"رايتس ووتش": أوضاع المهاجرين بمراكز الاحتجاز الأميركية قاتلة

08 يوليو 2016
سوء معاملة الشرطة الأميركية للمهاجرين (ديفيد ماكينيو GETTY)
+ الخط -

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الأوضاع السيئة في أماكن الاحتجاز، كانت سببا في مقتل عدد من المهاجرين المحتجزين من قبل سلطات الهجرة الأميركية، خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقال تقرير للمنظمة الحقوقية الدولية، نشر مساء أمس الخميس، إن 31 مهاجرا، فارقوا الحياة خلال احتجازهم من قبل سلطات الهجرة الأميركية، في الفترة من منتصف 2012 إلى منتصف 2015. ووثقت المنظمة معلومات عن ظروف وفاة 18 منهم، مشيرة إلى أن 7 من حالات الوفاة الـ18، كان سببها الأوضاع السيئة في أماكن الاحتجاز.
وضم التقرير معلومات عن إساءة استخدام أسلوب الحبس الانفرادي وعزل المحتجزين الذين يعانون من إعاقات ذهنية، وعدم كفاية تقييم الصحة النفسية، والفشل الكبير في تقديم الرعاية الطبية.

وذكرت الباحثة، كلارا لونغ، في التقرير، بوعود إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، عام 2009، بتحسين ظروف احتجاز المهاجرين. لكنها أكدت أن المعلومات التي تضمنها التقرير تظهر أن مشاكل نظام الاحتجاز لا تزال قائمة. 

وأوضحت لونغ، أن المشاكل تتضمن عدم كفاية الرعاية الصحية، ما يتسبب بشكل مباشر، في وفاة المحتجزين.
وتحتجز الولايات المتحدة نحو 34 ألفا من غير الأميركيين، في أكثر من 200 مقر احتجاز، بينها سجون ومراكز احتجاز خاصة وعدد من السجون الاتحادية. ويخضع مئات الآلاف من المحتجزين كل عام لقوانين الاعتقال الإلزامية القاسية، التي لا تسمح بإجراء مراجعة لقرارات اعتقالهم ضمن إجراءات الهجرة الخاصة بهم.

واستعانت "هيومن رايتس ووتش" باثنين من الأطباء المستقلين لمراجعة ظروف وفاة المهاجرين المحتجزين. وقالت المنظمة إن كلا الطبيبين لديه خبرة واسعة في مجال علاج المهاجرين وفي مجال تقديم الرعاية الصحية للسجناء. وأكد الطبيبان تدني الرعاية الطبية في أماكن الاحتجاز الأميركية، واعتبار أنها تشكل خطرا على المحتجزين في معظم الأوقات.

وتضمن التقرير الذي شارك فيه الطبيبان أدلة على أن ضباط السجون لم يستجيبوا في بعض الحالات لطلب المحتجزين المساعدة الطبية لساعات. وخلص إلى أن سوء الرعاية الطبية والتأخر في الاستجابة للاستغاثة من المحتجزين ساهما على الأرجح في تدهور حالات يحتمل أن تكون قابلة للعلاج لتصبح قاتلة.

وكشفت تقارير سابقة من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU)، ومركز العدالة للمهاجرين (NIJC)، أن انتهاكات معايير الرعاية الطبية لعبت دوراً هاماً في ثماني وفيات أخرى في الحجز في الفترة من عام 2010 إلى 2012، وأن آليات التفتيش والرقابة فشلت في تحديد أو معالجة المشاكل التي ساهمت في حالات الوفاة.

وقالت "هيومن رايتس ووتش"، إن على إدارة أوباما أن تتخذ إجراءات فورية لتحسين آليات الرقابة والتوقف عن استخدام مرافق الاحتجاز غير القادرة أو غير الراغبة في توفير الرعاية الصحية الكافية، كما يجب على إدارة أوباما أيضا إنهاء استخدام الحبس الانفرادي للمعتقلين ذوي الإعاقة العقلية.