مسلمو البوسنة يعانون لإصلاح أضرار الفيضانات

03 يونيو 2014
الفيضانات أغرقت مساحات شاسعة في البوسنة (GETTY)
+ الخط -

شق سكان قرية سيليبيسي قرب مدينة سربرنيتسا شرقي البوسنة طريقهم عبر ممر ترابي يؤدي إلى الحطام الذي بقي من مسجدهم المحلي بعد انهياره جراء انزلاق أرضي ضخم.

وأمرت السلطات السكان قبل أسبوعين بالخروج الفوري من قراهم التي اجتاحتها أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة. وتوفيت سيدة بعدما تسببت الأمطار في تدمير منزلين بالإضافة إلى مسجد القرية.

وبالنسبة للسكان المحليين، فالتاريخ يعيد نفسه، حيث يركز السكان المحليون على إعادة إعمار مسجدهم مرة أخرى، وذلك للمرة الثانية في خمسة عشر عاماً.

وتدمر المسجد خلال الصراع الذي وقع في الفترة بين 1992-1995، حيث فر السكان من المنطقة جراء أعمال العنف.

وقال قرويون: إن المسجد كان رمزاً للصمود وإرادة العودة إلى الأرض. وأعيد بناء المسجد عام 2000، حيث اختار كثيرون العودة إلى منازلهم في القرية التي هجروها خلال الحرب.

يقول إمام مسجد القرية معمر جوسوبوفيتش: لقد كانت إرادة الله. يجب أن يقف مسلمو البوسنة صامدين مثل المآذن، يجب أن نتغلب على المشكلات والتحديات التي تواجهنا.

وحشد بوسنيون يعيشون في الخارج منذ الحرب، وكذلك مواطنون لم يتأثروا بالكارثة، بسرعة لجمع مواد غذائية وملابس من أجل المناطق المنكوبة.

"لقد استغرق الأمر بين عشرة وخمسة عشر عاماً لإعادة إعمار البنية التحتية هنا وإصلاح الطرق والجسور. الآن، وفي يومين فقط، أصبح الناس من دون جسور وطرق مرة أخرى"، حسبما قال أدمير فيلتش، رئيس منظمة التجمع الإسلامي البوسني في منطقة سريبرينيتسا.

لكن إعادة تشييد البنية التحتية سيتطلب التزاماً قوياً من جانب الحكومة واستثمارات ضخمة لا تستطيع الدولة الفقيرة بالفعل تحملها.

وأنشأت المنظمة لجنة لتقييم الأضرار في الممتلكات والتي سببتها الفيضانات. وتشير بعض التقديرات الأولية إلى أن الأضرار تقدر بملايين الدولارات.

وتسببت الحرب العرقية البوسنية إلى تقسيم الدولة إلى شطرين يخضعان للحكم الذاتي، وهما جمهورية صربيا الخاضعة لحكم الصرب، واتحاد فيدرالي يتقاسمه الكروات والبوشناق المسلمون البوسنيون.

وتقع مدينة سربرنيتسا في الجزء الذي يديره الصرب. وغالباً ما يقوم البوشناق العائدون من اللجوء إلى منظمة التجمع الإسلامي للحصول على مساعدات وإرشادات.

ويصر رئيس اللجنة الإمام إسماعيل سماجلوفيتش، على أن أولوية التجمع الإسلامي ستكون مساعدة العائدين وتشجيعهم على البقاء في مدنهم وقراهم. وقال: سيتعين علينا إعادة إصلاح الدمار الذي حل بممتلكاتكم، لكن الضرر المادي يسهل تعويضه مقارنة بالخسائر البشرية".