وشدد على أن الحكم المؤبد الجائر بحق الفتى أيهم صباح ليس استثناءً بل قاعدة تسير عليها المحاكم العسكرية الإسرائيلية في القضايا المماثلة لقضية الأسير صباح، حتى وإن كان الأسير قاصراً، عدا عن فرض تعويضات على الأسير بلغت أكثر من مليون شيقل (نحو 289 ألفاً و443 دولاراً)، علماً أن الحكم الأول صدر بحقه وهو أقل من 18 عاماً.
يُشار إلى أن الأسير صباح، وهو من سكان محافظة رام الله، اعتقل في 18 فبراير/ شباط عام 2016، وكان يبلغ من العمر حينها (14 عاماً) بعد إصابته برصاص الاحتلال. ووجهت إليه سلطات الاحتلال تهمة تنفيذ عملية طعن في متجر "رامي ليفي" أدت إلى مقتل أحد جنود الاحتلال وإصابة آخر.
في سياق آخر، أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن الأسرى المنقولين من سجن "ريمون" إلى "نفحه" يعيشون أوضاعاً مأساوية. وأوضحت أن إدارة "ريمون" كانت قد نقلت نحو 100 أسير، بعد عمليات قمعية عنيفة نفّذتها إدارة سجون الاحتلال بحقّهم في الآونة الأخيرة، ونقلتهم إلى القسمين 3 و4 في "نفحه" مجرّدين من أغراضهم الشخصية، مشيرة إلى أنهم يعانون من نقص شديد في المواد الغذائية والأغطية والأجهزة الكهربائية.
ولفتت الهيئة إلى أن إدارة السجن كانت قد اقتحمت أقسام الأسرى مدجّجة بالأسلحة وتصطحب الكلاب البوليسية، واعتدت على الأسرى بالضرب المبرح، وألحقت الخراب بممتلكاتهم وأغراضهم الشخصية.
يذكر أن إدارة سجون الاحتلال صعّدت من وتيرة الاقتحامات والتفتيش العنيف خلال عام 2019، واستهدفت خلالها الهيئات التنظيمية بشكل مباشر، وقامت أخيراً بنقل ممثلي الأسرى في "ريمون" إلى التحقيق بعد قمعهم.
على صعيد آخر، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن 3 أسرى يقبعون في عدة سجون إسرائيلية يعانون من أوضاع صحية سيئة للغاية، نتيجة لما يتعرضون له من استهتار طبي متعمد من قبل إدارة معتقلات الاحتلال وتركهم فريسة للأمراض.
ومن بين الحالات التي رصدها تقرير الهيئة حالة الأسير مصطفى البنا (31 عاماً)، من مخيم جباليا بقطاع غزة، والقابع في معتقل "عسقلان"، حيث يعاني الأسير من وضع صحي مقلق، وذلك بعد إصابته بجلطة قلبية خلال شهر أغسطس/آب الماضي، وقد خضع لعملية زراعة جهاز ناظم لنبضات القلب، لكنه ما زال بحاجة ماسة لمتابعة طبية حثيثة لحالته، علماً أن الأسير البنا خلال وجوده بمعتقل نفحة عانى من إهمال طبي ومماطلة بتقديم العلاج وتحويله إلى المستشفى على الرغم من مطالباته المستمرّة بإجراء الفحوصات الطبيّة له، إذ كان يشكو من آلام في الصدر وارتفاع في ضغط الدم، لكن إدارة المعتقل لم تكترث لحالته.
أما عن الأسير داوود مناصرة (22 عاماً)، من بلدة بني نعيم بالخليل، فيعاني منذ ستة أشهر من مرض البهاق وقد بدأ لون جلده يتغير، وقد راجع عيادة معتقل "النقب" أكثر من مرة وتم فحصه، لكن لغاية اللحظة لم يتم تزويده بالدواء لعلاجه.
كما تراجعت صحة الأسير أحمد التعمري (24 عاماً)، من مدينة بيت لحم، القابع حالياً في معتقل "النقب"، وعلى أثرها جرى نقله إلى مشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وتبين أنه يعاني من تضخم في الغدد اللعابية، وأجريت له عملية جراحية، علماً أن وضعه الصحي بحاجة إلى متابعة.