المجاعة تهدّد 10 آلاف عائلة محاصرة في الفلوجة

22 يناير 2016
مناشدات للمساعدة ولا جواب (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


تتفاقم حدّة المعاناة الإنسانيّة في العراق مع تصاعد وتيرة العنف واحتدام المعارك ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، الذي يحاول الحفاظ على بعض مكتسباته في محافظة الأنبار غرب العراق، فيما تتجاهل الحكومة والجهات المعنيّة نداءات الاستغاثة التي تطلقها العوائل المحاصرة في بعض المناطق ومنها مدينة الفلوجة.

وتعدّ مدينة الفلوجة، وهي من أكبر مدن محافظة الأنبار والتي استعصت على القوات العراقيّة وعلى مليشيا "الحشد الشعبي" التي حاولت مراراً وتكراراً دخولها، لكنّها عجزت عن ذلك، الأمر الذي دفعها للانتقام منها بالقصف العشوائي والحصار الشديد، مما زاد من حدّة المعاناة الإنسانيّة داخل المدينة التي تقطنها أكثر من 10 آلاف عائلة محاصرة لا تستطيع الخروج.

وقالت النائبة عن محافظة الأنبار، لقاء وردي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش يتحصّن اليوم بالمدنيين، وهذا ما يحدث في مدينة الفلوجة، إذ إنّ نحو 10 آلاف عائلة موجودة في مناطق المدينة لم تستطع الخروج منها بسبب منعهم من قبل "داعش"، وعدم تهيئة ممرّات آمنة لخروجهم من قبل الأجهزة الأمنيّة".

اقرأ أيضاً: العراق: وفاة شخصين في الفلوجة لنقص الغذاء والدواء

وأكّدت أنّ "تلك العوائل تعاني وضعاً إنسانيّاً صعباً للغاية، وعلى الحكومة أن تتحرّك لإنقاذهم وفتح ممرات آمنة لخروجهم من المدينة".

من جهتها، أكّدت رئيسة منظّمة الحياة، وهي منظّمة مدنيّة عراقيّة مختصّة بحقوق الإنسان، أنّ "خطر المجاعة يهدّد أهالي مدينة الفلوجة، وأنّ معاناتهم تتفاقم بشكل يومي، ولا يمكن إهمال موضوعهم من قبل الحكومة".

وقالت ابتهال الزيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العوائل تطلق يوميّا نداءات استغاثة، تناشدنا وتناشد الجهات المسؤولة بالتحرّك لإنقاذهم وإنهاء معاناتهم"، مبينة أنّه "تم تسجيل العديد من حالات الوفيات بين صفوف الأطفال وكبار السن في المدينة، بسبب نقص الغذاء والدواء".

وأشارت إلى أنّ "تلك العوائل تعيش حصاراً خانقاً من قبل "داعش"، ومن قبل المليشيات المسلّحة خارج المدينة، والذين أقدموا قبل فترة على خطف العديد من أهالي المحافظة"، مناشدة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، "التدخّل لإنقاذ تلك العوائل من الموت جوعا أو قتلا".

يشار إلى أنّ آلاف العوائل من أهالي مدينة الفلوجة، فضّلت البقاء في المدينة على النزوح منها، رغم تردي الوضع الأمني فيها، بسبب ما حدث للنازحين من معاناة واحتجاز عند منفذ بزيبز، فضلاً عن استهدافهم واختطافهم من قبل المليشيات المسلّحة.

اقرأ أيضاً: الجفاف يقتل أطفال النازحين والمحاصرين في الأنبار