نازحو "مخيم اليرموك" من حصار إلى إقامة جبرية

21 ابريل 2015
+ الخط -

أكثر من أسبوعين على نزوح بعض سكان مخيم اليرموك بسبب الاشتباكات التي يشهدها والحصار المفروض عليه من قبل النظام، إلى مركز إيواء "زينب الهلالية" في منطقة التضامن المحاذية للمخيم، والواقعة تحت سيطرة النظام، والذي يضم 100 نازح بينهم رجال ونساء و24 طفلاً جلهم من اليرموك.

ويعاني النازحون ظروفاً سيئة، مع استمرار الحظر عليهم دخولاً وخروجاً من وإلى المركز، ففضلاً عن أوضاعهم النفسية والصحية المتردية، يجري منعهم من قضاء حاجاتهم الشخصية مثل الاستحمام، وانعدام الرعاية الصحية لحالات الإصابة بمرض التهاب الكبد التي أصيب بعضهم بها أثناء الحصار داخل المخيم.

روان إحدى نزيلات مركز "زينب الهلالية" تروي لـ "العربي الجديد" جانباً من معاناتها فتقول: "خرجنا من حصار إلى شبه معتقل مع الإجراءات التي تفرضها علينا قوات النظام، فلا دخول ولا خروج".

وتضيف: "نعرف السبب حتى لا نروي تفاصيل حصار العامين الماضيين وحتى لا تخرج روايتنا للإعلام، لأنها نقيض تام لرواية الإعلام الرسمي، ومن ثم رواية الفصائل الفلسطينية التي تتبع له".

بدوره ينقل أبو سعيد عبر "العربي الجديد" مشاعر غضبه من زيارات بعضهم للمركز قائلاً: "يأتي مسؤول ما يسمى الدائرة السياسية في منظمة التحرير، أنور عبد الهادي، ويوزع ابتساماته الصفراء علينا ويرمينا بتصريحات فارغة كما هي زيارته التي لم تحمل معها ما يخفف الأعباء عن البشر".

ويضيف: "هؤلاء لا يفكرون بنا كبشر، هناك حالات اعتقال تمت لمن خرج من الحصار بعد هجوم داعش على المخيم، وهناك مرضى بدلاً من نقلهم للمشافي تم اعتقال بعضهم".

ويتابع أبو سعيد متهكماً: "بدلاً من التحقق من حالتنا النفسية والصحية يجري التحقق من حالتنا "الوطنية"، فهمنا من الأمن المرابط على باب المركز أننا لسنا بنازحين؛ بل نحن أشبه بمتهمين". "يروجون في الإعلام لزيارة وزيرة الشؤون الاجتماعية، كندة الشماط، ومسؤولين فلسطينيين ومن منظمة الأونروا، وكل الزيارات أسفرت عن إدخال (بابور غاز صغير وحلة لتسخين الماء)"، على حد تعبيره.

وقال فريد الحيفاوي لـ "العربي الجديد": "كنا نظن أن المأساة ستنتهي عند خروجنا حتى بتنا نواجه ظروفاً أصعب من حالة الحصار التي عانيناها، فهمنا أن كل من يخرج من حصار المخيم هو متهم أمني حتى يثبت العكس، وإثبات العكس له دروب من الإذلال اليومي، ونحن مدركون للدور الذي يلعبه بعضهم لتلميع مذلتنا أمام النظام السوري وتسويق روايته والتغطية عليها بتصريح صحافي تارة من جميل المجدلاوي وأخرى من أنور عبد الهادي".

من جهتها تقول أم محمد لـ "العربي الجديد": "حسرتي كبيرة على من بقي داخل المخيم، وأقول لنفسي جيد أنهم بقوا داخل المخيم ولم ينتقلوا إلى هذا السجن المسمى مركز إيواء، واضح أن من نزح إلى يلدا التي تقع تحت سيطرة المعارضة حاله أفضل بكثير ممن جاء يواجه حظه العاثر في هذا المركز".


اقرأ أيضاً:
النظام السوري يخطط لإفراغ اليرموك من الفلسطينيين
المعارضة السورية تعلن القضاء على "داعش" شمال دمشق
"منظمة التحرير" تشكل خلية أزمة لـ "اليرموك" وتنتقد مجدلاني