يدور جدل في إيران حول احتمال منح التلاميذ إجازة شتوية، لتخفيف التلوث والازدحام في البلاد، مقابل تقصير أمد إجازتهم الصيفية. وبين التأييد والرفض يشير البعض إلى أنّ المقترح لا يتعامل مع المشكلتين من جذورهما
طرح بعض المسؤولين في إيران مقترحاً بتعديل جدول الإجازات المدرسية، ما يقلل من عدد أيام الإجازة الصيفية التي تستمر ثلاثة أشهر تقريباً، وفي المقابل منح التلاميذ إجازة شتوية. وهو ما يعتبرون أنّه قد يساعد في حلّ بعض المشاكل، من قبيل تخفيض نسبة التلوث التي ترتفع في المدن الكبرى، خلال فصل الشتاء بالذات، وتقليص الازدحام المروري.
وافقت الهيئة الحكومية الإيرانية، لكنّ البرلمان، وهو المسؤول عن الموافقة على أي تغيير في الجدول الدراسي، أبدى أعضاؤه وجهات نظر متباينة حول الأمر، وقرروا، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، تأجيل المسألة المدعومة من البعض، والتي يخالفها آخرون، ولكلّ منهم أسبابه.
كانت مؤسسة البيئة قد اقترحت، في وقت سابق، مساعدتها في تخفيض نسبة التلوث، التي تنعكس سلباً على صحة التلاميذ والمواطنين ككلّ، من خلال الموافقة على تعطيل المدارس في الشتاء، إما لأسبوعين أو ثلاثة، أو حتى لشهر، مقابل جعل عطلة الصيف أقصر.
يعلق عضو لجنة التعليم في البرلمان الإيراني، محمد قمي، على آخر المستجدات المتعلقة بالمقترح، أنّه ليس بالمشروع السيئ بالكامل، إذ هناك زاوية إيجابية فيه تتعلق بتلاميذ بعض المناطق البعيدة، ممن يضطرون للذهاب إلى المدارس في أوقات عصيبة من فصل الشتاء، فبعض القرى والأرياف تمر بأيام تتدنى فيها درجات الحرارة كثيراً، وإيقاف دوام المدارس لفترة قصيرة شتاء، قد يصب في صالح هؤلاء، خصوصاً تلاميذ المدارس الابتدائية. يذكر قمي أنّ زيادة عدد أيام الدراسة حين يكون الجو أكثر دفئاً قد يكون أنسب للتلاميذ. يقول إنّه يوافق على المقترح بشكله العام، إذ إنّ غايته مساعدة التلاميذ.
أما النائب الآخر في اللجنة نفسها محمد باسط درازهي، فيبدي لـ"العربي الجديد"، اعتراضه على هذا المقترح، مشيراً إلى رفضه علناً حين طرح للنقاش بين النواب، والسبب أنّه يتطلب دراسة منطقية ودقيقة ومفصلة، فلا يمكن تغيير التقويم الدراسي لبعض المناطق دون أخرى، وفي حال إقرار الإجازات فيجب تطبيق الأمر على المدارس الإيرانية كافة.
اقــرأ أيضاً
يؤكد درازهي أنّ للمقترح مخالفين كثراً، ويعتبر أنّ العامل الأول الذي تسبب في طرح مشروع من هذا القبيل يرتبط بارتفاع نسب التلوث، إلاّ أنّ إقرار الإجازة الشتوية للمدارس لن يحلّ المشكلة إطلاقاً، ولن يؤثر عليها من الأساس، بحسب رأيه. يتابع أنّ تعديل جدول الإجازات المدرسية يعني بالضرورة تعديل تقويم وزارة التربية والتعليم الذي يضع مواعيد محددة للامتحانات النصفية والنهائية، لكلّ مدارس إيران، أما تعطيل بعض المناطق من دون أخرى فيمثل مسألة معقدة للوزارة نفسها، والموافقة على تعطيل كلّ المدارس لن يحل المشاكل. يصف المقترح بغير المنطقي، فالشيء الوحيد الذي سيغيره هو التقويم المدرسي لا أكثر، داعياً إلى حلّ المشاكل البيئية من قبل المعنيين، بطرح حلول وخطط عملية، لا جعل النظام التعليمي في إيران يدفع الثمن.
من جهته، يؤكد النائب في البرلمان حميد ميرزاده أنّ النقاش حول الموضوع قد توقف في الوقت الراهن، وربما يعود في المستقبل، لكنّه يقول إنّ عدداً كبيراً من النواب يخالفون الأمر، وهو ما قد يجعل تطبيقه صعباً.
في ظلّ كلّ هذه الانتقادات، أظهرت مؤسسة البيئة، في وقت سابق، تأييداً كبيراً للمقترح، واعتبر مسؤول دائرة المناخ فيها، مسعود زندي، أنّ خروج المواطنين من المدن مع أبنائهم إذا ما كانوا في إجازة مدرسية سيساعد كثيراً، من خلال تخفيض عدد السيارات التي تتحرك في الشوارع، وهو ما يتزامن مع تراكم الغيوم فوق طهران شتاء، على سبيل المثال، وهي المحاطة بسلاسل جبلية، وتعاني من انبعاثات غازية ملوثة للهواء تخرج من ملايين المركبات التي تجوب شوارعها.
وكما تختلف وجهات النظر الرسمية، تتباين آراء الشارع الإيراني كذلك، وتقول راضية دانايي فرد، وهي أم لتلميذ في المدرسة الإعدادية، وتلميذة في الابتدائية، لـ"العربي الجديد"، إنّها لا توافق على أن يجلس ابنها وبنتها في المنزل في إجازة سنوية شتوية مقابل تقليل عدد أيام إجازتهم الصيفية. تبرر الأمر بأنّه سيجعلهم ينسون دروسهم وسط العام، بينما تبقى الإجازة في نهاية السنة الدراسية أفضل في هذه الحال. تضيف دانايي فرد أنّها تستطيع في عطلة الصيف أن تسافر خارج المدينة، كعدد كبير من العائلات التي تعرفها، فمن الأنسب برأيها أن يبقى برنامج النظام التعليمي على حاله، فإجازة الشتاء لن تسمح بالسفر، وفي المقابل ستخرج العائلات مع أبنائها من المنازل إلى المطاعم أو المراكز التجارية، وهو ما يعني استخداماً أكبر للسيارات.
إلاّ أنّ محمود عليزاده، ولديه أبناء في المرحلة الثانوية، لا يوافق، ويعتبر أنّ الإجازة الصيفية طويلة جداً، وتجعل التلاميذ يبتعدون عن الدراسة لفترة طويلة. يشير كذلك إلى أنّ صحة أبنائه تتأثر سلباً حين يخرجون إلى المدرسة في فصل الشتاء بسبب الهواء الملوث، فالتعطيل التي تلجأ إليه الحكومة أحياناً حين ترتفع نسبة التلوث يشمل المدارس الابتدائية حصراً في معظم الأحيان.
لطالما شكلت الإجازات المدرسية في إيران ملفاً مثيراً للجدل. وبالرغم من الانتقادات للمقترح، إلاّ أنّ المدارس، خصوصاً الابتدائية، تنال إجازات اضطرارية بقرار حكومي في عدد من أيام العام، لا سيما في فصل الشتاء، حين ترتفع نسبة التلوث وتصل إلى معدلات الخطورة، وقد يصل عدد هذه الإجازات من هذا النوع إلى عشرة أيام سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، تضطر الإدارات المعنية بإصدار القرارات إلى تعطيل المدارس شتاء لعدة أيام في بعض المناطق البعيدة عن المدن الكبرى عادة، حين يصبح الجو شديد البرودة، وحين تتراكم الثلوج.
من جهة أخرى، يذهب الإيرانيون في إجازة نصف سنوية، تشمل التلاميذ جميعاً، وهي إجازة العام الإيراني الجديد الذي يبدأ في 21 مارس/آذار، ويصل عدد أيامها إلى 20 يوماً تقريباً، وتبدأ قبل رأس السنة بأيام. وبالرغم من أنّه من المفترض ألاّ تتجاوز هذه الإجازة أياماً معدودة، لكنّ العرف خصوصاً للتلاميذ يسمح لهم بهذه الإجازة الطويلة.
اقــرأ أيضاً
ويصل عدد أيام الإجازات الرسمية في إيران، وهي التي لا تشمل بطبيعة الحال الإجازة المدرسية الصيفية وإجازة العام الجديد والإجازة الأسبوعية (يوم الجمعة لجميع المؤسسات والمدارس، ويوم الخميس لكثير منها أيضاً)، إلى 20 يوماً في العام الواحد.
طرح بعض المسؤولين في إيران مقترحاً بتعديل جدول الإجازات المدرسية، ما يقلل من عدد أيام الإجازة الصيفية التي تستمر ثلاثة أشهر تقريباً، وفي المقابل منح التلاميذ إجازة شتوية. وهو ما يعتبرون أنّه قد يساعد في حلّ بعض المشاكل، من قبيل تخفيض نسبة التلوث التي ترتفع في المدن الكبرى، خلال فصل الشتاء بالذات، وتقليص الازدحام المروري.
وافقت الهيئة الحكومية الإيرانية، لكنّ البرلمان، وهو المسؤول عن الموافقة على أي تغيير في الجدول الدراسي، أبدى أعضاؤه وجهات نظر متباينة حول الأمر، وقرروا، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، تأجيل المسألة المدعومة من البعض، والتي يخالفها آخرون، ولكلّ منهم أسبابه.
كانت مؤسسة البيئة قد اقترحت، في وقت سابق، مساعدتها في تخفيض نسبة التلوث، التي تنعكس سلباً على صحة التلاميذ والمواطنين ككلّ، من خلال الموافقة على تعطيل المدارس في الشتاء، إما لأسبوعين أو ثلاثة، أو حتى لشهر، مقابل جعل عطلة الصيف أقصر.
يعلق عضو لجنة التعليم في البرلمان الإيراني، محمد قمي، على آخر المستجدات المتعلقة بالمقترح، أنّه ليس بالمشروع السيئ بالكامل، إذ هناك زاوية إيجابية فيه تتعلق بتلاميذ بعض المناطق البعيدة، ممن يضطرون للذهاب إلى المدارس في أوقات عصيبة من فصل الشتاء، فبعض القرى والأرياف تمر بأيام تتدنى فيها درجات الحرارة كثيراً، وإيقاف دوام المدارس لفترة قصيرة شتاء، قد يصب في صالح هؤلاء، خصوصاً تلاميذ المدارس الابتدائية. يذكر قمي أنّ زيادة عدد أيام الدراسة حين يكون الجو أكثر دفئاً قد يكون أنسب للتلاميذ. يقول إنّه يوافق على المقترح بشكله العام، إذ إنّ غايته مساعدة التلاميذ.
أما النائب الآخر في اللجنة نفسها محمد باسط درازهي، فيبدي لـ"العربي الجديد"، اعتراضه على هذا المقترح، مشيراً إلى رفضه علناً حين طرح للنقاش بين النواب، والسبب أنّه يتطلب دراسة منطقية ودقيقة ومفصلة، فلا يمكن تغيير التقويم الدراسي لبعض المناطق دون أخرى، وفي حال إقرار الإجازات فيجب تطبيق الأمر على المدارس الإيرانية كافة.
يؤكد درازهي أنّ للمقترح مخالفين كثراً، ويعتبر أنّ العامل الأول الذي تسبب في طرح مشروع من هذا القبيل يرتبط بارتفاع نسب التلوث، إلاّ أنّ إقرار الإجازة الشتوية للمدارس لن يحلّ المشكلة إطلاقاً، ولن يؤثر عليها من الأساس، بحسب رأيه. يتابع أنّ تعديل جدول الإجازات المدرسية يعني بالضرورة تعديل تقويم وزارة التربية والتعليم الذي يضع مواعيد محددة للامتحانات النصفية والنهائية، لكلّ مدارس إيران، أما تعطيل بعض المناطق من دون أخرى فيمثل مسألة معقدة للوزارة نفسها، والموافقة على تعطيل كلّ المدارس لن يحل المشاكل. يصف المقترح بغير المنطقي، فالشيء الوحيد الذي سيغيره هو التقويم المدرسي لا أكثر، داعياً إلى حلّ المشاكل البيئية من قبل المعنيين، بطرح حلول وخطط عملية، لا جعل النظام التعليمي في إيران يدفع الثمن.
من جهته، يؤكد النائب في البرلمان حميد ميرزاده أنّ النقاش حول الموضوع قد توقف في الوقت الراهن، وربما يعود في المستقبل، لكنّه يقول إنّ عدداً كبيراً من النواب يخالفون الأمر، وهو ما قد يجعل تطبيقه صعباً.
في ظلّ كلّ هذه الانتقادات، أظهرت مؤسسة البيئة، في وقت سابق، تأييداً كبيراً للمقترح، واعتبر مسؤول دائرة المناخ فيها، مسعود زندي، أنّ خروج المواطنين من المدن مع أبنائهم إذا ما كانوا في إجازة مدرسية سيساعد كثيراً، من خلال تخفيض عدد السيارات التي تتحرك في الشوارع، وهو ما يتزامن مع تراكم الغيوم فوق طهران شتاء، على سبيل المثال، وهي المحاطة بسلاسل جبلية، وتعاني من انبعاثات غازية ملوثة للهواء تخرج من ملايين المركبات التي تجوب شوارعها.
وكما تختلف وجهات النظر الرسمية، تتباين آراء الشارع الإيراني كذلك، وتقول راضية دانايي فرد، وهي أم لتلميذ في المدرسة الإعدادية، وتلميذة في الابتدائية، لـ"العربي الجديد"، إنّها لا توافق على أن يجلس ابنها وبنتها في المنزل في إجازة سنوية شتوية مقابل تقليل عدد أيام إجازتهم الصيفية. تبرر الأمر بأنّه سيجعلهم ينسون دروسهم وسط العام، بينما تبقى الإجازة في نهاية السنة الدراسية أفضل في هذه الحال. تضيف دانايي فرد أنّها تستطيع في عطلة الصيف أن تسافر خارج المدينة، كعدد كبير من العائلات التي تعرفها، فمن الأنسب برأيها أن يبقى برنامج النظام التعليمي على حاله، فإجازة الشتاء لن تسمح بالسفر، وفي المقابل ستخرج العائلات مع أبنائها من المنازل إلى المطاعم أو المراكز التجارية، وهو ما يعني استخداماً أكبر للسيارات.
إلاّ أنّ محمود عليزاده، ولديه أبناء في المرحلة الثانوية، لا يوافق، ويعتبر أنّ الإجازة الصيفية طويلة جداً، وتجعل التلاميذ يبتعدون عن الدراسة لفترة طويلة. يشير كذلك إلى أنّ صحة أبنائه تتأثر سلباً حين يخرجون إلى المدرسة في فصل الشتاء بسبب الهواء الملوث، فالتعطيل التي تلجأ إليه الحكومة أحياناً حين ترتفع نسبة التلوث يشمل المدارس الابتدائية حصراً في معظم الأحيان.
لطالما شكلت الإجازات المدرسية في إيران ملفاً مثيراً للجدل. وبالرغم من الانتقادات للمقترح، إلاّ أنّ المدارس، خصوصاً الابتدائية، تنال إجازات اضطرارية بقرار حكومي في عدد من أيام العام، لا سيما في فصل الشتاء، حين ترتفع نسبة التلوث وتصل إلى معدلات الخطورة، وقد يصل عدد هذه الإجازات من هذا النوع إلى عشرة أيام سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، تضطر الإدارات المعنية بإصدار القرارات إلى تعطيل المدارس شتاء لعدة أيام في بعض المناطق البعيدة عن المدن الكبرى عادة، حين يصبح الجو شديد البرودة، وحين تتراكم الثلوج.
من جهة أخرى، يذهب الإيرانيون في إجازة نصف سنوية، تشمل التلاميذ جميعاً، وهي إجازة العام الإيراني الجديد الذي يبدأ في 21 مارس/آذار، ويصل عدد أيامها إلى 20 يوماً تقريباً، وتبدأ قبل رأس السنة بأيام. وبالرغم من أنّه من المفترض ألاّ تتجاوز هذه الإجازة أياماً معدودة، لكنّ العرف خصوصاً للتلاميذ يسمح لهم بهذه الإجازة الطويلة.
ويصل عدد أيام الإجازات الرسمية في إيران، وهي التي لا تشمل بطبيعة الحال الإجازة المدرسية الصيفية وإجازة العام الجديد والإجازة الأسبوعية (يوم الجمعة لجميع المؤسسات والمدارس، ويوم الخميس لكثير منها أيضاً)، إلى 20 يوماً في العام الواحد.