حر مصر القاتل يزيد معاناة المعتقلين.. و"بونجو" ضحية جديدة

16 اغسطس 2015
موجة حر قاسية بمصر تجاوزت العشرة أيام (العربي الجديد)
+ الخط -


ساوت درجات الحرارة المرتفعة في مصر في الآونة الأخيرة، بين الجميع، فلم ترحم إنساناً ولا حيواناً، ولا الحكومة رحمتهم أيضاً، وتزايدت حالات الوفيات خاصة مع الإهمال والاستهتار بالأرواح.

وقد أعلنت وزارة الزراعة المصرية، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، نفوق إنسان الغابة "بونجو" في حديقة الحيوان المصرية، عن عمر يناهز 23 عاماً، بعد معاناته لعدة أيام متصلة من موجة الحر الشديدة.

وأفاد البيان الصادر عن الهيئة أن "بونجو" وصل الحديقة عام 2010، وهو من مواليد حديقة حيوان العين ضمن 3 من حيوانات إنسان الغاب، كانت حديقة حيوان العين، بدولة الإمارات، قد أهدتهم إلى مصر، وهم "بونجو وتيتي وفطوطة".

وقد نفق فطوطة عام 2011، فيما تعرض بونجو للاحتباس الحراري بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبذل الأطباء جهوداً لإنقاذه على مدار ثلاثة أيام حتى مات، وبقيت تيتي.

إنسان الغاب وزنه 160 كيلوغراماً، ويقارب الإنسان في التكوين والسلوك، ويتميز بشعر كثيف، له مسكن مصنوع من حديد مزدوج وعلى درجة كبيرة من المتانة منقسم إلى جزأين، الأول خاص بالنوم، والثاني خاص بالعرض، ويتغذى على الفواكه والخضراوات والخس والتفاح والبرتقال ولا يتناول اللحم نهائياً.

ضحايا الموجة الحارة

وعلى صعيد آخر، أعلن وزير الصحة المصري عادل العدوي، عن فتح تحقيقات واسعة في وقائع وفاة 11 مريضاً بمستشفى الخانكة للأمراض العقلية، في مدة زمنية وجيزة، خاصة مع ورود احتمالات تشير إلى أن الأدوية التي يتناولها المرضى قد تتسبب في رفع درجة حرارة الجسم عن المقدار الطبيعي.

وأضاف العدوي، خلال مؤتمر صحافي للكشف عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة الإجهاد الحراري، بسبب الموجة الحارة التي تمر بالبلاد والمستمرة حتى الآن.

وبشكل عام، فقد حصدت درجات الحرارة المرتفعة في الآونة الأخيرة، أرواح 87 مواطناً، وأصيب 1507 آخرون على مستوى المحافظات المصرية، بحسب بيان لوزارة الصحة المصرية صدر الجمعة.

اقرأ أيضاً: كيف تقي نفسك الإصابة بالتهاب السحايا؟

وكان العدوي، قد أوضح خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي، للوقوف على زيادة عدد حالات الوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، أنه طبقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة يؤثر في صحة الإنسان، وأن موجة الحرارة التي مرت بها البلاد لم تحدث من عشرات السنين، نافياً وجود فيروس غامض يتسبب في الوفاة حسبما أشيع على نطاق واسع خلال الأيام الماضية.

اقرأ أيضاً: الحمى الشوكية.. أعراضها وعلاجها والوقاية منها

فيما تدرس وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية حالياً، تأثير الموجة الحارة على العمال طبقاً لطبيعة كل مهنة، لتحدد أياً منها يحتاج إلى تخفيض عدد ساعات العمل، وأيها يحتاج لعطلة، كما هو متبع في عدد من الدول العربية التي تمنح العاملين بها إجازة رسمية إذا ما تخطت درجة الحرارة الخمسين درجة، في الكويت والعراق والإمارات.

اقرأ أيضاً: تسجيل أول وفاة بالالتهاب السحائي في الإسكندرية

الحر في السجون

أما في السجون وأقسام الشرطة المصرية، فالوضع أكثر مأساوية، ولقي رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة حتفه الأحد الماضي، داخل محبسه في سجن طرة، لينضم لقائمة تشمل خمس حالات وفاة داخل السجون خلال الشهرين الماضيين، لسجناء محبوسين احتياطياً على ذمة قضايا سياسية لم يصدر فيها حكم بعد.

اقرأ أيضاً: منظمات حقوقية مصرية:الموت يهدّد 5000 سجين احتياط مريض

وشهدت أماكن الاحتجاز، السجون وأقسام الشرطة، خلال الأسابيع الماضية عدداً من حالات الوفاة بين مسجونين سياسيين وجنائيين، كان آخرها، الإثنين الماضي، داخل قسم شرطة ثان الرمل، في الإسكندرية؛ حيث توفي محتجز كان قد تم القبض عليه يوم الجمعة الماضي أثناء مشاركته في مظاهرات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

اقرأ أيضاً: الإهمال الطبي وتكدس الزنازنين يحصدان أرواح معتقلي مصر

كذلك لقي ثلاثة محتجزين بقسم شرطة شبرا الخيمة في القاهرة، وأربعة محتجزين داخل سجن الوادي الجديد مصرعهم خلال الأسبوع الماضي، بسبب التكدس والزحام والحر الشديد في أماكن الاحتجاز.

يذكر أن نسبة التكدس وصلت في أقسام الشرطة إلى 300 في المائة، بينما وصلت في السجون إلى 160 في المائة، بحسب المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري.


اقرأ أيضاً: الحر يقتل 21 مصرياً، واتهام الحكومة بالإهمال

دلالات