استغاثة: نازحو "الشرقاط" العراقية يموتون جوعاً

18 يوليو 2016
أهالي الشرقاط يوجهون نداء استغاثة (فيسبوك)
+ الخط -
توفي عدد من المدنيين النازحين من بلدة الشرقاط أمس واليوم الإثنين جراء الجوع والعطش بعد فرارهم من أطراف البلدة هرباً من القصف والعمليات العسكرية التي تستهدف استعادة البلدة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

ونشر ناشطون صوراً قالوا إنها لطفلين نازحين من بلدة الشرقاط قضيا أمس جوعاً وعطشاً وبدا منظرهما يشبه الدمى بسبب تيبسهما من شدة العطش، حين نزحت أسرتاهما من البلدة نحو المناطق الصحراوية كحال المئات غيرهم.


ترافق ذلك مع وسم " أغيثوا الشرقاط " أطلقه ناشطون وإعلاميون لإغاثة أهالي البلدة الذين ينتظرهم مصير مجهول كحال أهالي بلدة الحويجة القريبة منها نسبياً هي الأخرى التي أطلقت حملات اجتماعية للوقوف مع أهلها وإنقاذهم.


وقال الناشط والإعلامي مؤيد جبير إن "أهالي الشرقاط يوجهون نداء استغاثة إلى كل الخيرين في هذا البلد لإغاثتهم فالوضع الإنساني الذي يعيشون فيه سيئ للغاية".


وأكد جبير أن "أطفالاً توفوا بسبب الجوع والعطش مرفقاً صورتين لطفلين توفيا بسبب العطش" موضحاً أن "الصورة ليست لدمى بل إنها لأطفال ماتوا بسبب الجوع والعطش في أحد المخيمات".


وانتقد الناشطون مسؤولي البلدة لصمتهم أمام ما وصفوها بالكارثة الإنسانية التي يتعرض لها أهالي الشرقاط.


وكتب الناشط هاني الجبوري متسائلاً: "الشرقاط تستغيث فهل من مغيث؟ أين المسؤولون الذين لا يعرفون أهلهم إلا وقت الانتخابات؟ أين الشعارات الرنانة والخطابات المنمقة؟ أهلكم يبادون من الجوع وأنتم متفرقون مشتتون نائمون منشغلون بمصالحكم".


وانتقد وجهاء وأهالي البلدة الحكومة العراقية التي لجأت إلى تطويق الشرقاط من جميع الجهات كما فعلت ببلدة الحويجة، ما سبب حصول مجاعة شديدة للأهالي توفي بسببها كثيرون، فضلاً عمن قتلوا خلال القصف الجوي والبري المستمر والذي يستهدف البلدة.


وقال ضمد الملا أحد وجهاء الشرقاط: "لا يمكن أن تستمر الحكومة العراقية بسياسة الإبادة الجماعية هذه بحجة داعش، هذا أمر غير مقبول وهناك إبادة جماعية لأهالي الشرقاط والحويجة بشكل واضح عبر تجويعهم وفرض حصار خانق على البلدتين".


وتابع الملا "سياسة التجويع التي تنهجها الحكومة العراقية معيبة جداً، وهي لا تؤثر على تنظيم داعش لكنها تؤثر على الأهالي بشكل مباشر، والذين توفي منهم الكثيرون، كما أن عمليات القصف الجوي والبري لم تتوقف على البلدة".


واعتبر الملا أن فرض حصار حكومي على البلدة وقصفها من البر والجو يعني حصول إبادة بشرية لآلاف المدنيين داخل الشرقاط، مطالباً الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتدخل الفوري قبل حصول ما وصفها "بالكارثة الإنسانية".


يأتي ذلك بعد الحملة العسكرية التي أطلقتها الحكومة العراقية مؤخراً والتي تستهدف استعادة السيطرة على البلدات والقرى التابعة لصلاح الدين وكركوك شمالي البلاد، والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأهمها بلدتا الحويجة التابعة لكركوك والشرقاط التابعة لصلاح الدين واللتان سيطر عليهما التنظيم منتصف عام 2014.


وتأتي سياسة الحصار للمدن الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" على غرار ما حصل في مدينة الفلوجة خلال العامين ونصف الماضيين، حين حاولت القوات العراقية مدعومة بغطاء من التحالف الدولي اقتحام المدينة لنحو عامين وفشلت لكنها لجأت في النهاية إلى محاصرة المدينة ومنع دخول أي غذاء إليها.


ويعتبر مراقبون بأن الأمر يتعلق بحرب غير نظيفة تتبعها القوات العراقية ضد خصمها "داعش" دون مراعاة حياة المدنيين المحاصرين في تلك المدن والبلدات من كلا الجانبين، حيث يمنع تنظيم "داعش" الأهالي من الخروج سوى من فر منهم من أطراف البلدات، فيما تقصفهم القوات العراقية وتجوعهم من الخارج.