وسادت حالة من الهلع والخوف في مدينة تطوان، شمال المغرب، طيلة الأيام الماضية، بعدما انتشرت أخبار غير مؤكدة عن إصابة أحد الأطباء المتخصصين في أمراض النساء والتوليد بالمدينة وزوجته الممرضة بفيروس كورونا، بعد عودتهما من عطلة من إسبانيا.
وأخذت الفضيحة حجما كبيرا بعدما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق للوقوف على حيثيات الملف الذي أثار جدلا واسعا في مدينة تطوان، فيما سارعت وزارة الصحة المغربية، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، إلى إغلاق المصحة التي كان يعمل فيها الطبيب المعني بالأمر، مع إقرار المتابعة القضائية والإدارية واتخاذ تدابير ضد مندوب الصحة الإقليمي واستمرار التحقيق القضائي.
وكشفت وزارة الصحة، في بيان رسمي، أنه بعد عودة الطبيب من عطلته بالخارج، واصل فحص المرضى بشكل عادي، وقام بإجراء عمليتين جراحيتين، دون أن يطلعه مندوب الصحة على القواعد والبروتوكولات الدقيقة التي يجب أن يتبعها في مثل هذه الحالات بحكم عودته من بؤر موبوءة.
وكشف تحقيقان أجرتهما النيابة العامة والمفتشية العامة لوزارة الصحة، عن "إخلال بالقواعد الأخلاقية من خلال تعريض حياة الغير للخطر، وإساءة استخدام التأهيل المهني، علما أن المعني بالأمر هو طبيب عام وليس طبيب نساء وتوليد كما يدعي، وكذا الإهمال وعدم التحلي بالمسؤولية من جانب المندوب الإقليمي والإدلاء بمعلومة غير صحيحة".
وبالرغم من الإجراءات التي اتخذت بعد تفجر الفضيحة، إلا انتقادات وجهت إلى تعامل السلطات المعنية مع الطبيب والسماح له بفتح عيادته، عقب عودته من اسبانيا التي انتشر فيها وباء كورونا، فيما حمل عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الطبيب المسؤولية بسبب عدم قيامه بالحجر الصحي لكونه طبيبا ويعلم خطورة المرض.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة عن ارتفاع عدد حالات الإصابة المباشرة بفيروس كورونا بالمغرب إلى 134، وذلك بعد تسجيل 12 حالة جديدة، إلى حدود عصر اليوم الاثنين.
وأظهرت نتائج استطلاع رأي تم الكشف عنها اليوم، الاثنين، أن 96 في المائة من المواطنين في المغرب قلقون من تفشي كورونا، فيما أكد 4 في المائة من عينة الاستطلاع أنهم ليسوا قلقين على الإطلاق من الفيروس.
وأبرز الاستطلاع الذي أعده المعهد المغربي لتحليل السياسات أن النساء أكثر قلقا من الرجال، إذ قالت 86 في المائة من النساء إنهن قلقات، مقابل 77 في المائة من الذكور، وعبر 97 في المائة من الشباب عن قلقهم، مقابل 86 في المائة بالنسبة للفئات العمرية الأكبر. وكشف الاستطلاع أن الفئات العمرية الأكبر تظهر قلقا أكبر بخصوص الآثار الاقتصادية للفيروس.
وقال 88 في المائة من عينة الاستطلاع إنهم لا يفكرون في المغادرة إلى مكان آخر في حال تفشي وباء كورونا، فيما قال 12 في المائة إنهم قد يفكرون في تغيير مكان سكنهم في حال حدوث ذلك.
من جهة أخرى، عبر 77 في المائة من المستجوبين عن رضاهم عن الإجراءات التي قامت بها الحكومة لمواجهة الفيروس، فيما قال 18 في المائة إنهم غير راضين، وقال 4 في المائة إنهم غير راضين بتاتا عن الإجراءات، وعبرت 82 في المائة من النساء عن رضاهن عن إجراءات الحكومة لمحاصرة كورونا، في حين انخفضت النسبة بتسع درجات بالنسبة للرجال.
وفي ما يخص دور الإعلام، عبر 66 في المائة عن رضاهم عنه خلال الأزمة، وقال 18 في المائة إنهم راضون جدا عن الخدمة الإعلامية العمومية المغربية، فيما عبر 28 في المائة عن عدم رضاهم عن دور الإعلام، وقال 6 في المائة إنهم غير راضين بتاتا عن دوره خلال هذه الأزمة.