمنظمة غير حكومية، لكنّ هذا لا يعني أنّه ليس مطلوباً من روسيا التي أكد سفيرها لدى السلطة حيدر أغانين أنّها تعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أن تصدر بياناً حاداً يدين بشكل واضح تعدي استخبارات الاحتلال وشرطته على هذا الحفل والذي بالرغم من أنّه ليس حفل السفارة، لكنّه يشكل تعدياً على هيبة روسيا الاتحادية، فالمطلوب من روسيا موقف قوي يدين ويحذر إسرائيل من الاستخفاف بالقانون الدولي والخروج عليه، فالقدس عاصمة محتلة وفق القانون الدولي".
كانت سلطات الاحتلال قد قمعت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان حفل إفطار دعت إليه الغرفة التجارية العربية في القدس المحتلة لمجموعة من الصحافيين المقدسيين، واعتقلت رئيس الغرفة رجل الأعمال كمال عبيدات، وصاحب الفندق، وأخطرتهما بمنع تنظيم الإفطار بدعوى أنه يقام من قبل "جهة محظورة".
وسبق ذلك أيضاً، احتجاز صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، ونقله إلى حاجز قلنديا العسكري بعدما كان قد وصل للمشاركة في احتفال تكريمي دعت إليه إدارة مستشفى "أوغستا فيكتوريا - المطلع"، بينما كان صيدم قد أبعد أكثر من مرة خلال العام عن احتفالات لتكريم معلمين في مدارس القدس.
يقول الفلسطينيون إنّ ما يجري من استهداف للأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والاجتماعية في المدينة المقدسة، يمثل الوجه الأكثر بشاعة للاحتلال، الذي يقول مسؤولوه إنّ الأمر بات يتعلق بما يسمونه "السيادة المطلقة" على القدس، وإنّ ما يحاول الفلسطينيون القيام به ينتهك هذه السيادة، متذرعين بما يسمى "اتفاق إعلان الوسط" بشأن الضفة الغربية الذي يحظر على السلطة الفلسطينية القيام بأيّ نشاط في القدس أو داخل حدود دولة الاحتلال من دون إذن أو ترخيص من سلطاته.