النزوح الأكبر في سورية... أكثر من 300 ألف نازح في إدلب

15 يناير 2018
موجة نزوح كبيرة جراء القصف بالقنابل المحرمة دوليا(تويتر)
+ الخط -


يبدو أن إدلب ستُسجل أكبر نزوح في سورية هذه السنة، منذ بداية الثورة السورية عام 2011، بعد أن تخطى عدد النازحين إلى ريف إدلب الشمالي، من ريفها الجنوبي ومن ريف حماة الشرقي الـ300 ألف نازح خلال أربعة أسابيع تقريباً، غالبيتهم يفترشون العراء تحت المطر والبرد، في حين تغيب عنهم المساعدات الإنسانية تماماً.

واشتكى نازحون من ريف إدلب الجنوبي إلى ريفها الشمالي، في أحاديث مع "العربي الجديد"، مأساوية وضعهم، فغالبيتهم لا يجدون خياما ترد عنهم المطر أو البرد، في وقت لم يعد فيه هناك منازل للإيجار أو مراكز إيواء قادرة على استيعاب ولو نازحا واحدا، كما يفتقدون المساعدات الإنسانية ووقود التدفئة.

وقال المتطوع في الدفاع المدني في إدلب، والملقب بأبو النور، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع مأساوي للغاية، ويمر الأهالي بأصعب الأوقات، فالنظام يعتمد سياسة الأرض المحروقة في مناطق إدلب وريفها، ويشن عشرات الغارات الجوية يومياً مستهدفاً منازل المدنيين والمدارس والمساجد والأفران والمشافي، بشتى أنواع الصواريخ الحارقة والعنقودية والفوسفورية والارتجاجية، إضافةً للحاويات والبراميل المتفجرة والألغام البحرية. ويرتكب المجازر بحق المدنيين، سواء في خان شيخون أو معرة النعمان وكفرسجنة وجرجناز ومعروشرين وخان السبل وغيرها الكثير من مدن وقرى الريف الجنوبي الشرقي في إدلب لا مجال لإحصائها الآن".

وبيّن أن "عدد القتلى منذ بداية هذه الحملة الشرسة زاد عن 200 قتيل و500 جريح جميعهم مدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال، وموجة النزوح هي الأعنف في محافظة إدلب منذ بداية الثورة في 2011، فمئات الآلاف ينزحون في أجواء شتوية قاسية، وتزيد معاناتهم باستهداف النظام مخيمات النازحين المؤقتة في مناطق سراقب والمعرة، وقوافلهم على الطرقات".

وذكر أن "فرق الدفاع المدني تحاول مساعدة هؤلاء النازحين قدر المستطاع بتسهيل أرضيات للمخيمات، وفرشها بالبحص وتأمين الطرق إليها، وتوفير مياه الشرب لهم، إضافة لخدمات الإسعاف والطبابة، إلا أن الاحتياجات أكبر بكثير من الإمكانات".





وأضاف أن "قوات النظام والطائرات الروسية يستخدمان النابالم الحارق والفوسور والقنابل العنقودية يومياً وكلها أسلحة محرمة دوليا، سواء خان شيخون أو جرجناز أو سراقب"، مشيراً إلى "استهداف الفرن منذ عدة أيام بقنابل الفوسفور فخرج عن الخدمة، كما سجلنا خروج مشافٍ وأفران ومدارس عن الخدمة منها مشفى السلام في معرة النعمان ومدارس في الهبيط والتح وغيرها، كما طاول القصف العديد من المساجد خصوصا يوم الجمعة الماضية، وأربعة مراكز للدفاع المدني في خان شيخون وأريحا وسراقب، ما أدى إلى مقتل عنصرين من عناصره".

وختم قائلا إن "معظم الناس في العراء، والخدمات نادراً ما تتوفر خصوصاً الطبية والإسعافية وحتى الخيام، إضافة إلى شح كبير في المواد الغذائية".

وقالت مصادر إغاثية في إدلب لـ"العربي الجديد"، "هناك أزمات عدة تخص النازحين في إدلب، منها النقص الكبير في الخيام، فالحاجة تقدر بنحو 25 ألف خيمة، لم يقدم منها أكثر من 1500 خيمة، وفي حين نحتاج إلى نحو 60 ألف سلة غذائية، تتوفر إلى الآن ما بين ألفين وثلاثة آلاف سلة فقط، حتى السلال التي تحتوي على فرش وأغطية لم يكن وجودها ملحوظاً".

وأضاف "الناس في العراء تحت البرد، في الطرقات العامة وفي الأراضي الزراعية"، لافتا إلى أن "النزوح مستمر يوما بعد آخر، وحاليا بدأ نزوح بلدات جبل الحص، ومن المتوقع أيضا نزوح أعداد كبيرة خلال الأيام المقبلة، والأوضاع تزداد خطورة مع ندرة المواد الغذائية والطبية وحليب الأطفال".

وقال: "هناك منظمات تحاول جهدها، لكن محاولاتها خجولة، ويكاد أثرها لا يذكر"، مضيفا "من الاحتياجات الأساسية مياه الشرب، التي تعتبر اليوم مادة نادرة للنازحين".



المساهمون