200 ألف توقيع تحيل حظر "ترامب" إلى البرلمان البريطاني

09 ديسمبر 2015
دونالد ترامب (GETTY)
+ الخط -
وقع نحو 200 ألف بريطاني التماساً يطالب بحظر دخول المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، إلى البلاد، والتي يعيش فيها أكثر من 2.7 مليون مسلم، بموجب "سلوكه غير المقبول"، وتصريحاته العنصرية تجاه المسلمين. ويرتفع عدد الموقعين على الالتماس بسرعة كبيرة، مع تناقل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لصفحة الالتماس.

وبوصول عدد الموقعين على الالتماس الذي نشر على موقع رسمي لجمع التوقيعات، إلى 100 ألف، يتوجب إحالة الأمر إلى البرلمان لمناقشته، وفقاً للقانون البريطاني، بحسب ما نشر في صفحة الالتماس التي أكدت أن البرلمان سيناقش الموضوع.

ويحق لوزارة الداخلية البريطانية منع أشخاص من دخول البلاد إذا انخرطوا في ما تعتبره الحكومة "سلوكاً غير مقبول"، وسبق أن منعت بريطانيا دخول أفراد من جنسيات مختلفة لأسباب متنوعة أبرزها الترويج للكراهية والعنف، أغلبهم هنا.

وقالت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس الثلاثاء، إنه يرى أن تصريحات ترامب باعثة على "الانقسامات وغير مفيدة وغير صحيحة ببساطة". 

وقال نص الالتماس الذي نشر مساء أمس الثلاثاء: "حظرت المملكة المتحدة دخول العديد من الأفراد لتبنيهم خطاباً يحض على الكراهية. إذا كان للمملكة المتحدة أن تستمر في تطبيق معيار (السلوك غير المقبول) على من يرغبون في دخول حدودها فيجب أن يطبق بنزاهة على الغني والفقير وأيضاً على الضعيف والقوي".

الالتماس هنا

وقال النائب جاك درومي، من حزب العمال، إن "ترامب يساهم في انقسام الناس في وقت يحتاج فيه العالم للوحدة لمواجهة داعش".


وتعالت في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى حول العالم، بينها معظم الدول الإسلامية، أصوات الشجب والاستنكار من تصريحات المرشح الرئاسي الأميركي المنتمي إلى الحزب الجمهوري، والذي يسعى لجذب أصوات المعادين للإسلام والمنتمين إلى اليمين المتشدد بالهجوم على الإسلام، وأعلنت أمس جماعات تنتمي إلى "النازيين الجدد" عن دعمها ترامب، رداً على تصريحاته المناهضة لاستقبال المسلمين في الولايات المتحدة.

وطالب ترامب في بيان رسمي بـ"إغلاق تام وشامل لجميع العمليات الفيدرالية التي تسمح لأتباع الدين الإسلامي بدخول الولايات المتحدة حتى يتوصل قادة البلاد إلى معرفة ما يجري"، في أعقاب حادث إطلاق النار في جنوب ولاية كاليفورنيا الذي راح ضحيته 14 شخصاً واتهم بتنفيذه مسلم أميركي وزوجته من أصول باكستانية.

وأرسل المدير في حملة ترامب الانتخابية، كوري ليفاندوفسكي، للصحافة توضيحاً قال فيه إن "ترامب يطالب أيضاً بمنع عودة جميع الأميركيين المسلمين في الخارج إلى وطنهم، إن الدعوة تشمل الجميع بلا استثناء".

اقرأ أيضاً: تصريحات ترامب حول المسلمين تلقى انتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين

وقال ترامب، يوم الإثنين: "إلى أن نتمكن من تحديد وفهم هذه المشكلة والتهديد الخطير الذي تفرضه، فإن بلادنا لا يمكن أن تكون ضحية هجمات مرعبة من أشخاص يؤمنون بالجهاد فقط، وليس لديهم أي قدر من العقل أو الاحترام للحياة البشرية". ودافع ترامب، أمس الثلاثاء، عن دعوته إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، قائلاً إنه "إجراء مؤقت وقت الحرب".

وقال إن اقتراحه يشبه الإجراءات التي طبّقها الرئيس الأميركي الأسبق، فرانكلين روزفلت، بحق أشخاص يتحدّرون من أصول يابانية وألمانية وإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية، حين أشرف على اعتقال ما يربو على 110 آلاف شخص في معسكرات للحكومة الأميركية بعد أن قصفت القوات اليابانية بيرل هاربر في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 1941. 

ورد البيت الأبيض بإدانة سريعة وقوية على دعوة ترامب، والذي أظهرت استطلاعات الرأي في ولاية أيوا، تفوقه على المرشح الرئاسي تيد كروز. كذلك انتقده على الفور معظم المرشحين للرئاسة، إذ وصف حاكم ولاية نيوجرسي، كريس كريستي، اقتراح ترامب بـ"المعتوه والفاشي والخطير"، مشيراً إلى أن "الدعوة دليل إضافي على عدم صلاحيته لقيادة البلاد".

بينما اعتبر المفوض الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، الثلاثاء، أن التصريحات التي أدلى بها ترامب حول المسلمين "غير مسؤولة على الإطلاق. وبعد أن نعلم ما يريده المتطرفون نلعب لعبتهم على حساب الأغلبية الكبيرة من المسلمين العاديين. إنه أمر مقلق أن نرى هذا الأمر". 

وتخالف تصريحات ترامب الجديدة تماماً تعليقاته السابقة عن المسلمين، إذ قال أثناء تجمع انتخابي في سبتمبر/أيلول الماضي بولاية أيوا إنه يحب المسلمين، وإنه يعتقد أنهم شعب عظيم. وقال أيضاً إنه لا يعارض فكرة وجود مسلم في إدارته.


اقرأ أيضاً: 70 ألف بريطاني: امنعوا زيارة ترامب لبلادنا