وحسب التقارير الصحافية الواردة من ووهان وأبوظبي، فإن الطلاب خضعوا لفحص أثناء مغادرتهم الصين، وآخر أثناء دخولهم الإمارات، بيّنا عدم إصابة أي منهم بالفيروس.
وبعد وصول الطلاب إلى الإمارات، تنفست الأسر السودانية الصعداء، وعبرت عن عميق ارتياحها لإجلاء الطلاب من ووهان، ويقول محمد حسن عربي، والد الطالب"حذيفة" الموجود حالياً في الحجر الصحي بالإمارات، إن ابنه وبقية الطلاب يعيشون في الحجر الصحي في ظروف نفسية جيدة، بعد ظروف صعبة في ووهان، قابلوها بكل شجاعة، حيث نفدت مؤنهم الغذائية حتى تدخلت جامعتهم واتصلت بالسلطات الصينية التي وفرت لهم القليل من الأرز، لافتاً إلى أن الطلاب يعيشون في الإمارات في أفضل الظروف ولم تواجههم أية مشكلة حتى الآن، حيث توفر لهم كل الخدمات ويوضع كل واحد منهم في غرفة منفصلة، ويمنعون من الخروج بتاتاً، ويؤدون الصلوات أيضا في غرفهم بشكل منفرد.
وأعرب عربي عن أسفه لأن تقوم دولة الإمارات بذلك بدلاً من حكومة السودان، "لأن أولئك هم مواطنيها وواجبها أن تجليهم وتوفر لهم ما يحتاجونه"، مشيراً إلى أن فترة الحجر الصحي ستكون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، يعود بعدها الطلاب إلى السودان، مستبعداً فرضية وضعهم في حجر صحي جديد، بعد رحلة عودتهم من الإمارات.
وعلى صعيد ذي صلة، أصيب مواطنو منطقة جنوبي الخرطوم بحالة من الهلع، السبت، بعد أنباء راجت عن اكتشاف حالة إصابة بفيروس كورونا لمواطن صيني، بمستشفى الراقي القريب من المنطقة، وهو مستشفى تابع للجامعة الوطنية التي سارعت بإصدار بيان نفت فيه تلك الأنباء، وأكدت أنها قامت بإجراء عملية تعقيم روتينية للمستشفى، حرصت خلالها على عدم إستقبال مرضى، كما أصدرت وزارة الصحة بياناً تحدث عن وجود حالة اشتباه وأنها أخذت عينة من الحالة للتأكد، مع وضعها في الحجر الصحي إلى حين ظهور نتائج الفحص النهائي، وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، أصدرت وزارة الصحة بياناً أكدت فيه أن نتائج الفحص أثبتت عدم إصابة المشتبه فيه بفيروس كورونا.
ومنذ يناير/ كانون الثاني، بدأت السلطات الصحية في السودان تنفيذ خطة متكاملة لمكافحة أي دخول محتمل للمرض إلى البلاد، وأعدت فرقا طبية وأمكنة للحجر الصحي في العديد من المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية، وظلت في حالة متابعة لمئات الأشخاص القادمين من بلدان ينتشر فيها المرض.
وقبل أيام، وضعت السلطات الصحية بولاية جنوب دارفور،غربي البلاد، نحو 41 جندياً مصرياً، وصلوا للمشاركة في عمليات حفظ السلام في إقليم دارفور، في الحجر الصحي لمدة أسبوعين.
وجاء قرار السلطات بعد أن كشفت القاهرة عن عدد من الإصابات بالمرض في مصر، من بينها 12 شخصاً على الحدود السودانية المصرية، وهو ما زاد القلق وسط السودانيين.
وأمرت السلطات الجنود المصريين بعدم التحرك خارج حدود معسكر مقر بعثة حفظ السلام، وذكرت السلطات إنها قامت بتعقيم الطائرة التي أقلت الجنود المصريين بواسطة فريق طبي متخصص، وسمحت لهم بالتحرك إلى مدينة كاس القريبة من مقر عملهم، مع منعهم من القيام بأي مهام إلا بعد مرور أسبوعين.
وفي آخر تقرير لها، الخميس الماضي، أكدت وزارة الصحة عدم تسجيل أي حالة اشتباه بمرض كورونا في السودان، وأشارت إلى وصول 830 شخصاً من دول موبوءة بالمرض، مشيرة إلى أنها تتابع حالة 489 فردا منهم، أغلبهم قادمين من الصين وإيطاليا.
ومع تزايد الشكوك حول وضع كورونا في مصر، أصدرت إدارة الطوارئ بوزارة الصحة السودانية أوامر للمدراء العامين للصحة، في ولايات البلاد المختلفة، فرضت فيها إجراءات المراقبة الصحية لمجموعات العمل المدنية والعسكرية القادمة من جمهورية مصر العربية، عبر وسائل النقل الجوية والبرية والبحرية.
وسمحت إدارة الطوارئ للأفراد، الذين لم تظهر عليهم علامات عند الفحص في نقاط الدخول، بالتوجه إلى مقار إقامتهم أينما كانت وجهتهم داخل السودان، وعلى السلطات الصحية المحلية متابعة حالتهم الصحية لمدة 28 يوماً في مكان سكنهم، حسب الإجراءات القياسية التي توصي بها وزارة الصحة الاتحادية، وفي حال ظهور أي حالات اشتباه وسط هذه المجموعة، خلال فترة المراقبة الصحية، يتم تحويل المشتبه فيهم إلى عزل خاص مجهز مسبقاً من قبل وزارة الصحة، حيث تؤخذ العينات للفحص المعملي وترسل إلى المعمل المرجعي القومي لتأكيد أو نفي الإصابة بالفيروس، أما الحالات المؤكدة فيتم تحويلها فوراً إلى مركز العزل الاتحادي لمتابعة العلاج.