اشتكت أسر جزائرية عديدة من غلاء كبير للأدوات المدرسية والكتب في أسواق البلاد، مع الدخول المدرسي لهذا العام، أول من أمس الأحد. واعتبرت الأسر هذا الغلاء مرتبطاً بظروف إجازة الصيف ونفقاتها، بالإضافة إلى الأزمة المعيشية التي تعانيها عشرات العائلات الجزائرية التي لم يتلق أربابها أجورهم منذ أشهر لأسباب عديدة. ويعتبر الجزائريون أسعار الأدوات المدرسية خيالية بالرغم من أنّها متوفرة سواء في المحلات العادية أو في الأسواق وحتى على الأرصفة، إذ باتت هذه الأدوات رهينة الطلب عليها من طرف الزبائن، خصوصاً أنّ أكثر من ثمانية ملايين تلميذ بدأوا دراستهم للتوّ.
"بميزانية 50 ألف دينار جزائري (415 دولاراً أميركياً) تقريباً، سيضطر ربّ أسرة يعيل أربعة أطفال، ثلاثة منهم في المدرسة، إلى الاستدانة أو شراء الأدوات المدرسية والكتب لأبنائه ببطاقة الائتمان (كريديت)" يقول عبد القادر دحماني لـ"العربي الجديد". ويلفت إلى أنّ دخله الشهري لا يكفيه غالباً لسدّ متطلبات المعيشة، ودفع فواتير الغاز والكهرباء والماء، فـ"ما بالكم بالدخول المدرسي ومصاريفه الباهظة؟".
اقــرأ أيضاً
غير بعيد عن ساحة أول مايو/ أيار، وبالتحديد بالقرب من مستشفى "مصطفى باشا الجامعي" وسط العاصمة الجزائرية، كان هناك اكتظاظ كبير حول باعة الأدوات المدرسية على الرصيف، فمجموعات من النساء والرجال والأطفال يختارون ما هو معروض على الرصيف من أدوات، معظمها مستورد، وبأسعار منخفضة مقارنة بالمحلات العادية على حدّ تعبير بعض الزبائن. يشتد الخناق على الأسر المتوسطة الدخل، إذ تعتبر السيدة سامية أنّ الدخول المدرسي عسير، فقد تعاقبت عدة مناسبات دينية ومجتمعية، بالإضافة إلى نفقات الصيف مع الدخول المدرسي. وتوضح لـ"العربي الجديد" أنّ الأمر "صعب على ذوي الدخل المتوسط، ناهيك عن أصحاب الدخل المنخفض أو معدومي الدخل، بالرغم من المساعدات التي توفرها الحكومة من منح خاصة للعائلات الفقيرة".
بلغة الأرقام، ارتفعت الأسعار بالنسبة للأدوات المدرسية 15 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بحسب الفدرالية الجزائرية للمستهلكين (غير حكومية، تضم ائتلافاً من 34 جمعية لحماية المستهلك)، إذ وصل سعر حقيبة المدرسة المخصصة لتلاميذ السنوات الابتدائية إلى ما بين 6 آلاف دينار جزائري (50 دولاراً أميركياً) و8 آلاف دينار (67 دولاراً)، أي ما يعادل نصف أجرة عامل نظافة مثلاً. كذلك ارتفعت أسعار الكراريس والأقلام والأغلفة ومختلف المواد التي يحتاج إليها التلاميذ في المدارس.
من جهته، استنكر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه (غير حكومية) مصطفى زبدي، ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في أسواق البلاد، موضحاً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية أنّ "ارتفاع الأسعار مردّه المنافسة الشرسة في مثل هذه المناسبات وفرصة متاحة للتجار في السوق الموازية للترويج لسلعهم وتحديد أسعارها".
من خلال هذه العينة البسيطة، فإنّ تكاليف الأدوات المدرسية في الجزائر هذه الأيام، يمكن أن تفوق 20 ألف دينار (166 دولاراً) بالنسبة لتلميذين في المرحلة الابتدائية، بحسب تصريح أحد أولياء الأمور لـ"العربي الجديد"، الذي يشير إلى أنّ من يعيل أسرة مكونة من أربعة أو خمسة أفراد في المدرسة، عليه أن يضع ميزانية تفوق 100 ألف دينار جزائري (830 دولاراً)، وإلا فالحلّ الوحيد ليس غير الاستدانة، لمن استطاع إليها سبيلاً.
اقــرأ أيضاً
يبدو الدخول المدرسي هذا العام، ساخناً على الصعيد المالي للأسر الجزائرية، ما يطرح سؤالاً أساسياً حول مدى مصداقية مجانية التعليم الحكومي ما دامت كلفة الأدوات المدرسية بمثل هذا الارتفاع الذي يتطلب من تلك الأسر تضحيات كبرى.
قائمة أسعار
يقول رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، إنّ كلفة مستلزمات تلميذ في المرحلة الابتدائية تصل إلى 8 آلاف دينار (67 دولاراً). وتتراوح أسعار المآزر (المراويل) بين 750 ديناراً (6 دولارات) و850 ديناراً (7 دولارات) أما الكراريس فهي ما بين 50 ديناراً (0.4 دولار) إلى 150 ديناراً (1.25 دولار)، بينما أسعار الأقلام تصل إلى 360 ديناراً (3 دولارات).
"بميزانية 50 ألف دينار جزائري (415 دولاراً أميركياً) تقريباً، سيضطر ربّ أسرة يعيل أربعة أطفال، ثلاثة منهم في المدرسة، إلى الاستدانة أو شراء الأدوات المدرسية والكتب لأبنائه ببطاقة الائتمان (كريديت)" يقول عبد القادر دحماني لـ"العربي الجديد". ويلفت إلى أنّ دخله الشهري لا يكفيه غالباً لسدّ متطلبات المعيشة، ودفع فواتير الغاز والكهرباء والماء، فـ"ما بالكم بالدخول المدرسي ومصاريفه الباهظة؟".
غير بعيد عن ساحة أول مايو/ أيار، وبالتحديد بالقرب من مستشفى "مصطفى باشا الجامعي" وسط العاصمة الجزائرية، كان هناك اكتظاظ كبير حول باعة الأدوات المدرسية على الرصيف، فمجموعات من النساء والرجال والأطفال يختارون ما هو معروض على الرصيف من أدوات، معظمها مستورد، وبأسعار منخفضة مقارنة بالمحلات العادية على حدّ تعبير بعض الزبائن. يشتد الخناق على الأسر المتوسطة الدخل، إذ تعتبر السيدة سامية أنّ الدخول المدرسي عسير، فقد تعاقبت عدة مناسبات دينية ومجتمعية، بالإضافة إلى نفقات الصيف مع الدخول المدرسي. وتوضح لـ"العربي الجديد" أنّ الأمر "صعب على ذوي الدخل المتوسط، ناهيك عن أصحاب الدخل المنخفض أو معدومي الدخل، بالرغم من المساعدات التي توفرها الحكومة من منح خاصة للعائلات الفقيرة".
بلغة الأرقام، ارتفعت الأسعار بالنسبة للأدوات المدرسية 15 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بحسب الفدرالية الجزائرية للمستهلكين (غير حكومية، تضم ائتلافاً من 34 جمعية لحماية المستهلك)، إذ وصل سعر حقيبة المدرسة المخصصة لتلاميذ السنوات الابتدائية إلى ما بين 6 آلاف دينار جزائري (50 دولاراً أميركياً) و8 آلاف دينار (67 دولاراً)، أي ما يعادل نصف أجرة عامل نظافة مثلاً. كذلك ارتفعت أسعار الكراريس والأقلام والأغلفة ومختلف المواد التي يحتاج إليها التلاميذ في المدارس.
من جهته، استنكر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه (غير حكومية) مصطفى زبدي، ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في أسواق البلاد، موضحاً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية أنّ "ارتفاع الأسعار مردّه المنافسة الشرسة في مثل هذه المناسبات وفرصة متاحة للتجار في السوق الموازية للترويج لسلعهم وتحديد أسعارها".
من خلال هذه العينة البسيطة، فإنّ تكاليف الأدوات المدرسية في الجزائر هذه الأيام، يمكن أن تفوق 20 ألف دينار (166 دولاراً) بالنسبة لتلميذين في المرحلة الابتدائية، بحسب تصريح أحد أولياء الأمور لـ"العربي الجديد"، الذي يشير إلى أنّ من يعيل أسرة مكونة من أربعة أو خمسة أفراد في المدرسة، عليه أن يضع ميزانية تفوق 100 ألف دينار جزائري (830 دولاراً)، وإلا فالحلّ الوحيد ليس غير الاستدانة، لمن استطاع إليها سبيلاً.
يبدو الدخول المدرسي هذا العام، ساخناً على الصعيد المالي للأسر الجزائرية، ما يطرح سؤالاً أساسياً حول مدى مصداقية مجانية التعليم الحكومي ما دامت كلفة الأدوات المدرسية بمثل هذا الارتفاع الذي يتطلب من تلك الأسر تضحيات كبرى.
قائمة أسعار
يقول رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، إنّ كلفة مستلزمات تلميذ في المرحلة الابتدائية تصل إلى 8 آلاف دينار (67 دولاراً). وتتراوح أسعار المآزر (المراويل) بين 750 ديناراً (6 دولارات) و850 ديناراً (7 دولارات) أما الكراريس فهي ما بين 50 ديناراً (0.4 دولار) إلى 150 ديناراً (1.25 دولار)، بينما أسعار الأقلام تصل إلى 360 ديناراً (3 دولارات).