"فجر النصر بداية النصر".. حملة بالضفة الغربية دعماً للمسجدين الأقصى والإبراهيمي

24 يناير 2020
صلاة في أحد مساجد الضفة الغربية المحتلة (فيسبوك)
+ الخط -
لم تمنع الأحوال الجوية الماطرة، فجر اليوم الجمعة، آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية من أداء صلاة الفجر في المساجد الكبرى في مناطقهم، في إطار حملة "فجر النصر بداية النصر" التي جاءت دعماً للمسجد الأقصى في القدس وللمسجد الإبراهيمي في الخليل، لحمايتهما من خطر التهويد ونصرة للمقدّسات ومقاومة الاحتلال، وسط تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، نُقلت الصلوات على الهواء مباشرة، فيما عبّر المصلّون عن استعدادهم لبذل كلّ ما يستطيعون في سبيل نصرة الأقصى والإبراهيمي ودعمهما.

في نابلس، شمالي الضفة الغربية، أدّى مئات الفلسطينيين صلاة الفجر في مسجد النصر وسط البلدة القديمة من المدينة، وسط الأمطار، تلبية لدعوة الناشطين تحت عنوان "فجر النصر بداية النصر"، وقد غصّ المسجد بمئات الفلسطينيين الذين قدموا من كلّ أنحاء محافظة نابلس وأحضروا معهم أبناءهم، فيما شاركت مجموعة من النساء في الصلاة.

يقول الناشط حسام المصري، وهو أحد القائمين على الفعالية في نابلس لـ"العربي الجديد"، إنّ "التفاعل مع الدعوة كان غير مسبوق، وقد تبارى مئات من الناشطين والشباب على نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام، ما يؤكّد مدى التضامن والترابط بين الفلسطينيين حيثما وُجدوا". يضيف: "نحن نعشق القدس والأقصى، لكنّنا محرومون من الصلاة هناك بسبب إجراءات الاحتلال، لذلك كان لا بدّ من توجيه رسالة من نابلس، جبل النار، إلى أهل القدس والمرابطين في الأقصى تقول لهم: نحن معكم، ليس فقط بقلوبنا إنّما بأجسادنا كذلك".
من جهته، يشير الصحافي سعيد عمران إلى أنّ "صلاة فجر هذا اليوم في نابلس، جاءت بعد نجاح الزيارة التي قام بها وفد مؤلّف من نحو 50 شاباً الجمعة الماضية للمسجد الإبراهيمي في الخليل، فأدّوا صلاة الفجر هناك وتناقشوا مع القائمين على حملة الفجر العظيم في الخليل واستفادوا من تجربتهم ونقلوها إلى نابلس".
يُذكر أنّ بعد أداء الصلاة في مسجد النصر، قدّم متطوّعون الماء إلى المصلّين وكذلك التمر الذي تبرّعت به إحدى الشركات التجارية.



وفي مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، قصد نحو 1500 مصلّ المسجد الإبراهيمي في بلدة الخليل القديمة، بحسب ما يفيد مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة "العربي الجديد"، وذلك "على الرغم من تضييقات الاحتلال الذي انتشرت قواته عند مداخل البلدة القديمة، وسط الأمطار والعواصف". يضيف أنّ "موظفي وحرّاس الحرم عملوا جهدهم لتسهيل دخول هذه الأعداد إلى المسجد للصلاة". وحول حملات المؤازرة والدعم لمسجدَي الأقصى والإبراهيمي، يشدّد أبو اسنينة على أنّ "المقدّسات أمانة في أعناق كلّ المسلمين، وحمايتها واجب ديني على كلّ المقتدرين بغضّ النظر عن أماكن تواجدهم"، مشيداً بـ"الدعوات التي تؤكّد أنّ الشعب الفلسطيني موحّد في موقفه تجاه ما يتعرّض له الأقصى والإبراهيمي ومختلف المساجد من اعتداءات من قبل الاحتلال".

وفي مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، أطلق ناشطون دعوات لإقامة صلاة الفجر في المسجدَين القديم والجديد، تحت عنوان "فجر النصر بداية الخير" اقتداءً بحملات أداء صلاة الفجر في الأقصى والإبراهيمي، ودعماً للمصلّين الذين يتعرّضون للقمع في المسجد الأقصى. ويقول سامي الساعي، وهو أحد المبادرين إلى تلك الحملة لـ"العربي الجديد"، إنّ "الدعوة تأتي دعماً للمسجد الأقصى وما يحصل فيه، خصوصاً أنّ المصلّين تعرّضوا في أثناء أداء صلاة الفجر للقمع، بالإضافة إلى ما يتعرّض له المقدسيّون من اعتقالات متواصلة على خلفية حملات أداء الفجر في الأقصى".
من جهته، يرى إمام المسجد الجديد في طولكرم شريف عجاج أنّ مساندة هذه المبادرات "خصوصاً أنّها تتزامن مع دعوات في المسجد الأقصى لإثبات أنّه خالص للمسلمين، وفي المسجد الإبراهيمي الذي هو مسجد خالص لا بقعة فيه ولا شبر للمحتلّين الذين يريدون تثبيط الهمم وعدم عمارة تلك المساجد المقدسة". يضيف عجاج لـ"العربي الجديد" أنّ "مثل هذه الدعوات تثلج الصدر، فهي دعوات يقظة الأمة وحن نؤيّدها ونساندها لعمارة المساجد وخصوصاً في صلاة الفجر".
كذلك شاركت حشود كبيرة من الفلسطينيين فجر اليوم الجمعة، في الصلاة في مسجد جنين الكبير في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، ومسجد القسام في بلدة يعبد جنوبي جنين، اقتداءً بحملات صلاة الفجر في الأقصى والإبراهيمي، فاكتظّ المسجدان بالمصلين الذين قدموا من مختلف أنحاء المحافظة.
ويشير الشيخ عدنان حمارشة إلى أنّ "الدعوة أطلقت في يعبد ولاقت ردود أفعال داعمة من مختلف الفئات، وهو ما انعكس على المصلّين الذين أكّدوا حبّهم وتقديرهم للقائمين على النشاط، واستعدادهم للقيام بما من شأنه دعم المسجدَين الأقصى والإبراهيمي". وشارك كذلك عشرات الفلسطينيين في صلاة الفجر في مساجد بلدات وقرى شقبا وقبيا ودير أبو مشعل وبيت سيرا والمزرعة الغربية التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، وسط الضفة، تُضاف إليها مساجد مدينة البيرة.