"رايتس ووتش" تدين التعذيب ومعتقلون يواجهون الموت بمصر

04 فبراير 2015
تعذيب المعتقلين يصل إلى حد الموت(العربي الجديد)
+ الخط -
طالبت مؤسسة هيومن رايتس ووتش، السلطات المصرية بالتحقيق في تعذيب أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة، المستشار السابق في وزارة المالية، الدكتور عبدالله شحاتة، وشقيقه أسعد، المعتقلين منذ 28 نوفمبر2014.


وكشفت في  تقريرها، اليوم، أن "الأمن يعذب شحاتة، الذي كان، يوماً، رئيس فريق التفاوض المصري مع صندوق النقد الدولي وشقيقه، بالصدمات الكهربائية وغيرها من ضروب الإساءة لإرغامه على الاعتراف بحيازة السلاح وتهم أخرى تتعلق بالعنف، ولم تلتفت النيابة إلى محاولات المحامي تقديم شكوى عن التعذيب".

وتابع التقرير، أن عزت غنيم، محامي شحاتة، قال "دمروا كل ما في المنزل، وأخذوا عبدالله وزوجته وابنه المعاق ذهنيّاً البالغ من العمر 17 عاماً، لكنهم تركوا الزوجة والابن في الطريق إلى مقر الاحتجاز، قائلين إنهم لم يعودوا بحاجة إليهما".

كما قال غنيم وبعض أقارب شحاتة- بحسب التقرير- "ضباط الأمن الوطني أساؤوا معاملة شحاتة، وعرضوه للصدمات الكهربائية هو وشقيقه، لمدة أربعة أيام، في أحد مباني الأمن الوطني في مدينة الشيخ زايد قبل إحالتهما إلى نيابة أمن الدولة العليا، كما أمرت النيابة بحبسهما على ذمة التحقيقات، في تهم ملفقة تتضمن الانتماء إلى جماعة إرهابية وحيازة أسلحة".

وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لـ"هيومن رايتس ووتش": "صمت حكومة مصر حيال تقارير، تفيد بأن الشرطة عرّضت أستاذاً جامعيّاً للصدمات الكهربائية، تظهر مدى انحراف مصر عن مسارها منذ الربيع العربي".

وأضاف حوري "تعذيب المعتقلين في مصر ليس مجرد تجاوز أو استثناء، بل هو واحد من انتهاكات حقوقية عديدة في مناخ من الإفلات من العقاب".

13 معتقلاً يواجهون الموت

وأفاد شهود عيان لمراسل "العربي الجديد"، أن "رئيس مباحث قسم أول المنصورة، الدقهلية، بدلتا مصر، شريف أبو النجا، ومعاونه، محمد هيت، يشرفان على تعذيب 13 شاباً تم اختطافهم وإخفاؤهم قسريّاً دون عرضهم على النيابة، كما تم منعهم من التواصل مع المحامين أو التواصل مع عائلاتهم حتى الآن".

والطلاب المعتقلون هم: حسن جمال ريحان، طالب بهندسة السلاب مختطف منذ مساء 27 يناير، بلال أشرف عبد الهادي 18 أولى تربية رياضية أزهر، محمد شوكة طالب في كلية الدراسات الإسلامية، أحمد سعد محمود، طالب في كلية الشريعة والقانون، أحمد جمعه الشحات طالب في الجامعة العمالية، عبدالرحمن الجلادي طالب في كلية طب بيطري، ومحمد مبارك طالب في كلية الهندسة مختطفون منذ 1 فبراير، وجلال الدين محمود، طالب في الفرقة السادسة بكلية الطب والذي يشغل منصب رئيس اتحاد الطلاب في الكلية مختطف يوم 2 فبراير.

وتضم القائمة أيضاً الطلاب: خالد إبراهيم محمد صبري، طالب في كلية الهندسة مختطف منذ 2 فبراير، وخالد عبدالحليم هلال، طالب في كلية الهندسة جامعة السلاب مختطف منذ 31 يناير، وعبدالله رضوان، طالب في كلية الهندسة جامعة السلاب مختطف منذ 31 يناير، ومحمد ممدوح الشربيني، طالب في جامعة المنصورة مختطف منذ 31 يناير، وكذلك محمد نبيل، طالب في الفرقة الثالثة كلية التجارة مختطف منذ 2 فبراير.

وأكد عضو في هيئة الدفاع عن المعتقلين، تحفظ على ذكر اسمه، أن أنباء وصلت إليه عن تعرض المختطفين الـ 13 لحفلات تعذيب وحشية من ضرب وسحل وصعق بالكهرباء بشكل متواصل ليل نهار، حيث يعلقون فيها المختطفين من أرجلهم ويتم ضربهم وصعقهم في اليدين والرجلين والأعضاء الحساسة والرأس والأسنان.

وأوضح أن كثيراً منهم يفقد وعيه من شدة التعذيب في محاولة لإجبارهم على الاعتراف بتهم ملفقة وتحميلهم مسؤولية التفجيرات، وقطع الطريق في الدقهلية منذ 25 يناير الماضي.

وأكد أن أهالي المختطفين أرسلوا تليغرافات إلى النائب العام والمحامي العام الأول لنيابات المنصورة يحملونهما المسؤولية عن حياة أولادهم كاملة.

تعذيب متواصل وصعق بالكهرباء

وتروي أسرة المعتقل، حسن جمال ريحان، ظروف اختطافه والأنباء التي تواترت عن وفاته، ويقول والده: "حسن اعتقل يوم الثلاثاء 27 يناير الساعه 11 مساء من المنصورة ، كان فيه مجموعة من 3 أفراد اعتقلت في كمين أمني في المنصورة، أخذوا واحداً منهم صديق حسن ونزلوا في سيارتين ملاكي، كلموا حسن في الموبايل عشان يقابله لما راح يقابله مسكوه".

وتابع "حسن وباقي المجموعة فضلوا متكلبشين خلفي ومتعلقين طول اليوم، وبالليل في الدور الثالث بسلخانة قسم أول، بعد كده نزلوهم لما الضباط جم من بيوتهم فضلوا في حفلة تعذيب وصعق بالكهرباء تقريباً طول الليل بالتناوب لأنهم كانوا ضموا عليهم بعض الأفراد".

وأضاف: "حسن بدأت حالته تتدهور وتظهر عنده أورام وجروح لعمليات جراحية سابقة في منطقة البطن والرأس، في ناس اتعرضت على النيابة يوم الجمعة والسبت ما عدا حسن جمال هو اللي كان فاضل، نزلوه الساعه 4 العصر يوم السبت وشه متغمى بكيس أسود ومتبهدل من التعذيب رموه في عربية من غير نمر ومشوا ولحد الساعه 5 ماكانش لسه رجع".

ويقول محامي حسن، إن النيابه أشرت على طلب من أهله وبعض الجمعيات الحقوقية بعرضه على النيابة بحالته، ولكن القسم رفض وأكد أنه ليس موجوداً لديهم، متابعاً "هناك أنباء وصلتنا أن حسن لا يتحرك ويفقد الوعي ثم اختفت كل الأخبار عنه منذ يومين وسط شكوك كبيرة أنه فارق الحياة".

وشهدت مصر عدداً من حالات الوفاة تحت التعذيب في المقرات الأمنية والسجون، رصدتها المنظمات الدولية، أخيراً، ووصلت إلى نحو 13 حالة، حتى نهاية يناير الماضي.