نقل دم ملوث يصيب 13 جزائريا بالتهاب الكبد

09 سبتمبر 2016
الطفلة الجزائرية آلاء ووالدها في المستشفى (العربي الجديد)
+ الخط -
حالة استنفار قصوى شهدها مستشفى "بارني" بمنطقة حسين داي بالعاصمة الجزائرية، بعد تسجيل 13 حالة التهاب كبد وبائي نتجت عن عدوى انتقلت إليهم عبر الدم، ما يضع وزارة الصحة في قفص الاتهام.


وأثارت القضية عائلة الطفلة آلاء شاور (سنتان) المصابة بداء السرطان، حيث تكشف أنها أصيبت بداء التهاب الكبد، ما أدخل الأسرة القادمة من مدينة "جانت" جنوبي العاصمة الجزائرية، في أزمة أكبر.

ووجهت النائب في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأدنى في البرلمان الجزائري) عن كتلة تكتل الجزائر الخضراء، سميرة ضوايفية، سؤالا كتابيا لوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، محمد بوضياف، للتحقيق العاجل في القضية التي تهدد عشرات المرضى بالمستشفى.

وقالت ضوايفية لـ"العربي الجديد"، إن "الطفلة آلاء نقلت للعاصمة بصحبة عائلتها للعلاج من داء السرطان لعدم توفر إمكانيات العلاج في الجنوب الجزائري، وهي معاناة الآلاف من الجزائريين في جنوبنا الكبير"، لافتة إلى أن الطفلة وجدت نفسها تحمل اليوم مرضين خطيرين على حياتها وهي في سن البراءة، مقابل "إهمال وصمت المسؤولين في المستشفى".

وطالبت النائبة في مراسلتها الكتابية التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، بالتدخل السريع والعاجل من السلطات المعنية للتحقيق في الحادثة، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات لتفادي انتشار المرض، داعية الوزير "التدخل لعلاج الضحايا والتكفل التام بالطفلة آلاء لأنها ضحية لمرتين، فعلاوة على حالة الإرهاق من التنقل من الجنوب نحو العاصمة الجزائرية لعلاج داء خبيث، دونما أن تلقى الدعم الطبي والنفسي، تجد نفسها مصابة بداء آخر".

وفي سياق ذي صلة، ذكرت ضوايفية، أنه سبق لها أن راسلت وزير الصحة الجزائري بخصوص داء التهاب الكبد الوبائي الذي انتشر في عدة ولايات شرق البلاد، مع نقص التكفل الطبي بالمرضى، إلا أن رد الوزارة كان غير مقنع.

ودعت إلى إجراء دراسة عن انتشار الوباء في ولايات خنشلة وتبسة وأم البواقي وباتنة، محذرة من خطورته على صحة السكان في هذه الولايات، ولافتة إلى معاناة المرضى في العلاج، حيث ينتقلون إما لمستشفى عنابة أو مستشفى قسنطينة لتلقي العلاج، وهو ما يكلفهم الكثير من التعب والإرهاق، فضلا عن أن التنقل من منطقة إلى أخرى يكلفهم أعباء مالية كبيرة.

وأكدت أنه مع استمرار ظهور هذه الحالات، فيجب أن نتوقع حدوث "كارثة إنسانية".

وحول أسباب المرض الخبيث، أكد الطبيب محمد طيبي، لـ"العربي الجديد"، أنها متعددة، حيث يمكن انتقال العدوى من شخص إلى آخر عن طريق اختلاط دم المريض بشخص غير مصاب، وهو ما يؤكد فرضية عدم احترام بعض ممارسي الصحة والأطباء للطرق الوقائية.

وأضاف أن نسبة كبيرة من بؤر العدوى تأتي من عيادات طب الأسنان، حيث تنتقل العدوى بسبب الأدوات المستعملة وعدم التعقيم الجيد لوسائل جراحة الأسنان، بالإضافة إلى الإهمال في عمليات التعقيم في شتى المصالح الاستشفائية، وخصوصا في قاعات الولادات وقاعات الجراحة.

كما نبه الطبيب إلى ضرورة الوقاية بدءا من العائلة التي تستعمل أدوات المريض ما يتسبب في انتقال العدوى.

من جانبها، دقت الجمعية الجزائرية لمساعدة المرضى بالتهاب الكبد الفيروسي، ناقوس الخطر، حيث كشفت عن تسجيل أكثر من مليون حالة إصابة بالداء، كما أن الأدوية باهظة الثمن رغم دعم الدولة للبعض منها، حيث يتعدى ثمن الحقنة الواحدة أكثر من 220 دولارا أميركيا، فضلا عن المتابعات الطبية الدورية، وخصوصا بالنسبة لسكان المناطق النائية أو القادمين للعلاج من الجنوب نحو المستشفيات الجزائرية في الشمال.

المساهمون