دعت جمعية "إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج" إلى إنقاذ الأطفال التونسيين العالقين في بؤر التوتر، مبينة أنّ الملفات التي وصلت للجمعية تشير إلى وجود ما لا يقل عن 93 طفلاً يعانون الجوع والأمراض وسوء الرعاية، في مخيمات على الحدود السورية التركية وفي السجون الليبية.
ونظمت الجمعية اليوم الخميس، مؤتمراً صحافياً بعنوان "الهجرة القسرية للأطفال الأبرياء إلى داعش"، بحضور جدّات وعائلات الأطفال العالقين، داعين السلطات التونسية إلى إنقاذ أطفالهم والتسريع بعودتهم، وخاصة بعد تسجيل وفاة طفلين.
وقال رئيس الجمعية محمد إقبال بن رجب لـ"العربي الجديد"، إنّ الجمعية ارتأت التركيز على الهجرة القسرية للأطفال إلى تنظيم "داعش"، وإن عدد الملفات التي تتابعها للأطفال العالقين كانت في شهر أغسطس الماضي 83 ملفاً، قبل تسجيل وفاة طفلين عمرهما سنة وسنة ونصف، ثم وصلت إليهم ملفات أخرى تباعاً ليرتفع العدد إلى 93.
وأكد أن طاقم الجمعية سيتوجه مع العائلات يوم 10 يناير المقبل، إلى مقر رئاسة الجمهورية لتقديم طلب إلى الرئيس لإنقاذ هؤلاء الأطفال، مضيفاً أنه حسب الملفات الواردة للجمعية، فإن 50 في المئة من الأطفال التونسيين موجودون في ليبيا، مشيراً إلى أن الليبيين متعاونون، وإحدى العائلات نجحت في استعادة طفلين.
وأكدت برنية المثلوثي لـ"العربي الجديد"، أن ثلاثة من أحفادها، أعمارهم 7 و5 سنوات وسنتان، عالقون في أحد المخيمات بين سورية وتركيا رفقة والدتهم التونسية، وذلك منذ نحو سنة، ووضعيتهم صعبة، مبينة أنّ الظروف قاسية، وهم عرضة لسوء التغذية والأمراض.
وأضافت أن ابنها قتل في سورية، وأن زوجة ابنها وأبناءه كانوا في الطريق إلى تونس بعدما أعدوا جوازات سفرهم، ولكن تم القبض عليهم ووضعهم في المخيم، ومنذ ذلك الوقت وهم عالقون هناك، مشيرة إلى أن طلبها الوحيد هو استعادة أحفادها ليعيشوا في تونس بأمان.
ولفت مبروك اليوسفي إلى أن ابنته (18 سنة)، غادرت إلى ليبيا رغم أنها لم تكن تملك جواز سفر، ومضت 5 سنوات على سفرها، وظلت عالقة هناك لا تتمكن من العودة، وأنها حالياً في مركز احتفاظ لدى القوات الليبية، وأنه لا يمكنه السفر لإعادتها.
وتؤكد كاتب عام جمعية التونسيين العالقين بالخارج منى الجندوبي، أنّ الجمعية لديها 93 ملفاً لأطفال عالقين في بؤر التوتر، ولكن توجد إحصائيات وثّقتها منظمة هيومن رايتس ووتش تشير إلى وجود 107 أطفال تونسيين محتجزين لدى القوات الكردية مع 44 امرأة، وأن الشرائح العمرية تتراوح بين سنة و6 سنوات، وبينت لـ"العربي الجديد" أن من العالقين يقبع 37 في المئة منهم في مصراتة، و17 في المئة في معيتيقة الليبيتين، و16 في المئة في سورية.