تشهد منطقة بشري، شماليّ لبنان، ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، تخطّى عتبة سبع وأربعين حالة من أصل 582 إصابة، كمجموع ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية اليوم الخميس. وهذا الرقم مرجّح للزيادة مع تفشي الوباء بشكل يوميّ وسريع.
وأوضحت إدارة مستشفى بشري الحكومي في بيان اليوم، أنه "بعد إجراء دراسات عدة لحالات كورونا في بشري، تبين لنا أنها ليست جميعها من المصدر نفسه، هنالك مصادر عدة محتملة لوصول الفيروس إلى المدينة، ولغاية الساعة لا أحد يستطيع طبياً أو علمياً تأكيد النقطة الصفر لبدء انتشار الفيروس".
وقالت: "هناك احتمالات تشير إلى أن الفيروس حمله أحد المغتربين من أهالي بشري أو السياح، أو أحد أبناء المنطقة القاطنين خارج المدينة أو أحد الزائرين. لذلك، أُجري تحليل مخبري لعدد من هؤلاء من دون الوصول إلى مصدر معين حتى الآن". وأكدت أنّ "الحالة الإيجابية المسجلة في 26 مارس/ آذار الماضي، أول حالة مثبتة عبر فحص PCR، وليست الحالة الأولى، ولا يمكن أي أحد تحديد الحالة الأولى".
ويبحث المعنيون في بشري مع وزير الصحة حمد حسن الذي زار المدينة أمس الأربعاء ضمن جولةٍ شمالية لمتابعة الإجراءات المتخذة، في إمكانية عزلها عن باقي المدن، الأمر الذي شكّل خلافاً بين من يعتبر قرار العزل ضرورة، ومن يرفض تطبيقه. بيد أنّ نائب المنطقة جوزيف إسحق، أكد لـ"العربي الجديد" أنّ بشري تعيش حالة "شبه عزل" منذ 15 مارس/ آذار الماضي، مع إعلان مجلس الوزراء التعبئة العامة التي ستُمدَّد إلى 26 إبريل/ نيسان الحالي من خلال الإجراءات المشددة التي اتُّبعت، والتدابير الوقائية المفروضة والخروج فقط في الحالات الطارئة.
وشدد على أنه لا اعتراض على العزل، ولم يصدر بعد أي قرار رسمي بهذا الشأن، ونحن اتفقنا مع وزير الصحة على الخطوات كافة، ومنها رصد الحالات الإيجابية، وتلك التي احتكّت معها لمعرفة كل المصابين، والوقوف بوجه نقل العدوى، وأُعدَّت خريطة طريق بالتوافق مع وزارة الصحة والأجهزة الأمنية، تنفذها البلديات واتحاد البلديات وقائم مقام المنطقة وبرعاية النواب، ومن الطبيعي أن الإجراءات الصارمة ستبلغ ذروتها هذين الأسبوعين بالتزامن مع الأعياد المجيدة، للحيلولة دون حصول تجمعات.
ويعيش سكان منطقة بشري حالة من القلق، مع ارتفاع منسوب الإصابات فيها، إذ يشير أحد سكانها من آل رحمة لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الإجراءات المتخذة صارمة جداً منذ اليوم الأول لإعلان أول إصابة، وشكل الأهالي خلية أزمة تبحث في احتياجات المنطقة بغية توفيرها على وجه السرعة، ولا سيما الطبية والصحية، مع تسجيل التزام العزل المنزلي بنحو شبه تام.