وأوضحت رئيسة جهاز الإحصاء، علا عوض، خلال استعراض تقرير أوضاع الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ72 للنكبة، أنه "على الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام 1948، ونزوح أكثر من 200 ألف، غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب يونيو/حزيران 1967، فقد تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات مقارنة بالأعداد قبل النكبة، 6.64 ملايين نسمة منهم يعيشون في فلسطين التاريخية، وبينهم 1.6 مليون في المناطق المحتلة عام 1948".
وأوضح مدير عام الإحصاءات السكانية والاجتماعية في الجهاز، محمد دريدي، لـ"العربي الجديد"، أن "تضاعف أعداد الفلسطينيين منذ 1948 حتى الآن بمقدار تسع مرات، ناتج عن الزيادة الطبيعية للسكان، على عكس الأوضاع لدى الاحتلال، إذ سعت إسرائيل إلى زيادة أعداد اليهود في فلسطين التاريخية عبر تشجيع الهجرة، وعبر تشجيع المتطرفين اليهود على الإنجاب بكثرة".
وأكد على وجود نوع من التوازن الديمغرافي في عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية مقارنة مع اليهود، إذ "تبلغ نسبة اليهود في فلسطين التاريخية نحو 51%، بينما تنعكس الزيادة الطبيعية للفلسطينيين على زيادة أعداد اللاجئين في العالم".
بدوره، قال مدير دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، أحمد حنون، لـ"العربي الجديد": "ثلثا الشعب الفلسطيني من اللاجئين، والزيادة في أعداد اللاجئين منذ النكبة حتى الآن، مؤشر على الإجحاف الدولي بحق الشعب الفلسطيني، وعدم تنفيذ القرار الدولي بشأن عودة اللاجئين إلى ديارهم".
وقد أكدت رئيسة جهاز الإحصاء، أن "نكبة فلسطين تسببت بتشريد ما يربو على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، في 1300 قرية ومدينة، وهجروا إلى الدول العربية المجاورة، والضفة الغربية وقطاع غزة، كما سيطر الاحتلال خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتم تدمير 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه الى كيان الاحتلال وقوانينه، ورافقت عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني".
Facebook Post |
وبلغ عدد سكان فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي عام 1948، بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون نسمة، وكان نحو 31.5% منهم من اليهود، وتضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، ومنذ عام 1948 وحتى عام 1975، تدفق أكثر من 540 ألف يهودي إلى فلسطين.
وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان بنهاية 2019 في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، بلغ 3.02 ملايين نسمة، ونحو 2.02 مليون نسمة في قطاع غزة، وفي محافظة القدس بلغ عدد السكان نحو 457 ألف نسمة، و295 ألف منهم يقيمون في مناطق القدس ""j1"، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي عنوة بعيد احتلاله للضفة عام 1967.
ويشكل الفلسطينيون نحو 49.7% من سكان فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.3%، لكنهم يستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كيلومتر مربع، وما تبقى من هذه المساحة لا يخلو من فرض سيطرة ونفوذ، علماً بأن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1682 كيلومتراً مربعاً من أرض فلسطين التاريخية.
من جانب آخر، تظهر سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن عدد اللاجئين المسجلين حتى عام 2019، بلغ نحو 5.6 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً للوكالة في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين.
وأشارت عوض إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948، داخل وخارج فلسطين، بلغ نحو مائة ألف شهيد، بينما بلغ عدد حالات الاعتقال نحو مليون منذ عام 1967 حتى الآن.