هل يكون اللمس الافتراضي كافياً؟

20 ابريل 2020
لقاء افتراضي (Getty)
+ الخط -
مع تحوّل التباعد الاجتماعي إلى جزء من حياتنا الاجتماعية العادية واليومية، قد تشعر بأنك تفقد مصدراً مهماً للراحة النفسية العاطفية. ومع تفشي فيروس كورونا الجديد، استُبدل الاتصال الجسدي بالأشخاص الذين تحبهم ولا يمكنك لمسهم بعناق افتراضي عبر "فايس تايم" أو "زووم". وقد يعمدُ أفراد العائلات إلى الاجتماع ومشاركة الحلويات الأحب إليهم من خلال الشاشات.

وفي حال لم تكن في علاقة عاطفية، لا يمكنك مقابلة الأشخاص الذين ترغب في التعرف إليهم، وربما لا يمكنك البحث عن علاقات جديدة. ولا شكّ في أن تضحياتك كبيرة حين تمنع نفسك من التواصل جسدياً مع الآخرين، وهو أمر قد يطول. بعد كل ذلك، قد تتساءل: "هل يمكن للتباعد الاجتماعي أن يحقق أي فائدة بالفعل؟ في هذا السياق، يشير موقع "سايكولوجي توداي" إلى أنه حين لا تكون قادراً على لمس الآخرين، قد يستجيب دماغك في الواقع بوسائل مختلفة.

عادة، لا يسمح لك الشعور باللمس بتجربة أحاسيس ممتعة فحسب، بل يساعدك أيضاً على توجيه عالمك، خصوصاً اجتماعياً.

في هذا السياق، فإن الدراسة الحديثة التي أعدّت قبل انتشار فيروس كورونا الجديد، لدراسة استجابة الدماغ للتفاعل باللمس أو عدم اللمس، يمكن أن تساعدك في فهم كيفية تعويض نقص اللمس الجسدي في حياتك اليومية.

ويقول مؤلفو الدراسة البلجيكيون إن حاسة اللمس تمكنك من التفاعل مع مختلف الجوانب الاجتماعية والمادية في بيئتك. فحين تلمس شيئاً ما تتعرف إلى خصائصه. لكن حين تلمس شخصاً ما، فإنك تحصل على قدر أكبر من المعلومات، بما في ذلك حالة الشخص العاطفية. والعكس صحيح.

وحتى المصافحة لوقت قصير يمكن أن تنقل إشارات نفسية مهمة، بما في ذلك صدق الشخص. لذلك، في حال لم تعد المصافحة موجودة، إضافة إلى غيرها من وسائل التواصل، فماذا يعني ذلك؟



يمكن أن يساهم اللمس الافتراضي في تنشيط المسارات التي تقوي الإحساس باللمس الفعلي. مثلاً، عندما تشاهد أشخاصاً يلمسون بعضهم بعضاً، يبدأ دماغك سلسلة تفاعلات تتضمّن استجابات عصبية، وتحديداً في الجزء الذي يسجّل اللمس. وحين تشاهد أشخاصاً آخرين يلمسون أشياء، فإن أجزاء دماغك التي تعالج المعلومات المتعلقة بالأشياء تبدأ العمل بسرعة.

باختصار، فإنّه بالعودة إلى السؤال حول ما إذا كان العناق الافتراضي يمكن أن يمنحك شعوراً بالراحة، تشير النتائج إلى أنه في الوقت الذي يصبح فيه التفاعل الافتراضي جزءاً من الواقع، قد يتفاعل دماغك بوسائل يمكن أن توفر لك بعض الراحة. صحيح أنه لا يمكنك الاستمتاع بوجبة افتراضية كما حين تتناولها، إلا أنه عندما يتعلق الأمر باللمس، فهناك بعض الأمل، إذ يمكن لعقلك أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد.