لعبة "الحوت الأزرق" تطرق باب أطفال المغرب بعد حصدها ضحايا بالجزائر وتونس

09 يناير 2018
الطب النفسي لا يستبعد مخاطر اللعبة على الصغار (تويتر)
+ الخط -
بعد كل من الجزائر وتونس، البلدين المغربيين اللذين شهدا حالات منفردة لضحايا لعبة "الحوت الأزرق" الشهيرة، جاء الدور على جارتهما المغرب بعد تداول أنباء عن وقوع أطفال وقاصرين ضحايا لهذه اللعبة القاتلة، في حين نفت مصادر طبية حدوث أي انتحار بسبب "الحوت الأزرق".

في مدينة سلا، المحاذية للعاصمة الرباط، عمد صديقان قاصران في عمر 14 عاماً إلى الانتحار في فترة زمنية متقاربة، في حين وُجد على ذراع أحدهما وشم قلب رسمه القاصر بالسكين، وسط أنباء تروج بأنهما ضحيتان للعبة الحوت الأزرق انتهت بهما إلى ذلك المصير التراجيدي.

وقال بعض جيران الأسرة التي شيعت جثمان القاصر قبل أيام قليلة، لـ"العربي الجديد"، إن الأمر يتعلق بتأثر المراهق بلعبة الحوت الأزرق، إذ كان يلتزم متابعة الإنترنت ساعات طويلة خصوصاً في الليل قبل إقدامه على الانتحار شنقاً، كما بدرت منه تصرفات غريبة اشتكت منها حتى أسرته الصغيرة دون أن تجد له رادعا.

بالمقابل، نفت مصادر طبية في المدينة وقوع أية عملية انتحار تأثراً بلعبة الحوت الأزرق، وأن مشاكل عائلية ونفسية تقف وراء الحادثة، في الوقت الذي راجت فيه أخبار عن انتحار طفلة تبلغ من العمر 15 عاما بمدينة الخنيفرة، وسط البلاد، بسبب الوقوع تحت "سحر" اللعبة الخطيرة.

وذكرت منابر إعلامية مغربية أن الفتاة القاصر أزهقت روحها بالانتحار شنقا، وتركت رسالة لأسرتها تتضمن رسم "قلب"، كما أنها كانت تتردد على مقهى للإنترنت قرب بيتها قبل انتحارها بأيام، غير أن مصادر قريبة من أسرة الطفلة تتحدث عن "خداع عاطفي" تعرضت له الفتاة، بدليل أن الرسم كان قلباً وليس حوتاً كما هو معروف عند ضحايا اللعبة.





وتشير معطيات كشفت عنها جمعية "ماتقيش أولادي" أن مراهقاً كاد يقتل نفسه انتحاراً استجابة لأوامر لعبة "الحوت الأزرق"، قبل أيام خلت، غير أن تدخلاً ناجعاً للسلطات الأمنية أنقذ المراهق من موت محقق بعد أن تمكنت من تحديد مكانه واستدراجه حتى لا ينهي حياته بشنق نفسه.

وفي حين لجأت السلطات الرسمية في المغرب إلى الصمت حيال ما تردد بقوة عن انتحار قاصرين بسبب التأثر بلعبة الحوت الأزرق، أكد معالج نفسي أن "وقوع أطفال ضحايا في البلاد لهذه اللعبة الغريبة التي أدت إلى مقتل عدد من ضحاياها في العالم، ليس أمرا مستبعدا البتة".

ويقول المعالج والمحلل النفسي أنس بوزوبع، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن الجزم أبداً بأنه لا يمكن للمغرب أن يشهد وقوع ضحايا للعبة الحوت الأزرق، فهذا ضرب من العبث والهروب من الواقع الذي يتسم بالكثير من التحولات"، مشيراً إلى أن "دولاً في الجوار تجمعها بالمغرب عدة قواسم اجتماعية ونفسية مشتركة اعترفت بوقوع ضحايا لهذه اللعبة".

وأكمل المتحدث ذاته بأن ما يرجح وقوع ضحايا لهذه اللعبة هو تداولها بكثافة في الإنترنت الذي يقبل عليه المراهقون والأطفال صغار السن في المغرب، وإمكانية تأثرهم باللعبة دون علم أسرهم، داعياً الجميع، سلطات وأولياء أمور ومؤسسات تعليمية وإعلاماً وجمعيات، إلى عدم وضع رؤوسهم في الرمال ومواجهة حقيقة أن اللعبة يمكنها أن تسقط ضحايا في البلاد.


دلالات