أوقات الفرح التي عاشها الآلاف من الناجحين في شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) أخيراً في الجزائر، كانت مؤقتة ومحدودة، بسبب عدم تمكن كثيرين من اختيار الاختصاصات الجامعية التي يرغبون فيها.
يعتقد هؤلاء أنّ لحظة إعلان النتائج هي فرحة لا تنسى، لكنّها سرعان ما تنتهي عندما يأتي الحديث عن علامات النجاح. تقول إيناس بن عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، إنّ معدل النجاح هو الذي يحدد المستقبل التعليمي للطالب الناجح، إذ حاولت أن تختار في لائحة الاختيارات كلية الطب بولاية قسنطينة، شرقي الجزائر، لكنّ معدلها لا يسمح بذلك، وهو ما جعلها تضع الصيدلة بدلاً من الطب في الاختيار الأول، بالرغم من أنّ حلمها هو أن تصبح طبيبة.
اقــرأ أيضاً
كثيرون لم يحالفهم الحظ في الحصول على معدل يفوق شرط الدخول الى كليات التكنولوجيا والهندسة والطب وطب الأسنان، وهي الكليات التي تتطلب معدلات عليا مقارنة بغيرها، ما جعل الآلاف في لائحة انتظار قائمة الاختيارات، أو الرغبات، التي أعدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتوجيه الطلاب الجدد، والذين يطلب منهم وضع رغباتهم تلك بالترتيب وبحسب ما تسمح به معدلاتهم.
تعتبر التسجيلات الأولية عقبة في طريق كثيرين، إذ تتمحور، بحسب تصريحات الطلاب الجدد لـ"العربي الجديد"، على ما هو تعليمي، أي المعدل المتحصل عليه في شهادة البكالوريا، والذي يعتبر في حد ذاته عائقاً كبيراً أمام تحقيق الحلم، وعلى ما هو اجتماعي بحت يرتبط ببعد الكلية عن مكان السكن، ما يجعل اختيارات الطلاب مبنية على عناوين مساكنهم في أحيان كثيرة.
وعليه، يصطدم كثيرون بـ"جدار معدل النجاح"، كما يقول وسام بوحراتي لـ"العربي الجديد"، هو الذي تحصّل على معدل 14 من عشرين، ما يمنعه من دخول كلية الطيران بوهران، غربي العاصمة الجزائرية، لافتاً إلى أنّ حلمه في أن يصبح طياراً منذ الصغر تبدد وسيختار اختصاصاً آخر في "الكلية الخطأ".
يذعن كثيرون لذلك، ويكون الحلّ في حالة البعض التسجيل في أيّ كلية في العام الدراسي الأول، كالتسجيل في كلية العلوم الاقتصادية للعام 2019 - 2020 ثم إعادة تقديم البكالوريا حرة، لمحاولة الوصول إلى معدل أعلى يسمح بدخول الكلية الحلم. من هؤلاء من يعيد امتحان البكالوريا خمس مرات، حتى، من أجل تحقيق الحلم، بحسب كهينة بن جدو. تقول لـ"العربي الجديد"، إنها كانت مولعة بالفنون الجميلة والطبّ في آن واحد، فهي اليوم حاصلة على البكالوريا أربع مرات، وقد سجلت في جامعة "تيزي وزو" في اختصاص الطب، فضلاً عن المعهد العالي للفنون الجميلة بالعاصمة الجزائرية، مؤكدة على أنّها تستمتع بالدراسة "بالرغم من الضغط الكبير في الاختصاصين".
القصص كثيرة حول هذه الأزمة التي تسببها امتحانات الثانوية العامة. وقد يعتبر البعض أنّ الطلاب كان يجدر بهم التحضير جيداً للامتحانات من أجل نيل المعدل المطلوب، خصوصاً إذا كانوا يعتبرون أنفسهم جديرين بالدخول إلى الكليات التي تتطلب معدل نجاح مرتفعاً مقارنة بغيرها من الكليات. لكنّ الظروف تختلف بين هؤلاء الناجحين، كما أنّ بعضهم لا يندم على عدم التمكن من الانتساب إلى الكلية الحلم.
في هذا الإطار، يقول عبد العالي رحمون، لـ"العربي الجديد"، إنّه كان يحلم بالدراسة في كلية الهندسة المدنية في العام 2013، لكنّه اكتفى بالتسجيل في كلية الحقوق والعلوم الإدارية. في البداية كانت الكلية غريبة جداً عن هواياته وشغفه وتطلعاته وأحلامه، لكنّه اليوم وجد نفسه في المحاماة، وواصل دراسة الكفاءة المهنية في قسم المحاماة، بل بات يدرس بالتوازي مع ذلك اللغات الأجنبية. يقول للناجحين الجدد في البكالوريا: "أحياناً تكون الرغبة في شيء، لكنّ الطالب يلتقي مع مستقبله المشرق في الطريق الذي كان يراه سابقاً طريق الخطأ".
مراحل التقديم والتسجيل
بعدما قدم أكثر من257 ألف ناجح في البكالوريا، تسجيلاتهم الأولية للسنة الجامعية 2019-2020، بحسب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية، تمتد المرحلة الثانية من يوم أمس حتى السابع عشر من أغسطس/ آب الجاري، وهي التي تتركز حول تأكيد الاختصاص أو إعادة توجيه الطلاب. أما المرحلة الثالثة فتمتد من 2 إلى 8 سبتمبر/ أيلول المقبل، وترتبط بالتسجيلات النهائية.
يعتقد هؤلاء أنّ لحظة إعلان النتائج هي فرحة لا تنسى، لكنّها سرعان ما تنتهي عندما يأتي الحديث عن علامات النجاح. تقول إيناس بن عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، إنّ معدل النجاح هو الذي يحدد المستقبل التعليمي للطالب الناجح، إذ حاولت أن تختار في لائحة الاختيارات كلية الطب بولاية قسنطينة، شرقي الجزائر، لكنّ معدلها لا يسمح بذلك، وهو ما جعلها تضع الصيدلة بدلاً من الطب في الاختيار الأول، بالرغم من أنّ حلمها هو أن تصبح طبيبة.
كثيرون لم يحالفهم الحظ في الحصول على معدل يفوق شرط الدخول الى كليات التكنولوجيا والهندسة والطب وطب الأسنان، وهي الكليات التي تتطلب معدلات عليا مقارنة بغيرها، ما جعل الآلاف في لائحة انتظار قائمة الاختيارات، أو الرغبات، التي أعدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتوجيه الطلاب الجدد، والذين يطلب منهم وضع رغباتهم تلك بالترتيب وبحسب ما تسمح به معدلاتهم.
تعتبر التسجيلات الأولية عقبة في طريق كثيرين، إذ تتمحور، بحسب تصريحات الطلاب الجدد لـ"العربي الجديد"، على ما هو تعليمي، أي المعدل المتحصل عليه في شهادة البكالوريا، والذي يعتبر في حد ذاته عائقاً كبيراً أمام تحقيق الحلم، وعلى ما هو اجتماعي بحت يرتبط ببعد الكلية عن مكان السكن، ما يجعل اختيارات الطلاب مبنية على عناوين مساكنهم في أحيان كثيرة.
وعليه، يصطدم كثيرون بـ"جدار معدل النجاح"، كما يقول وسام بوحراتي لـ"العربي الجديد"، هو الذي تحصّل على معدل 14 من عشرين، ما يمنعه من دخول كلية الطيران بوهران، غربي العاصمة الجزائرية، لافتاً إلى أنّ حلمه في أن يصبح طياراً منذ الصغر تبدد وسيختار اختصاصاً آخر في "الكلية الخطأ".
يذعن كثيرون لذلك، ويكون الحلّ في حالة البعض التسجيل في أيّ كلية في العام الدراسي الأول، كالتسجيل في كلية العلوم الاقتصادية للعام 2019 - 2020 ثم إعادة تقديم البكالوريا حرة، لمحاولة الوصول إلى معدل أعلى يسمح بدخول الكلية الحلم. من هؤلاء من يعيد امتحان البكالوريا خمس مرات، حتى، من أجل تحقيق الحلم، بحسب كهينة بن جدو. تقول لـ"العربي الجديد"، إنها كانت مولعة بالفنون الجميلة والطبّ في آن واحد، فهي اليوم حاصلة على البكالوريا أربع مرات، وقد سجلت في جامعة "تيزي وزو" في اختصاص الطب، فضلاً عن المعهد العالي للفنون الجميلة بالعاصمة الجزائرية، مؤكدة على أنّها تستمتع بالدراسة "بالرغم من الضغط الكبير في الاختصاصين".
القصص كثيرة حول هذه الأزمة التي تسببها امتحانات الثانوية العامة. وقد يعتبر البعض أنّ الطلاب كان يجدر بهم التحضير جيداً للامتحانات من أجل نيل المعدل المطلوب، خصوصاً إذا كانوا يعتبرون أنفسهم جديرين بالدخول إلى الكليات التي تتطلب معدل نجاح مرتفعاً مقارنة بغيرها من الكليات. لكنّ الظروف تختلف بين هؤلاء الناجحين، كما أنّ بعضهم لا يندم على عدم التمكن من الانتساب إلى الكلية الحلم.
في هذا الإطار، يقول عبد العالي رحمون، لـ"العربي الجديد"، إنّه كان يحلم بالدراسة في كلية الهندسة المدنية في العام 2013، لكنّه اكتفى بالتسجيل في كلية الحقوق والعلوم الإدارية. في البداية كانت الكلية غريبة جداً عن هواياته وشغفه وتطلعاته وأحلامه، لكنّه اليوم وجد نفسه في المحاماة، وواصل دراسة الكفاءة المهنية في قسم المحاماة، بل بات يدرس بالتوازي مع ذلك اللغات الأجنبية. يقول للناجحين الجدد في البكالوريا: "أحياناً تكون الرغبة في شيء، لكنّ الطالب يلتقي مع مستقبله المشرق في الطريق الذي كان يراه سابقاً طريق الخطأ".
مراحل التقديم والتسجيل
بعدما قدم أكثر من257 ألف ناجح في البكالوريا، تسجيلاتهم الأولية للسنة الجامعية 2019-2020، بحسب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية، تمتد المرحلة الثانية من يوم أمس حتى السابع عشر من أغسطس/ آب الجاري، وهي التي تتركز حول تأكيد الاختصاص أو إعادة توجيه الطلاب. أما المرحلة الثالثة فتمتد من 2 إلى 8 سبتمبر/ أيلول المقبل، وترتبط بالتسجيلات النهائية.