مسجد السلطان أحمد في إسطنبول... ملتقى العرب للإفطار في رمضان
إسطنبول
إسلام رضا
إسلام رضا
يحرص العديد من الجاليات العربية على تناول وجبات الإفطار في شهر رمضان، في باحات مسجد السلطان أحمد بمدينة إسطنبول التي تتحول إلى ملتقى للسائحين والمقيمين العرب.
التقى "العربي الجديد" بعض الوافدين العرب القادمين من مختلف مناطق المدينة إلى مسجد السلطان أحمد لتناول الإفطار، في أجواء تتسم بالطمأنينة والسكينة في باحات أكبر وأعرق المساجد التي بنيت في العصر العثماني، والذي يتميز بمآذنه الست.
ويصل الصائمون العرب في إسطنبول أفراداً وعائلات إلى المسجد ومعهم الطعام والشراب في أكياس أو عربات صغيرة تقترب من الطاولات التي جهزتها بلدية إسطنبول للإفطار خلال الشهر الكريم. يضعون أغطيتهم عليها ويجلسون بجوار الصائمين من الأتراك، كما يتجولون في باحاته ليشاهدوا عادات الشعب التركي وطقوس الإفطار لديهم.
والتقى "العربي الجديد" السائح المغربي عادل محمد، القادم إلى المسجد مع عائلته، وأوضح لنا أنه وصل إلى مسجد السلطان أحمد بعد أن أنهى جولته في الجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول، وزار جزر الأميرات. وأشار إلى أنه قدم إلى المسجد بعد أن سمع عن الجو الروحاني والاجتماعي الذي يسود المكان وقت الإفطار، معرباً عن مفاجأته بالمائدة الممتدة على مرمى البصر التي تقيمها البلدية، كما اعتبر أنه مكان يتعرف فيه الزائر على أوضاع المسلمين والجاليات العربية في تركيا.
وتشهد منطقة السلطان نشاطا خاصة طوال أيام شهر رمضان، وفقا للمواطنة الليبية فاطمة جنيبر. وأشارت إلى أنها تحب الإفطار معظم الأيام في باحات مسجد السلطان أحمد، هي وعائلتها التي تقيم منذ عام في تركيا، ثم تؤدي صلاة العشاء والتراويح بالمسجد. واتفقت المواطنة الليبية نظيرة السيد مع ما قالته فاطمة، مؤكدة أن أجواء رمضان في باحات السلطان أحمد لها مذاق خاص بخلاف أي منطقة أخرى بالمدينة.
وتتعدد دوافع العرب للمشاركة في مأدبة السلطان أحمد، بحسب المواطنة التونسية بشرى عبد العزيز، لافتة إلى أن بعضهم يأتي ليتناول الإفطار وسط المناظر الطبيعية الخلابة، في حين يجد آخرون أنه مكان مناسب للقاء الأقارب والأصدقاء، خصوصاً أنها تمضي سنتها الأولى في تركيا.
وقالت بشرى إنها بدأت بالمجيء إلى المسجد وقت الإفطار عملا بنصيحة أصدقاء لها، حيث يعيش الناس أجواء المشاركة وسط العائلات العربية التركية معا. واتفقت معها المواطنة التونسية سامية رجب، مشيرة إلى أن مائدة السلطان أحمد تظهر بوضوح مستوى احتفاء الشعب التركي وأهالي إسطنبول بشهر الصيام.