عائلة الجمل: ابننا حُرق بعد تعذيبه ونرفض الجنازة العسكرية

09 ابريل 2015
+ الخط -

وجّهت عائلة النقيب في الأمن الوقائي الفلسطيني، ربيع الجمل، الذي قضى ليلة أمس حرقاً في مقر الاستخبارات في مدينة الخليل، أصابع الاتهام إلى الأمن الفلسطيني.

وقال شقيقه يسري الجمل لـ"العربي الجديد": "لقد تم تعذيب أخي وقتله، وبعد ذلك تم افتعال الحريق، وهناك آثار تعذيب واضحة على مختلف أنحاء جسده. الصور التي نملكها للجثمان تؤكد أن هناك كدمات في جسده على منطقة القلب والرقبة، وبقية أنحاء جسده".

وحسب العائلة فإن ربيع (37 عاما)، ويعمل في الأمن الوقائي برتبة نقيب، تم توقيفه في مقر الاستخبارات بعد تلقي شكوى بأنه قام بالاعتداء على شرطي فلسطيني، حيث تم الحكم بتوقيفه سبعة أيام، وبعد خمس ساعات من توقيفه، تلقت العائلة نبأ وفاته حرقا في مقر الاستخبارات العسكرية، مساء أمس.

وأكدت العائلة أن ابنها تقدم بشكوى ضد الشرطي قبل أيام، وبعد ذلك قدم الشرطي شكوى كيدية ضده، وتم الإيعاز لجهاز الاستخبارات بمعاملته معاملة قاسية.

ونفى يسري الجمل ما تردد من أنباء أن شقيقه أقدم على الانتحار، وقال: "من المستحيل أن ينتحر أخي، لقد تم توقيفه مدة سبعة أيام، على مشكلة عادية مع شرطي، وسارع أخي حينها لتقديم الشكوى ضد الشرطي في حينه".

وأضاف: "يريد الأمن أن يغطي على فعلته عبر إشاعة خبر الانتحار، وهذا أمر عار عن الصحة. يعمل أخي في الأمن الوقائي منذ 20 عاما، ولديه طفل واحد أنجبه بعد انتظار خمس سنوات، والكل يشهد له بحسن سيرته وسلوكه".

وتابع: "لقد وجدنا (ولاعة سجائر) في جيبه في المستشفى، وهذه لعبة مكشوفة، فأخي لم يكن مدخنا، وكيف احترق جسده ولم تنفجر الولاعة بعد الحريق؟ لقد تم تدبير وضع الولاعة في جيبه بطريقة مكشوفة" على حد تعبيره.


وتابع: "لقد كان أخي موقوفا في غرفة وحده، وهناك الكثير من الأسئلة حول ظروف اعتقاله والأشياء التي تواجدت في زنزاته وأدت للحريق، هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن يجيب عليها الأمن".

وترفض عائلة الجمل أن تقام جنازة عسكرية لابنها، وقال شقيقه: "لا يمكن أن نضبط أهلنا وأقاربنا، هناك حالة من الغضب الكبير ضد ما جرى، لذلك اشترطنا على الأمن أن يتم تسليم الجثمان بعيدا عن الحي والمسجد الذي سوف نصلي على الجثمان فيه، على أن تقوم "حركة فتح" بتسلم الجثمان من الأمن، منعا لأي اشتباك بين الأهالي والأمن".

وحسب العائلة، فقد حضر عدد من وجهاء عشائر الخليل باسم السلطة الفلسطينية إلى بيت عائلة الجمل مساء، وأخذوا هدنة مدة عشرة أيام. وتم إرسال الجثمان إلى معهد الطب العدلي لتشريحه ومعرفة أسباب الوفاة، كما شكلت السلطة الفلسطينية لجنة للتحقيق في ظروف وفاة النقيب ربيع الجمل. وقامت العائلة بإرسال محام وطبيب من طرفها للمشاركة في التشريح.

وأكد يسري الجمل أن "محافظ الخليل أكد أن الأمن يتحمل المسؤولية عن وفاة شقيقي، لأنه كان موقوفا لديهم، وذلك بحسب ما أوضح لي شخصيا".

وبعد إعلان وفاة الجمل، عمت حالة من التوتر الشديد في الخليل، حيث تم إطلاق النار على بعض المقرات الأمنية في انعكاس لمدى الغضب والاحتقان الذي عاشته المدينة بعد إعلان نبأ وفاة النقيب الجمل حرقا.
دلالات