رمضان رزق للعمالة الموسمية في اليمن
صنعاء
العربي الجديد
ينتظر كثير من الشباب العاطلين من العمل في اليمن حلول شهر رمضان للعمل في مهن موسمية تلاقي رواجاً كبيراً خلال هذا الشهر، وتُدرّ أرباحاً جيدة على أصحابها. محمد الوصابي (22 عاماً) الذي يتحدّر من العاصمة صنعاء، هو أحد هؤلاء. تشارك مع أحد أصدقائه لشراء طاولة وبعض الأدوات بهدف بيع "السمبوسة" المقلية وبعض الفطائر والمعجنات على ناصية أحد الشوارع في منطقة باب اليمن في صنعاء. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يعجن وصديقه رقائق السمبوسة ليلاً، ثم يحشوها باللحم أو الجبن أو العدس، ويبيعها قبل أذان المغرب بأسعار يراها في متناول الجميع، وبحسب الحشوة. ولا تزيد قيمة القطعة الواحدة عن 50 ريالاً (نحو 5 سنتات)، مشيراً إلى أن متوسّط أرباحه في اليوم الواحد يصل إلى 16 ألف ريال يمني (32 دولاراً أميركياً)، يتقاسمها مع صديقه نهاية كل يوم. ويؤكد الوصابي أنّ فرصة العمل هذه خاصة بشهر رمضان، موضحاً: "هذا المشروع نفسه لا ينجح في شهر آخر. رمضان شهر الخير والرزق على الرغم من الحرب".
من جهته، يقول الشاب عبد السلام الريمي إن شهر رمضان بالنسبة إليه والكثير من شباب قريته فرصة جيدة لكسب المال، وقد بدأ الاستعداد له في أواخر شهر شعبان، من خلال تأمين بسطة لبيع الخضار والفاكهة في أحد شوارع صنعاء. يضيف الريمي لـ "العربي الجديد" أنه يجني مبالغ جيّدة بالمقارنة مع بقية الأشهر، من جراء زيادة الطلب على الخضار والفاكهة خلال شهر رمضان من كل عام. "وعلى الرغم من أن الطلب على الخضار هذا العام تراجع قليلاً بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة للمواطنين، إضافة إلى مخاوفهم من الإصابة بالكوليرا بعد تفشيه مؤخراً، يبقى العمل في هذا الشهر أفضل من بقية الأشهر". ويشير إلى أنه يدخر من المال الذي يجنيه خلال شهر رمضان للاستفادة منه خلال بقية أشهر السنة.
ولا يختلف الأمر بالنسبة للموظّف الحكومي عمر العبسي، الذي لا يتقاضى راتبه منذ أكثر من سنتين. أقام بسطة صغيرة لبيع الملابس في منطقة التحرير وسط صنعاء. يقول لـ "العربي الجديد" إنّه اضطر للعمل في مهن عدة بشكل متقطع منذ توقف صرف راتبه قبل عامين ونصف العام. إلا أنه بالكاد كان يستطيع توفير المتطلبات الأساسية اليومية لأسرته.
اقــرأ أيضاً
يضيف: "نصحني صديق ببدء مشروع صغير خلال شهر رمضان أسوة بالكثير من العاطلين من العمل"، لأن "هذا سيوفر لي ربحاً مقبولاً يساعدني على توفير المال لأشهر مقبلة أو إنشاء مشروع أكبر". ويشير إلى أنّه اقترض بعض المال حتى يشتري البضاعة. "في البداية كنت قلقاً، إذ لم يسبق لي العمل في الشارع، كما أنني لا أملك المال لبدء أي مشروع ما اضطرني للاستدانة. وبعد استشارات عدة، استقريت على إنشاء بسطة لبيع الملابس الجاهزة"، لافتاً إلى أن نسبة البيع جيدة حتى الآن.
ويشير العبسي إلى أن البيع يزدهر تدريجياً "على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها غالبية اليمنيين"، لافتاً إلى أنه كان يتقاضى 9 آلاف ريال يمني (18 دولاراً أميركياً) في الشهر.
النساء أيضاً يعملن في مهن مختلفة خلال شهر رمضان، مستفيدات من اندفاع الناس إلى الشراء. سميرة الصنعاني من بينهن، إذ تعد الحلويات الرمضانية الشعبية مثل الرواني وبنت الصحن والقطائف. تقول لـ"العربي الجديد": "المبيعات في شهر رمضان ترتفع، والناس يقبلون على شراء الحلويات لأنّ الموائد لا تخلو منها". وتلفت الصنعاني إلى أنها تبيع اللحوح (نوع من الخبز) الذي تعده إحدى قريباتها في محلها إلى جانب الحلويات، إذ يحرص اليمنيون على شرائه من أجل إعداد طبق الشفوت المفضل لديهم في رمضان".
زيادة الطلب على البضائع خلال شهر رمضان تدفع الكثير من التجار إلى الاستعانة بعمال إضافيين، بحسب تاجر الملابس ياسر عبد الله. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يضطر إلى الاستعانة بعمال إضافيين خلال رمضان لتوفير طلبات الزبائن". يضيف: "أسواق صنعاء تشهد ازدحاماً كبيراً، وعملية البيع والشراء تسير بصورة جيدة للغاية، على الرغم من الوضع المعيشي السيئ لكثير من السكان من جراء تداعيات الحرب".
من جهة أخرى، يعمد الكثير من الشباب والأطفال إلى العمل في نقل البضائع والمشتريات للتجار والزبائن. ويقول الطفل إبراهيم السماوي (15 عاماً)، الذي يعمل في سوق علي محسن غرب صنعاء: "تكثر البضائع في رمضان ويكثر الزبائن. أستفيد من هذا الشهر بالعمل في نقل مشتريات الزبائن من داخل السوق إلى سياراتهم لأن السوق كبير".
ويؤكد السماوي لـ "العربي الجديد" أنه يحصل على مبلغ بسيط في كل مرة ينقل فيها بضائع التجار أو مشتريات الزبائن. ومن خلال هذه المبالغ، يستطيع توفير بعض احتياجاته المدرسية للعام المقبل.
إلى ذلك، يقول الباحث مجاهد الشعب إن فرص العمل المؤقتة التي تتوفر في شهر رمضان تساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة الشباب في اليمن، لا سيما مع ارتفاع نسبة البطالة إلى 52 في المائة. يضيف لـ "العربي الجديد" أن الشباب يواجهون تحديات كثيرة، خصوصاً في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، وعدم قدرة الدولة على تلبية احتياجاتهم نتيجة الحرب. ويشير إلى أن الشباب يشكّلون حالياً ربع تعداد سكان البلاد، ومن المتوقع أن يزداد عددهم بحلول عام 2025 إلى نحو 6.7 ملايين. ويؤكد أن البطالة تعد إحدى أهم المشاكل التي تواجه اليمن في الوقت الحالي، ويجب على السلطات العمل على الحد منها.
اقــرأ أيضاً
وبحسب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، فإن إجمالي عدد الأشخاص الذين فقدوا أعمالهم منذ بدء الحرب في مارس/ آذار في عام 2015 وحتى مايو/ أيار الجاري بلغ 5 ملايين شخص، 60 في المائة منهم من القطاع الخاص.
ويعيش أكثر من مليون موظف حكومي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) من دون رواتب، منذ انقطاعها في سبتمبر/ أيلول من عام 2016. ويعتمد سكان اليمن على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني من جراء الحرب بحسب الأمم المتحدة. وتشير إلى أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج إلى 80 في المائة من سكانه (24 مليون شخص) إلى المساعدات الإغاثية العاجلة.
من جهته، يقول الشاب عبد السلام الريمي إن شهر رمضان بالنسبة إليه والكثير من شباب قريته فرصة جيدة لكسب المال، وقد بدأ الاستعداد له في أواخر شهر شعبان، من خلال تأمين بسطة لبيع الخضار والفاكهة في أحد شوارع صنعاء. يضيف الريمي لـ "العربي الجديد" أنه يجني مبالغ جيّدة بالمقارنة مع بقية الأشهر، من جراء زيادة الطلب على الخضار والفاكهة خلال شهر رمضان من كل عام. "وعلى الرغم من أن الطلب على الخضار هذا العام تراجع قليلاً بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة للمواطنين، إضافة إلى مخاوفهم من الإصابة بالكوليرا بعد تفشيه مؤخراً، يبقى العمل في هذا الشهر أفضل من بقية الأشهر". ويشير إلى أنه يدخر من المال الذي يجنيه خلال شهر رمضان للاستفادة منه خلال بقية أشهر السنة.
ولا يختلف الأمر بالنسبة للموظّف الحكومي عمر العبسي، الذي لا يتقاضى راتبه منذ أكثر من سنتين. أقام بسطة صغيرة لبيع الملابس في منطقة التحرير وسط صنعاء. يقول لـ "العربي الجديد" إنّه اضطر للعمل في مهن عدة بشكل متقطع منذ توقف صرف راتبه قبل عامين ونصف العام. إلا أنه بالكاد كان يستطيع توفير المتطلبات الأساسية اليومية لأسرته.
يضيف: "نصحني صديق ببدء مشروع صغير خلال شهر رمضان أسوة بالكثير من العاطلين من العمل"، لأن "هذا سيوفر لي ربحاً مقبولاً يساعدني على توفير المال لأشهر مقبلة أو إنشاء مشروع أكبر". ويشير إلى أنّه اقترض بعض المال حتى يشتري البضاعة. "في البداية كنت قلقاً، إذ لم يسبق لي العمل في الشارع، كما أنني لا أملك المال لبدء أي مشروع ما اضطرني للاستدانة. وبعد استشارات عدة، استقريت على إنشاء بسطة لبيع الملابس الجاهزة"، لافتاً إلى أن نسبة البيع جيدة حتى الآن.
ويشير العبسي إلى أن البيع يزدهر تدريجياً "على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها غالبية اليمنيين"، لافتاً إلى أنه كان يتقاضى 9 آلاف ريال يمني (18 دولاراً أميركياً) في الشهر.
النساء أيضاً يعملن في مهن مختلفة خلال شهر رمضان، مستفيدات من اندفاع الناس إلى الشراء. سميرة الصنعاني من بينهن، إذ تعد الحلويات الرمضانية الشعبية مثل الرواني وبنت الصحن والقطائف. تقول لـ"العربي الجديد": "المبيعات في شهر رمضان ترتفع، والناس يقبلون على شراء الحلويات لأنّ الموائد لا تخلو منها". وتلفت الصنعاني إلى أنها تبيع اللحوح (نوع من الخبز) الذي تعده إحدى قريباتها في محلها إلى جانب الحلويات، إذ يحرص اليمنيون على شرائه من أجل إعداد طبق الشفوت المفضل لديهم في رمضان".
زيادة الطلب على البضائع خلال شهر رمضان تدفع الكثير من التجار إلى الاستعانة بعمال إضافيين، بحسب تاجر الملابس ياسر عبد الله. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يضطر إلى الاستعانة بعمال إضافيين خلال رمضان لتوفير طلبات الزبائن". يضيف: "أسواق صنعاء تشهد ازدحاماً كبيراً، وعملية البيع والشراء تسير بصورة جيدة للغاية، على الرغم من الوضع المعيشي السيئ لكثير من السكان من جراء تداعيات الحرب".
من جهة أخرى، يعمد الكثير من الشباب والأطفال إلى العمل في نقل البضائع والمشتريات للتجار والزبائن. ويقول الطفل إبراهيم السماوي (15 عاماً)، الذي يعمل في سوق علي محسن غرب صنعاء: "تكثر البضائع في رمضان ويكثر الزبائن. أستفيد من هذا الشهر بالعمل في نقل مشتريات الزبائن من داخل السوق إلى سياراتهم لأن السوق كبير".
ويؤكد السماوي لـ "العربي الجديد" أنه يحصل على مبلغ بسيط في كل مرة ينقل فيها بضائع التجار أو مشتريات الزبائن. ومن خلال هذه المبالغ، يستطيع توفير بعض احتياجاته المدرسية للعام المقبل.
إلى ذلك، يقول الباحث مجاهد الشعب إن فرص العمل المؤقتة التي تتوفر في شهر رمضان تساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة الشباب في اليمن، لا سيما مع ارتفاع نسبة البطالة إلى 52 في المائة. يضيف لـ "العربي الجديد" أن الشباب يواجهون تحديات كثيرة، خصوصاً في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، وعدم قدرة الدولة على تلبية احتياجاتهم نتيجة الحرب. ويشير إلى أن الشباب يشكّلون حالياً ربع تعداد سكان البلاد، ومن المتوقع أن يزداد عددهم بحلول عام 2025 إلى نحو 6.7 ملايين. ويؤكد أن البطالة تعد إحدى أهم المشاكل التي تواجه اليمن في الوقت الحالي، ويجب على السلطات العمل على الحد منها.
وبحسب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، فإن إجمالي عدد الأشخاص الذين فقدوا أعمالهم منذ بدء الحرب في مارس/ آذار في عام 2015 وحتى مايو/ أيار الجاري بلغ 5 ملايين شخص، 60 في المائة منهم من القطاع الخاص.
ويعيش أكثر من مليون موظف حكومي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) من دون رواتب، منذ انقطاعها في سبتمبر/ أيلول من عام 2016. ويعتمد سكان اليمن على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني من جراء الحرب بحسب الأمم المتحدة. وتشير إلى أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج إلى 80 في المائة من سكانه (24 مليون شخص) إلى المساعدات الإغاثية العاجلة.