أفضل جزء من اليوم

12 فبراير 2016
تذكرت والدي الذي كان يشرب القهوة (Getty)
+ الخط -

لا يفضّل كثيرون خيار الاستيقاظ باكراً. أما إذا كان في البيت أطفال، تنعدم الخيارات. مع ذلك، وجد جايمس م. شيسبرو متعةً في الاستيقاظ قبل أطفاله. كأنه وجد الجزء الذي أضاعه في حياته يوماً ما. كتب في صحيفة "واشنطن بوست" أنه "صباح كل يوم، صرتُ أحاول الاستيقاظ قبل أطفالي الثلاثة، حتى أتمكن من احتساء القهوة وحدي في الظلام. وقد اكتشفت هذا الأمر صدفة خلال إحدى العطل، حين اتخذت خياري بالنهوض من الفراش بدلاً من الاستمتاع بالدفء تحت الأغطية".

يتابع أن الاستيقاظ قبل الأطفال قد يبدو غريباً، خصوصاً إذا كان الهدف منه تناول الكافيين بدلاً من كسب ساعات نوم إضافية. لكن هذا ليس صحيحاً. الاستيقاظ قبل الأطفال يمنحني الفرصة والوقت للتفكير قبل أن تعم الفوضى. احتساء القهوة
في هدوء يساعدني على التخطيط ليومي.
ويقول شيسبرو: "حينَ عدت إلى طقوس الصباح، بدأت تراودني أفكار كثيرة. كان عمر ابنتي الوسطى ماري سبعة أشهر، وقد اعتدتُ الاستيقاظ بمجرد أن تبكي لأعطيها الحليب. وحين بدأنا بفطامها عن الأكل ليلاً، فوجئت في أحد الأيام بأنني استيقظت قبلها، وجعلتُ هذا خياراً لي.

جلستُ على الأريكة في غرفة الجلوس لأحتسي القهوة. تذكرت والدي الذي كان يشرب القهوة أيضاً في الصباح. كان يقول إن هذا أفضل جزء من اليوم. أدرك الآن ما كان يعنيه".
في الصباحات، صار لدى شيسبرو الوقت ليتساءل عما كان يدور في ذهن والده خلال انتظاره امتلاء الفنجان بالسائل الأسود. "ماذا كان يدور في ذهنه؟ هل كان يصلي أو يفكر في مهامه اليومية ببساطة؟ أطرح هذه الأسئلة لأنني صرت أشعر بأمر غريب، أن أكون طفلاً وشاهداً على استيقاظ والدي، وأباً يستيقظ قبل أطفاله".

يضيف: "تخيّلت والدي يجالسني على مائدة العشاء. بعدما تخرجت من المدرسة الثانوية، كنا نقضي الكثير من الوقت معاً. نخرج لتناول الطعام من دون أن نتبادل الأحاديث بالضرورة. كان كلانا يعرف أن الآخر متعب. وحين صرت أستيقظ قبل ماري، شعرت بمدى اشتياقي لأكون ابن والدي. رغبت في وجوده مرة أخرى، هو الذي كان يدرك جيداً أنني متعب".
لا يفكر في والده كلّما استيقظ باكراً. "لكن حين يترك أطفالي أسرّتهم، أشعر بأنني أكثر استعداداً لأكون أباً".

اقرأ أيضاً: تخلّص من هذه العادات.. تصر سعيداً
دلالات