تتكشّف يوماً بعد آخر مشكلات عدّة مرافقة لأزمة كورونا، في وقت يقترب فيه عدد الإصابات الناجمة عن الفيروس الجديد من أربعة ملايين، من بينها أكثر من مليون و350 ألف حالة تعافٍ وأكثر من 270 ألف وفاة. وتؤكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا يعانيها بشكل أكبر الأطفال الذين يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة حول العالم فيما لا تُتاح لملايين الأطفال إمكانيّة غسل اليدَين بالمياه النظيفة.
وفي حديث إلى وكالة "الأناضول"، اليوم الجمعة، حذّرت المديرة العامة للجنة القومية لمنظمة يونيسف في تركيا إنجي هسكي، من أنّ الأزمة المستجدة قد تؤدّي إلى زيادة إجهاد النظم الصحيّة السيئة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وعبّرت عن "قلق بالغ من أن يؤثّر الفيروس بشكل أكبر على الأطفال المهاجرين وأسرهم". أضافت هسكي أنّ "الجميع معرّضون للخطر، غير أنّ الوباء العالمي الذي يأتي بهذا الحجم له تأثير هائل على الأطفال لا سيّما الفقراء وذوي المناعة المنخفضة". وتابعت أنّ "الأزمات بشكل عام تؤثّر بشكل أكبر على الفئات الضعيفة، وأزمة كورونا لا تختلف عن غيرها من الأزمات". وأكملت أنّ "طفلاً واحداً من بين كلّ أربعة أطفال حول العالم يعيش في بلد متضرّر إمّا بحروب أو كوارث، ومثل هذه البلدان تفتقر إلى إمكانيات النظافة والمياه الصالحة للشرب والغذاء، فيما تُعَدّ مراجعة الطبيب رفاهية ليست في متناول الأسر في مثل تلك البلدان".
وإذ أسفت هسكي لعدم قدرة ملايين الأطفال على غسل أيديهم بالمياه النظيفة، أوضحت أنّ "شخصَين من بين كلّ خمسة أشخاص حول العالم لا تتاح لهم فرصة غسل أيديهم على الإطلاق". ولفتت إلى أنّ "ثلث المدارس في العالم لا تتوفّر على أماكن لغسل اليدين، فيما يعاني 150 مليون طفل سوءاً في التغذية بسبب الحروب والكوارث، بالتالي يعجزون عن مقاومة الأمراض". وذكرت هسكي أنّ إغلاق المدارس بسبب تفشي كورونا أدّى إلى توقّف التحصيل الدراسي لنحو 1.57 مليار تلميذ، وهو ما يعادل 91 في المائة من تلاميذ العالم. من جهة أخرى، تحدّثت هسكي عن ارتفاع في معدّلات العنف الأسري في خلال الحجر المنزلي وكذلك جرائم الاستغلال عبر الإنترنت، لا سيّما التي تستهدف الأطفال على خلفيّة الوضع الاقتصادي الصعب الناجم عن أزمة كورونا.
وبينما تكثر التحذيرات من تأثير أزمة كورونا على حملات التحصين المختلفة حول العالم، أوضحت هسكي أنّ "الحملات الخاصة بالحصبة الوقائية منها والعلاجية، تمّ وقفها أو تأجيلها في 24 دولة"، علماً أنّ "أكثر من 117 مليون طفل يعيشون في مناطق ما زالت تشهد تفشيا للحصبة، وقد يتأثرون بسبب تعليق أنشطة التحصين". وشدّدت على أنّه "نظراً إلى خطورة وقف خدمات التحصين، لا بدّ من تكثيف الجهود لمراقبة الأطفال الذين لم يتلقّوا اللقاحات، والحدّ من نقص خدمات الرعاية المقدّمة للأطفال، وخلق مزيد من الدعم للعائلات خصوصاً ذات الدخل المنخفض".