إصدار تعليمات لسكان بغداد في حال انهيار سد الموصل

28 فبراير 2016
خطر انهيار سد الموصل يهدد سكان بغداد (فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت الحكومة العراقية، اليوم الأحد، تعليمات، وصفتها بـ"الضرورية"، لسكان العاصمة بغداد والمدن التي يمر بها نهر دجلة، تحسبا لانهيار سد الموصل، مطالبة السكان بالابتعاد عن مجرى النهر بضعة كيلومترات، لاحتمال تعرضهم للغرق إذا حدث انهيار في السد الواقع على نهر دجلة في مدينة الموصل، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إن "الحكومة العراقية بدأت استعداداتها لترميم سدّ الموصل، وضمان التشغيل الآمن له، بغية التشغيل الكفء للسدّ، سواء في تأمين الخزين المائي الاستراتيجي، أو في زيادة الطاقة الإنتاجية من الكهرباء، استعداداً لمرحلة تحرير مدينة الموصل".

وأضاف البيان أن "الحكومة العراقية تدرس إمكانية نصب أنظمة الإنذار المبكر، وقد وضعت خطة طوارئ للسلامة الوطنية، تشترك فيها أجهزة حكومية عديدة، فضلاً عن الدعم الدولي، لمواجهة أي حوادث"، لافتا إلى أن "الحكومة وضعت جملة توصيات احترازية لتلافي أي مخاطر محتملة، كجزء من خطة السلامة الوطنية"، موضحاً أن "المدّة المتوقعة لوصول موجة الفيضان إلى تكريت من يوم واحد إلى يومين، وإلى بغداد بين ثلاثة إلى أربعة أيام، حيث سيصل ارتفاع الماء في مجرى النهر إلى عشرة أمتار".

اقرأ أيضا: سدّ الموصل مهدّد بالانهيار... العواقب كارثية

وتابع المصدر ذاته أن "على سكّان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة أن يتجنبوا خطر اندفاع مياه الفيضان إلى مناطقهم، ففي بغداد مثلاً إذا ما وصل مستوى المياه إلى أقصاه في سد الموصل، ربما يؤثر ذلك سلباً على سكانها، ويضطرهم إلى النزوح من مناطقهم. أما على المستوى الحالي للمياه، فإن الأضرار ستكون أقل من ذلك بكثير"، مشددا على "تأثر البنى التحتية الأساسية، مما يعيق الخدمات الأساسية، كما ستتأثر الأراضي الزراعية بشكل واسع، ما يتطلب العمل على إنقاذ معدات ومكينات المشاريع المختلفة قدر المستطاع".

وأوضح البيان أن "أفضل وسيلة للسلامة هي الانتقال إلى المناطق المرتفعة. وعلى سكان المناطق الممتدة مع النهر الابتعاد عنه لمسافة ستة كيلومترات باتجاه المناطق المرتفعة، فيما يمكن لسكان الموصل تجنب الفيضان في حال وقوعه بالتحرك بما لا يقلّ عن ستة كيلومترات عن مجرى النهر، وتجنب روافده، والابتعاد لمسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات بالنسبة لسكان تكريت".

ودعت الحكومة سكان المناطق بين تكريت وسامراء إلى "الابتعاد لمسافة نحو ستة كيلومترات، وستتخذ الجهات الحكومية الإجراءات اللازمة بموجب المسؤوليات المحددة لتأمين عدة جوانب، أبرزها الإبلاغ المبكر، ولاسيما في الموصل والمناطق التي تليها تباعاً"، مشيراً إلى "تهيئة مستلزمات ومتطلبات إسكان النازحين وتأمين الجوانب الإنسانية، وتسخير وسائل الإعلام والاتصالات للتوعية والتوجيه".

اقرأ أيضا: مسؤولون أميركيون يحذرون من انهيار كارثي لسد الموصل

وحذرت وزارة الخارجية الأميركية، في يناير/كانون الثاني الماضي، من إمكانية انهيار سد الموصل، ما قد يتسبب في تشريد أكثر من مليون و500 ألف عراقي من مدنهم وقراهم، الواقعة على محاذاة نهر دجلة، بدءاً من الموصل وحتى بغداد وجنوبها.

وكانت واشنطن دعت البنك الدولي إلى إقراض العراق 200 مليون دولار، لمساعدته في أعمال صيانة سد الموصل، بعد تحذيرات أطلقها خبراء أميركيون من احتمال انهيار السد، بسبب تآكل أرضيته.

وأرفقت الحكومة العراقية، في بيانها، دليلاً للأهالي لتعريفهم بالطرق اللازمة لكيفية مواجهة موجة الفيضان المحتملة، التي قد تنجم عن انهيار السد، كاشفة عن أن موجة الفيضان يمكنها أن تصل العاصمة بغداد خلال ثلاثة أو أربعة أيام، بموجة فيضان يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار.

وعزا خبراء وجود احتمالات لانهيار سد الموصل إلى إنشائه على أرض فيها تكتلات من الصخور الجبسية، التي تذوب في المياه بشكل مستمر، ما جعل المختصين يقومون بحقن أرضية السد بأطنان من الإسمنت الخاص يومياً منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو الأمر الذي توقف عدة مرات بسبب الظروف الأمنية المتردية في البلاد.

اقرأ ايضا: تحذير أميركي من انهيار سد الموصل وبغداد تنفي

دلالات
المساهمون