رمضان سيناء... الأسوأ منذ عقود
العريش
محمود خليل
لا يبدو ياسر فؤاد، صاحب أحد محال بيع الألعاب في مدينة العريش في محافظة شمال سيناء (شرق مصر)، متحمساً لبيع فوانيس رمضان هذا العام. يخشى كسادها في ظلّ الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تعيشها المدينة منذ سنوات. وبلغت الذروة منذ بدء العملية العسكرية الشاملة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وتحديداً في 9 فبراير/ شباط الماضي.
يقول فؤاد لـ "العربي الجديد": "الناس بالكاد قادرة على شراء طعامها. لا أظن أنها ستشتري الفوانيس والزينة هذا العام. لا أحد يعرف إلى أين تسير البلاد"، مضيفاً أن إقبال المواطنين على شراء مستلزمات زينة رمضان في سيناء تناقص بشكل تدريجي على مدار السنوات الماضية، في ظلّ تردّي الأحوال الأمنية والاقتصادية في المحافظة. ويشير إلى أن المواطنين هذه الأيام باتوا منشغلين في تأمين ما يلزم لمغادرة العريش أو العودة إليها في ظل حالة الحصار المفروضة على محافظة شمال سيناء منذ بدء العملية العسكرية، أو متابعة جداول وصول المياه إلى المنازل، بسبب انقطاع المياه لأيام طويلة منذ أشهر.
ويبدو أنّ "الشوادر" التي تشتهر بها محافظة شمال سيناء في رمضان ستختفي العام الحالي، حيث تُباع المواد الغذائية التي يُقبل عليها الناس في رمضان. يقول المواطن فتحي أبو النور لـ "العربي الجديد": "هناك اختفاء لموسم خزين رمضان الذي يبدأ قبل أيام من حلول رمضان، حين يتوجه المواطنون إلى الشوادر لشراء حاجيات رمضان من مواد غذائية تحضيراً لاستقبال الشهر الفضيل". يضيف أنّ العملية العسكرية الحالية عكّرت أجواء مدينة العريش على وجه الخصوص، هي التي ظلّت تتحدى الأوضاع الإنسانية على مدار السنوات الخمس الماضية. إلا أن الظروف هذه المرة أكبر من إرادة المواطنين ورغبتهم في إعطاء المواسم حقها، وعيش اللحظات الجميلة التي اعتادوا عليها، داعياً الجهات الأمنية والحكومية إلى حلحلة الوضع العام في العريش ومحافظة شمال سيناء بكاملها.
اقــرأ أيضاً
وتبدو الأوضاع في العريش جيدة بالمقارنة بمدينتي رفح والشيخ زويد، التي قد تفتقد حتى الصلاة أيام رمضان، في ظلّ الاستنفار العسكري في كافة أنحائهما، والحملات العسكرية التي ازدادت منذ بدء العملية العسكرية الشاملة. إذاً، تغيب أجواء رمضان عن المدينتين اللتين قد تقضيانه من دون كهرباء ومياه، في ظل انقطاع التيار الكهربائي الرئيسي منذ ثلاثة أشهر.
ويقول شيخ قبلي من مدينة الشيخ زويد لـ "العربي الجديد": "للأمانة، أظنّ أنّ رمضان هذا العام هو الأسوأ على سيناء منذ عقود طويلة، وسيمر كأي شهر في السنة. سيناء التي لرمضانها جو خاص يتميز عن بقية المناطق، خسرت كل شيء هذا العام"، مضيفاً أن الأوضاع الأمنية الحالية لا تشي باستقبال يليق بشهر رمضان في سيناء، في ظلّ استهداف عدد من المساجد وإغلاق أخرى لوقوعها في مناطق عمليات الجيش المصري.
ويشير إلى أنّ مدينة رفح خارج الخدمة بشكل نهائي في ظل منع دخول وخروج أي مواطن إليها، أو أي نوع من المواد الغذائية والطبية منذ أشهر. ويقول: "الناس في رفح لا تأكل منذ أشهر طويلة. وبالكاد يجد أهلها لقمة لسد جوعهم". كما أُغلقت غالبيّة مساجد المدينة بسبب وقوعها في المنطقة العازلة التي جرفها الجيش المصري بمسافة زادت عن ثلاثة كيلومترات، إضافة إلى وقوع أخرى في نطاق عمليات الجيش المستمرة منذ بدء العملية العسكرية الشاملة.
وعن الأجواء الرمضانية التي تتميّز بها سيناء، والتي اختفت خلال السنوات الأخيرة، يقول رئيس اتحاد قبائل سيناء، إبراهيم المنيعي، لـ "العربي الجديد": "رمضان سيناء لا يشبه رمضان في أي محافظة مصرية أخرى. لأهلها عادات وتقاليد في استقبال الشهر الفضيل.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من بساطتها، إلا أنها تزيد من بهجة الموسم"، مضيفاً أن هذه الأجواء باتت من الماضي في ظل الظروف الصعبة التي تحياها سيناء منذ سنوات.
ويوضح المنيعي الذي ولد وتربى في سيناء، أنّ لكل وقت من رمضان جوه الخاص، بدءاً من استقباله والتجهيز له، مروراً بأول أيامه وتفاصيل نهاره وليله، وصولاً إلى ليلة عيد الفطر. ويشير إلى أن عشرات المصريين كانوا يحضرون إلى سيناء لعيش أجواء رمضان في ربوعها، خصوصاً الجلوس في "الديوان" أو "المقعد" الذي يجمع رجال كل قبيلة أو عشيرة أو عائلة على حدة لتناول وجبتي السحور والفطور. يُحضر كل شخص منهم طعاماً أعدّه في بيته، ويتبادلونه في الديوان.
وعن الأوضاع الحالية في سيناء، يؤكّد المنيعي أن غالبيّة أجواء رمضان غابت عن سيناء منذ سنوات، في ظل تدمير الدواوين ومنع التجمعات خصوصاً في مدينتي رفح والشيخ زويد، عدا عن تقييد حرية الحركة منذ سنوات، والتي زادت في ظل العملية العسكرية الحالية. ويشير إلى أن أولويات المواطن في سيناء باتت تتركز على الأمور الأساسية كرغيف العيش ومستلزمات الحياة الأخرى، وليس إعطاء المواسم حقها كما جرت العادة.
يقول فؤاد لـ "العربي الجديد": "الناس بالكاد قادرة على شراء طعامها. لا أظن أنها ستشتري الفوانيس والزينة هذا العام. لا أحد يعرف إلى أين تسير البلاد"، مضيفاً أن إقبال المواطنين على شراء مستلزمات زينة رمضان في سيناء تناقص بشكل تدريجي على مدار السنوات الماضية، في ظلّ تردّي الأحوال الأمنية والاقتصادية في المحافظة. ويشير إلى أن المواطنين هذه الأيام باتوا منشغلين في تأمين ما يلزم لمغادرة العريش أو العودة إليها في ظل حالة الحصار المفروضة على محافظة شمال سيناء منذ بدء العملية العسكرية، أو متابعة جداول وصول المياه إلى المنازل، بسبب انقطاع المياه لأيام طويلة منذ أشهر.
ويبدو أنّ "الشوادر" التي تشتهر بها محافظة شمال سيناء في رمضان ستختفي العام الحالي، حيث تُباع المواد الغذائية التي يُقبل عليها الناس في رمضان. يقول المواطن فتحي أبو النور لـ "العربي الجديد": "هناك اختفاء لموسم خزين رمضان الذي يبدأ قبل أيام من حلول رمضان، حين يتوجه المواطنون إلى الشوادر لشراء حاجيات رمضان من مواد غذائية تحضيراً لاستقبال الشهر الفضيل". يضيف أنّ العملية العسكرية الحالية عكّرت أجواء مدينة العريش على وجه الخصوص، هي التي ظلّت تتحدى الأوضاع الإنسانية على مدار السنوات الخمس الماضية. إلا أن الظروف هذه المرة أكبر من إرادة المواطنين ورغبتهم في إعطاء المواسم حقها، وعيش اللحظات الجميلة التي اعتادوا عليها، داعياً الجهات الأمنية والحكومية إلى حلحلة الوضع العام في العريش ومحافظة شمال سيناء بكاملها.
وتبدو الأوضاع في العريش جيدة بالمقارنة بمدينتي رفح والشيخ زويد، التي قد تفتقد حتى الصلاة أيام رمضان، في ظلّ الاستنفار العسكري في كافة أنحائهما، والحملات العسكرية التي ازدادت منذ بدء العملية العسكرية الشاملة. إذاً، تغيب أجواء رمضان عن المدينتين اللتين قد تقضيانه من دون كهرباء ومياه، في ظل انقطاع التيار الكهربائي الرئيسي منذ ثلاثة أشهر.
ويقول شيخ قبلي من مدينة الشيخ زويد لـ "العربي الجديد": "للأمانة، أظنّ أنّ رمضان هذا العام هو الأسوأ على سيناء منذ عقود طويلة، وسيمر كأي شهر في السنة. سيناء التي لرمضانها جو خاص يتميز عن بقية المناطق، خسرت كل شيء هذا العام"، مضيفاً أن الأوضاع الأمنية الحالية لا تشي باستقبال يليق بشهر رمضان في سيناء، في ظلّ استهداف عدد من المساجد وإغلاق أخرى لوقوعها في مناطق عمليات الجيش المصري.
ويشير إلى أنّ مدينة رفح خارج الخدمة بشكل نهائي في ظل منع دخول وخروج أي مواطن إليها، أو أي نوع من المواد الغذائية والطبية منذ أشهر. ويقول: "الناس في رفح لا تأكل منذ أشهر طويلة. وبالكاد يجد أهلها لقمة لسد جوعهم". كما أُغلقت غالبيّة مساجد المدينة بسبب وقوعها في المنطقة العازلة التي جرفها الجيش المصري بمسافة زادت عن ثلاثة كيلومترات، إضافة إلى وقوع أخرى في نطاق عمليات الجيش المستمرة منذ بدء العملية العسكرية الشاملة.
وعن الأجواء الرمضانية التي تتميّز بها سيناء، والتي اختفت خلال السنوات الأخيرة، يقول رئيس اتحاد قبائل سيناء، إبراهيم المنيعي، لـ "العربي الجديد": "رمضان سيناء لا يشبه رمضان في أي محافظة مصرية أخرى. لأهلها عادات وتقاليد في استقبال الشهر الفضيل.
وعلى الرغم من بساطتها، إلا أنها تزيد من بهجة الموسم"، مضيفاً أن هذه الأجواء باتت من الماضي في ظل الظروف الصعبة التي تحياها سيناء منذ سنوات.
ويوضح المنيعي الذي ولد وتربى في سيناء، أنّ لكل وقت من رمضان جوه الخاص، بدءاً من استقباله والتجهيز له، مروراً بأول أيامه وتفاصيل نهاره وليله، وصولاً إلى ليلة عيد الفطر. ويشير إلى أن عشرات المصريين كانوا يحضرون إلى سيناء لعيش أجواء رمضان في ربوعها، خصوصاً الجلوس في "الديوان" أو "المقعد" الذي يجمع رجال كل قبيلة أو عشيرة أو عائلة على حدة لتناول وجبتي السحور والفطور. يُحضر كل شخص منهم طعاماً أعدّه في بيته، ويتبادلونه في الديوان.
وعن الأوضاع الحالية في سيناء، يؤكّد المنيعي أن غالبيّة أجواء رمضان غابت عن سيناء منذ سنوات، في ظل تدمير الدواوين ومنع التجمعات خصوصاً في مدينتي رفح والشيخ زويد، عدا عن تقييد حرية الحركة منذ سنوات، والتي زادت في ظل العملية العسكرية الحالية. ويشير إلى أن أولويات المواطن في سيناء باتت تتركز على الأمور الأساسية كرغيف العيش ومستلزمات الحياة الأخرى، وليس إعطاء المواسم حقها كما جرت العادة.