تعذيب مصريين للاعتراف بالتورط في مجزرة "الدفاع الجوي"

26 فبراير 2015
+ الخط -



خلال الأسبوع الماضي، اختطف ما يزيد على عشرين شاباً من قرية سقارة في محافظة الجيزة، من منازلهم وتعرضوا لتعذيب ممنهج من قبل قوات الأمن، في محاولة لانتزاع اعترافات منهم عن جرائم لا يعلمون عنها شيئاً، منها مجزرة استاد الدفاع الجوي التي تمت أثناء مباراة الزمالك وإنبي في مسابقة الدوري الممتاز.

وحرر عدد من أهالي ومحامي الشباب المختطفين عدة بلاغات يحذرون فيها من مغبّة ما يتعرضون له من تعذيب وتقييد حرياتهم واحتجازهم من دون سند من القانون وبالمخالفة للدستور.

وأكد الأهالي أن الشباب يتعرّضون لأبشع أنواع التعذيب، ما أدى إلى تعرّض أحدهم وهو المعتقل هشام البسيوني لإصاباتٍ خطيرة وحالات نزيف مستمرة، ولم يتم علاجه أو إسعافه بالشكل اللازم، الأمر الذي يهدّد حياته بالخطر.

وأكّد أحد أقارب البسيوني أن قوات الأمن دهمت منزله مساء الثلاثاء 17 فبراير/شباط، ولم يكن موجوداً في المنزل فألقت القبض على والده كنوع من الضغط والمساومة، فاضطر لتسليم نفسه إلى مركز شرطة البدرشين في اليوم التالي مباشرة، بعد وساطة من مرشح لانتخابات مجلس النواب المقبلة تعهد فيها أن الشاب لن يمسه سوء.

وفور تسليم الشاب نفسه، تمّ اقتياده إلى مقر أمن الدولة "المسمى بالأمن الوطني" في منطقة أبو النمرس، بالجيزة، وتعرض لتعذيب بشع حتى أُغمي عليه أكثر من مرة وأصيب بإصابات خطيرة استدعت نقله إلى مستشفى قصر العيني، غير أنه لم يتلقّ الإسعافات اللازمة، وتمت إعادته مرة أخرى إلى مركز البدرشين لتبدأ حفلة تعذيب جديدة، لإجباره على الاعتراف بجرائم لا يعلم عنها شيئاً، وأن يوقع على محضر فيه عدد من التهم الملفقّة، إلى جانب محاولة إجباره على التحدث في فيديو يعترف فيه بعدة تهم، بينها مجزرة الدفاع الجوي.

وأفاد أقارب "البسيوني" بأن الشاب لا يزال ضيفاً على حجرة التعذيب منذ تم اعتقاله، ولم يتم عرضه على النيابة أو السماح لأسرته بزيارته والاطمئنان عليه، وأكد شهود عيان أنه مقيّد وملقى في مقر مباحث البدرشين غارقاً في دمه وشبه فاقد للوعي.

وحمّلت أسرة البسيوني كلا من رئيس مباحث البدرشين وأبو النمرس المسؤولية عن حياته بصفة خاصة، ووزارة الداخلية بصفة عامة.

اقرأ أيضاً:
مجزرة الدفاع الجوي: الأهالي يبكون ضحاياهم