بعد إضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي استمر 102 يوم، أفرجت سلطات الاحتلال مساء اليوم الأربعاء، عن الأسير أحمد غنام (43 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، من سجن عوفر قرب رام الله وسط الضفة الغربية، وذلك بعد اعتقال إداري استمر أكثر من سبعة أشهر.
وقال الأسير المحرر أحمد غنام لـ"العربي الجديد": "إن الأسرى في مواجهة الاحتلال متروكون وحدهم دون نصير، وتزامناً مع غياب دور فاعل تتحمله المؤسسات العالمية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين، واليوم زادت هجمة سلطات الاحتلال على الأسرى والأسيرات والأشبال منهم – الأسرى الأطفال ما دون 18 عاماً".
ووصف غنام تجربته في الأسر بأنها :"تجربة صعبة جداً، في ظروف قاسية للغاية فلا فراش للنوم، وبدون تهوية الغرف، في درجة حرارة عالية جداً، وكأن السجن أفران".
وتعرض الأسير المحرر أحمد غنام لمشاكل صحية خلال إضرابه عن الطعام، خاصة في القلب والكبد والأوعية الدموية والمعدة، بالإضافة إلى العمود الفقري فقد زرع نخاع العظم نتيجة إصابته السابقة بسرطان الدم أو اللوكيميا.
وقال غنام: "مع مرور الوقت خلال الإضراب لم أعد قادراً على المشي نهائياً، وقد توقفت عضلاتي عن العمل، أما عن قسوة العامل النفسي فقد كان متمثلاً في البُعد عن عائلتي، وأنني مظلوم، لكن كوني على حق، هذا ما عزز قوتي ورفع معنوياتي".
والدة أحمد الطاعنة في السن لم تغب عن باله خاصة خلال تردي وضعه الصحي في فترة الإضراب الأخيرة ( ذروة الإضراب)، حيث يقول الأسير المحرر غنام: "أمي المسنة كانت مصدر إلهام بالنسبة لي، وهي أكثر ما كان يدعمني إذ تعلمت من صبر وقوة أمي، فرغم عجزها عن الحركة، نتيجة إصابتها بالشلل، لكنها تقاوم وتستمر في الحياة".
وأشار غنام إلى حالة الاحتقان الشديدة التي تسود سجن عوفر الذي خرج منه، خاصة بعد حادثة طعن أسير فلسطيني لأحد السجانين مؤخراً وما أعقب ذلك من تنقلات تعسفية للأسرى.
يُشار إلى أن غنام هو أسير سابق قضى في سجون الاحتلال ما مجموعه تسع سنوات، وهو متزوج وأب لطفلين الأول محمد (4 أعوام) وعمر (عام ونصف العام).