حصار غزة يفقد مرضى السرطان الأمل

17 فبراير 2015
وقفة للمطالبة بحقوق مرضى غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

فقدت الفلسطينية سلمى النعمان (33 عاماً) الأمل في أن يتلقى طفلها، الذي لم يكمل ربيعه السابع العلاج، اللازم من مرض سرطان الدم في المستشفيات المصرية، بسبب إغلاق مصر معبر رفح البري بشكل متواصل منذ أكثر من خمسة شهور.

وتخشى النعمان، التي تعيش في ظروف نفسية قاسية، أن تفقد صغيرها في أي وقت، فحالته الصحية السيئة تتفاقم، يوماً بعد يوم، بسبب عدم تلقيه العلاج المناسب، والمستشفيات الفلسطينية في قطاع غزة تفتقر للإمكانيات اللازمة لعلاج مثل هذا المرض الخطير.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن تزايد عدد مرضى السرطان في القطاع ليصل إلى 12600 مريض، 53 في المئة منهم إناث و47 في المئة ذكور.
وقالت الوزارة، إن مرضى السرطان في غزة يعيشون في واقع إنساني وصحي خطير جدّاً، بات يهدد حقوقهم العلاجية مع استمرار نقص الدواء ومهامهم الطبية، مطالبة بفتح معبر رفح على الحدود مع مصر بشكل عاجل ليتلقى هؤلاء المرضى العلاج في الخارج.

وتقول النعمان، وهي تنظر إلى جسد صغيرها النحيل المستلقي على سرير المستشفى في غزة: "فقدت الأمل في كل شيء، وها أنا أنتظر أن يهلك صغيري أمام عيني دون أن أملك القدرة على فعل شيء له. ما ذنب هذا الطفل ليموت دون علاج"؟


وتضيف لـ"العربي الجديد": "حصلنا على تحويلة للعلاج في مصر، ولكن إغلاق معبر رفح منعنا من مغادرة القطاع". وتشير إلى أنه خلال الأيام الثلاثة التي فتح فيها المعبر، الشهر الماضي، لم يحالفها الحفظ في السفر بسبب وجود الآلاف من أصحاب الحالات الإنسانية الذين يرغبون في السفر، في مقابل سماح السلطات المصرية لعدد محدود من الفلسطينيين بالسفر.

وتتمنى الفلسطينية النعمان، أن يتلقى صغيرها العلاج اللازم ليعود لحياته الطبيعية ويلعب مع أشقائه وأصدقائه.

الفلسطيني سالم عبد العزيز (40 عاماً)، هو الآخر بات ينتظر أن تلقى طفلته المصابة بالسرطان حتفها دون علاج بسبب مماطلة الجانب الإسرائيلي في السماح لها بالسفر عبر معبر بيت حانون (إيريز) لتلقي العلاج في مستشفيات مدينة القدس.

ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه حصل على تحويلة من وزارة الصحة لعلاج طفلته في مستشفى بالقدس المحتلة، ولكن الإجراءات الإسرائيلية الطويلة للسماح لهم بالسفر عبر معبر "بيت حانون" أخرت علاجها وأدخلتها في مرحلة "الخطر الشديد".

ويعرب عبدالعزيز عن قلقه من أن تستمر حالة طفلته في التدهور، مما قد يوصل مرضها إلى مرحلة لا يمكن علاجها فيها.


وفي بيانها، قالت وزارة الصحة في غزة إن إغلاق معبر رفح البري حرم مرضى غزة من 30 في المئة من الأدوية والمستهلكات الطبية.

وأوضحت أن 500 حالة مرضية ما تزال أرقاماً في قائمة طويلة تنتظر بفارغ الصبر السماح لها باجتياز حدود قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة الخروج عن دائرة الصمت غير المبرر والانتصار لمبادئه المنادية بحقوق الإنسان.

وفي السياق ذاته، قال تقرير صادر عن برنامج "العون والأمل" لرعاية مرضى السرطان في غزة، إن نسبة مرضى السرطان المسجلين لديه في القطاع شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بشكل كبير منذ أغسطس/آب من عام 2014.

وأضاف التقرير الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، أن البرنامج يقدم خدماته لحوالي 1750 مريضاً بالسرطان، مشيراً إلى أنه يسجل أسبوعيّاً 10 حالات سرطان جديدة على الأقل، مؤكداً، أن هذا الرقم يدعو إلى القلق، نظراً لأن البرنامج لا يسجل كل الحالات في القطاع.

وأشار إلى أن معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزع بين سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الدم لدى الأطفال، وسرطان الغدد اللمفاوية لدى الذكور. وشدد على أن النقص الحاد في أدوية السرطان في قطاع غزة، يعرض المرضى الى مخاطر التراجع الصحي والنقص الحاد في الخبرات وطاقم العاملين في هذا المجال وعدم جهوزية المشافي في القطاع.
دلالات
المساهمون